​تفاصيل أول اصطدام جوي في تاريخ الطيران المدني!

> «الأيام»روسيا اليوم:

> بالقرب من باريس، قبل أكثر من مئة عام وقع أول حادث تصادم في الجو بين طائرتين في تاريخ الطيران المدني، ولقي خلاله جميع  الركاب وعددهم 7 حتفهم.

شهد يوم 7 أبريل عام 1922، أول تصادم في الجو في العالم بين طائرتين على متنهما ركاب.

صبيحة ذلك اليوم، أقلعت طائرة بريطانية للبريد بمحرك واحد من طراز "دي إتش –18"، وبها شخصان، الطيار ومضيف شاب.

كانت تلك الطائرة البريطانية الخشبية متوجهة من مدينة كرويدون في بريطانيا، إلى منطقة لوبورجيه، وهي ضاحية تابعة للعاصمة الفرنسية باريس حاليا.


 بعد ذلك بفترة، أقلعت طائرة ركاب فرنسية بمحركين من طراز "فارمان إف – 60/ جالوت"، في الاتجاه المعاكس من مطار الضاحية الباريسية، لو بورجيه في اتجاه مدينة كرويدون البريطانية.

الطائرة البريطانية كان يتكون طاقمها من طيار وميكانيكي، علاوة على ثلاثة ركاب وهم مسافر فرنسي، وأمريكي مع عروسه في رحلة شهر عسل.

طائرة "فارمان إف 60 جالوت"، كانت تعد وقتها، أول طائرة ركاب حقيقية في العالم، وكانت تقوم برحلات منتظمة بين باريس ولندن منذ عام 1919.

بحلول وقت الكارثة الجوية في عام 1922، سافر على متن هذا النوع من الطائرات يوميا بين لندن وباريس ما بين 20 إلى 40 راكبا.

كانت السماء مغيمة والضباب الكثيف يلف الأجواء، وفجأة على ارتفاع 150 مترا، تقابلت الطائرتان على نفس الارتفاع واصطدمتا في الجو، وتناثر حطامهما في المنطقة، ما نجم عنه مقتل ستة أشخاص، وسابع في وقت لاحق في المستشفى.

المشكلة أن الطيران المدني في ذلك الوقت كان في بداياته المبكرة، وكان الطيارون يحددون الارتفاع بالعين المجردة تقديريا، اعتمادا على تضاريس الأرض.

علاوة على ذلك، لم تكن هناك قواعد موحدة لتفادي الاصطدام في الجو، من خلال إلزام الطيارين بالانحراف إلى اتجاه محدد.


وقعت تلك الكارثة الجوية بعد الظهر، وأفاد شهود عيان بأن الاصطدام حدث تحديدا فوق قرية "ثيولوي سانت أنطوان" الصغيرة، شمال باريس.

سمع القرويون حوالي الساعة 15:00 بالتوقيت المحلي، محرك طائرة كبيرة اعتادوا على رؤيتها يوميا تطير في اتجاه لندن، وشاهدوا ضبابا كثيفا يغطي المشهد مصحوبا برذاذ من المطر، وفجأة ظهرت الطائرة الفرنسية "جالوت" على ارتفاع 150 مترا متجهة إلى لندن، وفي الاتجاه المقابل برزت من بين الضباب الطائرة البريطانية الأصغر وهي متجهة إلى باريس، وتداخل الطائرتان واصطدمتا وبعد ثوان قصيرة سقط حطامهما مشتعلا على الأرض.

سقط أحد جناحي طائرة الركاب الفرنسية على سطح مبنى قريب، وتناثر إلى قطع، بينما سقطت بقية أجزاء الطائرة في حقل مجاور، فيما تحطمت طائرة البريد البريطانية بالقرب منها، وخلّف ارتطامها بالأرض حفرة بعمق متر ونصف.

هذا الاصطدام الجوي الأول في تاريخ الطيران المدني، نجم عنه استحداث تغييرات في القواعد الدولية للرحلات الجوية، حيث أصبحت معدات الاتصالات بالراديو إلزامية.

الأمر الأكثر أهمية أنه تم تحديد ممرات جوية منسقة مشتركة، بفضلها تجوب الآن الآلاف من الطائرات بمختلف الأحجام السماء، مخلفة وراءها مناطق وبحار وقارات ومحيطات، وتعبر من محطة إلى أخرى بأمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى