الجنوب.. وتفاهمات الحل

> مع أن تفاهمات الحل مازالت طي الكتمان وما يتم تبادله تسريبات سياسية واستخبارية لقياس رد الفعل، إلا أن ما رَشَح منها يؤكد ان العملية تسير مهما كانت الأحوال والظروف وأن المملكة ودول التحالف عازمة على طي ملف حرب تحولت إلى مثلث "برمودا" يبتلع كل شيء وأن إيران وصلت إلى قناعة أنها لن تستفرد بأكل "الكعكة" كلها.

لكن سير الأحداث القادمة والجنوب في بوتقتها لا تسيّرها أهواء أو رغبات من قبيل: أننا كنا دولة، أن شعب الجنوب قدّم تضحيات، وأنه لا مجال تفاوضي دون ضمان شعب الجنوب رغم أهمية كل ذلك المسألة صارت دولية وأوسع وأعمق حتى من دولتي التفويض العربيتين وأوسع من مصالح اليمن فهي محكومة بنظرة جيوسياسية واستراتيجية لدول كبرى.

البعض لا يريد استنتاج كهذا الآن لكن هذه النظرة يمكن استخلاصها ليست مما جرى ويجري في الرياض بل من "مسمار جحا" الذي ظل مغروسا في الجنوب، وأقصد المنطقة العسكرية الأولى فبقاؤها ليس رغبة خليجية كلها بل تزداد القناعة أنها مرتبطة بتلك النظرة أي نظرة أمريكا ومن في ركابها .. والصين ومن يسايرها .. وليس كل من في ركاب أمريكا يكره انحسارها .. ولا كل من يساير الصين يرغب في امتلاكها ناصية الأمور بالمطلق .. ولهذا فالأمر معقدا وليس هينا .. ولعل في ما تحت العناوين : أمريكا والصين بصيص أمل سيمثل انفراجة وشرفة أمل نطل منها على مستقبل أفضل فقضية الجنوب لا يمكن القفز عليها وكما صرّح الناطق الرسمي الأستاذ علي الكثيري بأنه تم وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب في جميع مراحل وأجندات وقف الحرب والعملية السياسية ولو ربطنا ذلك بالنظرة الجيوسياسية الدولية فان اعتماد حق تقرير المصير لا يوجب رفضا إطلاقا شريطة استيعاب القيادات الجنوبية الظاهرة على سطح الأحداث ما تمتلك من نقاط قوة تمثل نقاط ضعف لدول المنطقة فلا تتنازل "لا تكن لينا فتعصر" ولا تتصلب "ولا صلبا فتكسر" أي يجب أن تمتلك ميزان ذهب دقيق لتزن به الأمور وكلهم يعلمون أن الشمال هو الحوثي مهما كانت الخطابات ولذا فهو مدخل يجب قبوله طالما الخيار لشعب الجنوب ولن يرغمه أحد أو يزوّر إرادته وفقا لهذا المبدأ بالاختيار الحر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى