بعد حوار إيران - السعودية.. الكرة في ملعب القوى اليمنية

> على افتراض وصول الأطراف الإقليمية إلى تفاهمات بشأن نزع فتيل التوتر فيما بينهما في المنطقة، فمن الطبيعي أن تنعكس تلك التفاهات على الملف اليمني، ذلك الملف الذي يمثل نقطة ساخنة في آخر تحديثات الصراع في المنطقة، ويأتي في سلم أولويات الحوار الجار بين السعودية وإيران ولكن هذا لا يعني نهاية الحرب.

بحسب اعتقادي أن هناك مؤثرات دولية أفضت إلى قناعات بأهمية الحوار بين دول المنطقة، وذلك استباقاً، لصراعات قادمة بين القوى الكبرى لن تكون ساحتها أوروبا، بل الشرق الأوسط ومنطقة الخليج على وجه التحديد.

لهذا أدركت قوي النفوذ الإقليمية خطورة المشهد القاتم فبادرت إلى خطوة لتدارك الموقف قبل فوات الأوان، قد تنجح تلك الخطوة إذا ما خلصت النوايا، لكن حرب اليمن من وجهة نظر قوى النفوذ في المنطقة تلك، ما زالت بحاجة إلى جولات حرب جديدة حتى تحسم بالشكل الذي خطط له.

السؤال الذي يطرح نفسه...

كيف سيكون ذلك؟

الإجابة هي أن الحرب نسبيا قد خلقت توازن قوى داخل اليمن، وكل قوة تمتلك من مقومات البقاء لفترة تمكنها من تحقيق بعض المكاسب، و في حال لم تتوصل إلى تفاهمات جديدة وفق المعطيات على الأرض، فمن المتوقع جولة صراع وربما صراعات قادمة تديرها قوى النفوذ من الكرسي الخلفي، مع الاكتفاء بالدعم المقدم سلفاً، وظاهريا تتبنى قوي الإقليم موقف الحريص على نهاية الحرب، وقد يأتي الحل من الخارج في نهاية المطاف إذا لم تحقق الحرب أهدافها.

لذا أقول أن قوى الداخل اليمني تقع عليها مسؤولية إيقاف نزيف الدم وإنهاء الحروب الداخلية، وذلك ممكن إذا ما حضرت الحكمة وغلبت المصلحة، واعترف كل طرف بحقوق الطرف الآخر وخصوصياته، بعقلية وفكر بنَّاء، بعيداً عن ثقافة الإقصاء والتهميش التي سادت المشهد فيما مضى.

ولا ننسى أن خارطة الحرب اليوم هي من تحدد خارطة السلام وليس الرغبات والأطماع، وذلك من خلال حوار جدي ومسؤول، يمني - يمني، شمالي - جنوبي، على قواعد تراعي مصالح الجميع، فكما تقاربتا إيران والسعودية بعد قطيعة وحروب بالوكالة، فلا مانع من أن يتقارب اليمنيون، أيضا، فهل نتوقع حدوث ذلك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى