كتكوت على الطاولة

> إلى الشعب فوعيكم سيغير واقعكم

إذا تركناهم سيدقون مسمارهم في نعشنا، وقد لا يخرج أبدا، فإذا تركناه سيؤلمنا بقية حياتنا، وإن نزعناه فسوف نغرق.

الوعي والأخلاق أكثر ما نحتاجهما في الفترة الراهنة، فكف واحدة أو حتى عشر لن تجعل صوتنا قويا، كما لا يكفي أن نكون شرفاء، فمن المهم أن تكون ردة فعلنا إيجابية ومؤثرة أيضا.

ما نراه اليوم مشروعا يكاد يكون بلا رؤية، ومواقف وأفعالا لا توحي باستعادة أو تأسيس دولة.

عشرون عاما تقريبا، نصرخ (نشتي دولتنا)، وثماني سنوات من النصر، وست من تأسيس المجلس الانتقالي، ومازلنا لا نعلم ماذا نريد !

سقفنا في انخفاض مستمر، وذهبوا من جديد بخمسة كوفد مفاوض، ونتساءل، كيف سنقنع العالم بأحقية دولتنا من باب المندب إلى المهرة، وسياستنا تنحني، ونتخبط في شبر ماء، ولا نستطيع إدارة وزارة أومحافظة أومعسكر بجدارة.

أصواتنا متفرقة، ويتكلمون عن تأسيس دولتنا الجديدة، ولم يصيغوا رؤية تحدد معالمها ونظام حكمها، وإدارة سلطتها وثروتها، ولم يقرروا، هل سيعود الجنوب كما كان بمحافظاته الست أم جنوب تقسيم الوحدة؟ ومازلنا نرفع علم الجمهورية الشعبية الشمولية بمثلث حزبها الأزرق، والذي لا يمثل كثيرا منا، ونتحدث باسم الجنوب العربي الذي لم نختره، ولم نجد قائدا يملك شجاعة تغيير العلم أومنظرا يقترح اسم الدولة التي نحلم بها، ثم يصرحون ببساطة، أن الجنوب قادم، وكأننا بلا عقل وبصر !

سيقولون مش وقته، لكننا نذكرهم بصبرنا وعهدهم، فمنذ فوضناهم نحاول نفهم سياستهم، وسيقولون لا نملك عصا سحرية، ونخبرهم بألا يضربوا الحجر لتنفجر دولة، ولكن أضعف الإيمان يعلنوا رؤيتهم لكي نطمئن، ويشعر الداخل والخارج أننا جادون بمشروعنا، فلن ينتظرونا، وستفقس طاولتهم (كتكوتا) لا يشبهنا.

شبعنا وعودا، ونسألكم أن تغادروا مربع الشعارات قبل أن تضيعونا، واصنعوا قرارا يذكره تاريخنا بشرف.

لا ترهنوا مصيرنا بطاولة عليها فتات أو تربطوا قضيتنا برأس واحد، فكلنا نحتاج أن نخط طريقنا معا، ومفتحين، وليس كحمار يحمل أسفارا !
خاص بـ "الأيام"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى