آلاف الأسماك النافقة في سواحل المهرة ومخاوف من آثار سلبية على حياة الناس

> هشام الشبيلي

> الجهات المسؤولة تلقي باللائمة على الصيد الجائر والمتخصصون يوسعون دائرة الاتهام..

تفاجأ السكان مؤخرا بوجود آلاف الأسماك النافقة على سواحل الغيظة والمسيلة في محافظة المهرة أقصى شرق اليمن .

وتحدث سكان محليون لـ "اندبندنت عربية" أن هذه الظاهرة تكررت في الأيام الماضية بأعداد قليلة، لكن منذ الجمعة كان أعداد الأسماك النافقة التي شاهدوها مهولة، مما أدى إلى تخوفهم أن يكون هناك تسمم ما في البحر، مما يؤثر سلباً في حياة آلاف الناس في المناطق الشرقية والذين يمثل الصيد البحري مصدرا رئيسا لأقواتهم.

وأرجع رئيس هيئة المصائد السمكية في الشرق اليمني عبدالناصر كلشات في حديثه إلى الصحيفة الكميات النافقة من الأسماك التي قذف بها البحر على سواحل المهرة إلى قيام بعض الصيادين باستخدام وسائل ممنوعة ومخالفة لقانون الاصطياد.


بفعل فاعل

وأضاف "السلطات المحلية طلبت من الجهات الأمنية ضبط المخالفين، وذلك بالتنسيق مع الرقابة والتفتيش البحري في الهيئة العامة للمصائد السمكية".

في السياق، أوضح مدير عام المصائد في البلدة ذاتها، وليد هيثم "أن اللجنة الفنية في المصائد التي نزلت إلى المكان رجحت أن أسباب نفوق الأسماك بتلك الكميات تعود إلى اصطياد بعض المخالفين بشباك مخالف يسمى محليا (الشرطوانات)، يصطاد أعدادا تفيض عن حاجتهم فيتركون ما لا يقدرون على حمله ينزل إلى البحر بعد نفوقه"، مطالبا بمنع استخدام أشباك الشرطوانات التي تهدد بتدمير الثروة السمكية، وسرعة العمل على تنفيذ حملة موسعة لضبط تلك النوعية في المديريات الساحلية ومحاسبة المخالفين.

ونفى هيثم صحة ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي بأن نفوق الأسماك بسبب بواخر الجرف القاعي أو إلقاء مواد سامة في البحر، وإنما "بسبب رمي المخالفين الأسماك الزائدة التي لا يقدرون على حملها أو المتسربة نتيجة لتمزق الشباك، مما يؤدي إلى خروجها إلى السواحل بعد نفوقها في مخالفة صريحة يعاقب عليها القانون".

كوارث تهدد السواحل اليمنية

إلى ذلك يوضح أستاذ تقييم الأثر البيئي المشارك بكلية علوم البحار والبيئة بجامعة الحديدة عبدالقادر الخراز في تعليقه على حادثة نفوق الأسماك على سواحل المحافظة الشرقية أن واقعة النفوق حدثت أكثر من مرة في سواحل عدن وأبين جنوب البلاد، ولها أسباب عدة، "فقد تكون نتيجة ملوثات في المياه البحرية كرمي المخلفات الزراعية، وتصريف مياه الصرف الصحي وتخلص السفن البحرية من مخلفاتها في المياه البحرية، مما يؤدي إلى تشكيل ما يسمى المد الأحمر، الذي يكون نتيجة لتشكل الهائمات البحرية وزيادة عددها، بالتالي تقلل نسبة الأوكسجين الذائب في الماء وتؤدي إلى نفوق كميات كبيرة من الأسماك وظهورها على السواحل بهذا الشكل".


ولفت إلى أن ثمة جوانب أخرى قد تكون وراء النفوق المتكرر كالصيد بالجرف القاعي، والصيد باختيار أنواع محددة من الأسماك أو الكائنات البحرية ورمي ما تبقى في البحر، مؤكداً أن "السواحل والمياه الإقليمية اليمنية تعاني قيام كثير من الشركات التي تأتي للاصطياد بطريقتي الجرف القاعي والصيد الجائر للأنواع السمكية، ثم ترمي الأسماك التي لا تريدها، بالتالي قد تكون أحد الأسباب خلف الظاهرة على الساحل بنفوق هذه الأنواع الكبيرة والكثيرة".

وحذر الأكاديمي اليمني من أن المخلفات الملوثة والمسمومة بإمكانها أن تؤدي إلى أمراض غير النفوق، كالتسبب في أمراض لمن أكل من تلك الأسماك أو اشتراها من الأسواق المحلية التي تباع فيها، ولذلك يعتقد أنه "يجب على الحكومة والجهات المتخصصة العمل على زيادة الوعي حول هذه المسائل والرقابة على الشواطئ اليمنية والمياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة لليمن في البحر، ووقف كل العمليات المخالفة والمسببة للضرر في الكائنات البحرية في المياه اليمنية، وإبعاد أسباب التلوث التي تحدث، وضبط عمليات الصيد بالطرق المناسبة والصحيحة"، وذلك عبر إحكام السلطات قبضتها على المجال البحري.

"اندبندنت عربية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى