> وحسب تصريح  لمدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر السيد "روبير مارديني" بأن  عام 2023، بلغ عدد الذين يحتاجون إلى مساعدة إنسانية وأنشطة الحماية21.6 مليون شخص، بينما تسرَّب ملايين الأطفال من التعليم، ولا يزال أربعة ملايين شخص عالقين في دوامة النزوح.
 وحسب رأي الكاتب الصحفي صلاح السقلدي "بأن التعويل على بناء سلام في ظل وضع ملوث كهذا هو ضرب من التمني خصوصا وأن كثير من منظمات المجتمع المدني قد تم اختطافها للانخراط بهذا الوضع، وبالتالي فلن تقوم قائمة للسلام ولا للتنمية إلا بإصلاح الأدوات، و تعقيم الوسائل ومنها منظمات المجتمع المدني الذي ما زلنا نعول عليه للقيام بدور وطني إنساني فمن السخف أن نعالج المرض بأدوات ومستحضرات ملوثة".
 ويؤكد السقلدي "بأنه لا يمكن وضع حد لهذه المعاناة، بل وحتى وقفها عند هذا المستوى إن لم تكن هناك خطوات متسلسلة وجادة تتخذها القوى الفاعلة على الارض والقوى الخارجية الموجودة في بلادنا منذ ثماني سنوات ".
 ويضيف "لا نقول القضاء عليها فهي أكبر من أن يتم معالجتها بالمدى المنظور فوقف الحرب، والشروع بتسوية سياسية سيعني بالضرورة عودة شيء من مؤسسات الدولة وبالذات الإيرادية والرقابية، ومعها ستشجع المنظمات والدول والمؤسسات المالية والتنموية الدولية الداعمة، بالمساهمة الفاعلة أكثر مما هو حالها اليوم وتكشف مع المؤسسات والجهود المحلية بؤر الفساد وهواميره، التي استبدت بالبسطاء وأجهزت على كل حياتهم وانتزعت منهم حتى اللقمة من أفواههم وصادرت مستقبل الأجيال ومسخت ما تبقى من مؤسسات".
وطالب الكاتب الصحفي صلاح السقلدي "أن تحشد كل جهود المخلصين وبالذات الجهد الشعبي والنخبوي والإعلامي بالذات للمساعدة بانتشال هذه الأوضاع من وحلها والتخفيف من وطأة معاناة الناس".
 خلدون أحمد حسن ماجستير دراسات استراتيجية، يرى بأن مشكلة الفقر في اليمن غير مستجدة، فحتى ما قبل الحرب كان 50 ٪؜ من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر وكانت مؤشرات التنمية متدنية جدا".
وعن الأسباب قال "تتعلق الأسباب بالفساد وسوء التخطيط والإدارة والمناخ السياسي المضطرب، وهي أسباب مازالت تلقي بتأثيراتها السلبية حتى اللحظة الراهنة".
وقال: "بأن اندلاع الحرب أسهم في تحويل البلد إلى واحدة من أكبر بؤر الأزمات الإنسانية في العالم، وأدت إلى إغلاق المصالح وتعطيل الأعمال وقطع شبكة طرق وإغلاق موانئ وتثبيط الإنتاج في مختلف القطاعات الاقتصادية. موكدا بأن المعالجات التي تقوم بها الحكومة في بعض الأحيان كانت غير موفقة".
وأشار خلدون حسن بأن قرار الحكومة بتعويم العملة وتحرير سوق النفط أدى إلى انهيار العملة الوطنية، ما زاد الطين بلة وأدى إلى مضاعفة الأسعار في السوق بخمسة أضعاف".
وتحدث عن السلبية في قرارات المجتمع الدولي والإقليمي، وقال"هذا القرارات تصنيف اليمن كمنطقة حرب أدى إلى رفع تكاليف النقل والشحن بصورة كبيرة وهوما انعكس في تكريس ظاهرة غلاء الأسعار التي أدت إلى انهيار الطبقة الوسطى في المجتمع وانتشار الفقر".
ويعتقد خلدون حسن أن الحل يكمن أولا في إنهاء الحرب بصورة عادلة ومستدامة تحقق الاستقرار، كما يجب أن تتبدل استراتيجية المنظمات الدولية نحو دعم القطاعات الإنتاجية والمنشآت الاقتصادية ودعم التنمية المستدامة، بما يسهم في تدوير عجلة الاقتصاد ويرفع ناتج الدخل القومي للبلد بما ينعكس إيجابا على حالة الأفراد ويحد من الفقر".
ويؤكد "بان أسباب الفقر هو تدهور العملة مما سبب ارتفاع الأسعار بشكل عام، وعدم كفاية دخل الفرد لمواكبة هذا الارتفاع المهول للأسعار".
وعن رده حول كيف يمكن أن يعالج الفقر قال: "يمكن معالجة الفقر بتثبيت سعر الصرف على ما كان عليه قبل الحرب وذلك بدعم البنك المركزي وتقليص عدد الصرافات التي تتحكم بالسوق ".
في مديرية دار سعد تتواجد عدد من المنظمات الدولية والمحلية، وأيضا المبادرات التي تعمل من أجل مكافحة الفقر وتحسين سبل العيش ونشر السلام وفي هذه المديرية يعشعش الفقر، ولسان حال مواطنيها لو كان الفقر رجلا لقتلته.
مديرة مبادرة  الخير والتعاون، زينب قاسم إسماعيل تقول: "لدينا أسرة بحاجة لتقديم الدعم والمساعدة حيث نعمل على جمع ما نستطيع من أهل الخير  لنعطي هذه الأسرة فرصة لتعيش".
وقالت: "تبذل المبادرة جهودا كبيرة، حيث تعمل على منح الطلاب دروس تقوية، وفتحت فصولا لمحو الأمية وتحفيظ القرآن الكريم للصغار والكبار".
وقالت زينب قاسم موجهة حديثها لأهل الخير: "يا أهل الخير اتقو الله في الناس الفقيرة الذين لا يستطيعون شراء أغراضا لمنازلهم، ومع قدوم رمضان والعيد تزداد مصاعب هذه الأسر، حيت تفتقر إلى توفير القوت اليومي لها".
وتضيف: "ننظر للآخرين كما ننظر لأنفسنا ونشعر بهم، فكلنا فقراء، وأنا واحدة منهم، لا نقدر على شراء احتياجاتنا، فالراتب خمسة وعشرون ألفا، لا يكفي، وماذا يفعل من ليس لديه راتب؟ لهذا نعمل على تكافل المجتمع ليعش الجميع بكرامة".
وقالت"نرجو من الخيرين وأهل الخير والمنظمات أن تنظر بعين الاعتبار لهذه الأسر الأشد فقرا، والنزول اليهم لتفقد أحوالهم".
 مدير مكتب الصحة بمديرية صيرة علي عبدالكريم ثابث قال:"الفقر في اليمن كان بنسب متفاوتة، لكن الجنوب -قبل الوحدة- كانت هناك عدالة اجتماعية واقتصادية، وهناك نوع من التساوي في مستوى الدخل، ولايوجد فقر مثل ماهو موجود في الشمال، كان الفقر في الشمال حيث كان النظام السياسي القبلي هو المستأثر بالثروة، وكانت نسبة الفقر كبيرة، بسبب وجود طبقة وسطى مابين الغني و الفقير ".
يوضح  أستاذ علم الاجتماع بجامعة عدن د. فضل عبدالله الربيعي، بأن ظاهرة الفقر ظاهرة اجتماعية وتعيشها كل المجتمعات مند القدم، وللفقر أبعاد مختلفة وتعاريف مختلفة، البعد الاقتصادي و الاجتماعي أثر على مستوى حياة الناس، خصوصا مجتمعنا، حيث نمر مرحلة استتنائية تحيط بها الكثير من التحديات الجسام في مختلف المجالات السياسية والأمنية والأقتصادية والاجتماعية ".
ويؤكد الربيعي"بأن تحقيق السلام في ظل ظاهرة تفاقم الفقر،عملية صعبة فلابد أن يكون هناك عمل تواق لإحلال السلام ، للتقليل من مستوى الفقرمن خلال تقديم المساعدات الضرورية والإنسانية الملحة".
وأضاف "هذا  الأمر انعكس على سلوكنا وثقافتنا، وشحت هممنا تجاه العمل الجاد في التفكير لإيجاد مخارج للفقر، ولا يمكن أن ينهض هذا التفكير إلا من خلال إصلاح منظومة التعليم وقيام الحكم العادل والاستقرار الأمني، ومكافحة بعض الظواهر التي تقلق المجتمع".
وفي ختام حديثه قال: "استمرار الفقر هو استمرار لفشل الدولة واستقرارها، فهي المعنية بدرجة أساسية بمكافحة الفقر، وإيجاد منظومة من المخططات الشاملة والجادة الصادقة، التي تتجه نحو معالجة مشكلة الفقر وإيجاد فرص عمل للشباب".
وتختم حديثها عن السلام وتقول: "زهور السلام كانت ومازالت تعطي أجمل الزهور التي سينعم فيها كل مواطن بحقوقه وحريته و معيشته وكرامته، في كل مكان، وستنهض بلادنا عندما تنتهي من الفاسدين الذين قضوا على الأخضر واليابس".