أخي المواطن احترس تحتك حفرة بحجم وطن

> لأكتب ما أكتب على نحو يحلو لي، وبما يرضي ضميري، متجاوزا غرور من يختلف معي، وخلافا لما قد يحول بيني وبين من يقرأ لي، من باب احترامي لوجهة نظره، وما قد يفسر على نحو مغاير آخر، وعليه فقد عزيت إلى نفسي مهمة احترت في وصف كنهها تجاه كل الأشياء، علاوة على أنها مسألة مبدأ لا يمت لعراك المنتحرين والمتناحرين على أبواب الفضيلة بصلة، بتسخير جهلهم منهاجا ورسالة باباوية من (عليين)، وكفانا أدبًا أن نصدق كل كذبة ونمررها بسخاء عاطفي لكل الميسورين حظًا من مواطني الدرجة العاشرة بعد العشرطعش.

مع أنها تنتابني غصة وشعور بالذنب بأنه ما أنا إلا وحدي أحد المنكسرين المتصنعين دور أنفسهم، ولا يعنيني تمثيل أحد سواي، وهذا ما أعتبره منهج اللا عدل أمام مشايخ الزمان، أصحاب العقول الجامدة والمبردة والمثلجة من أيام العصر الآيسكريمي، وكذلك أصحاب الأرصدة النضالية العتيقة، والنياشين المرصوصة على أرفف الباعة والعالقين منهم على بوابة الدين والوطن والوحدة والانتماء والتاريخ وما تربطهما من صلة جذرية بعروقي الحميرية الصرفة، والتي قتلتها بحكمة براءة ضحكة هذا الحيوان الصبور الحقود الذي يسمونه سفينة الصحراء، وكوني وبعض من المغضوب عليهم ممن عطلوا ابتسامة الشماتة على أبواب وجهه، بإشارة يوم حرمناه من متعة كركرة سماعة، بأن الوحدة ثالث ثلاثة، وأن الانفصال شر مستطير، وأن من قال أنا ربكم الأعلى صدقناه وصلينا خلفه كالبهائم وقلنا آمين.

قيل يا زمن العجب أن من ابتلاه الله بداء العنت والبُعد عن عبادة ولاة الأمر من مواطني هذا البلد الكمين، وأصحاب المواطي، أن يتجنب رمي الجمرات وذلك احتراما للشياطين أصحاب الفخامة والمعالي، فلنحترس يا سادة يا كرام أن نرمي أنفسنا بسوء الظن بمن حولنا حتى لا تلتهمنا ألسنة المارة، فقد أصبح كل شيء مباح ومفخخ حتى جنائز الموتى ومساجد الله وقوانين السماء والأرض، فلا عجب أن نتهم بأننا خالفنا وصية البقاء بلا كرامة.

واستسمحكم عذرًا يا سادة يا كرام قبل أن تعطوني درسًا في الأخلاق والقيم، أن يتكرم أي منكم بمنحي فرصة الحديث عن أصحاب المواطي من مواطني هذا البلد المنكوب بقيادته؛ لأنه من الحكمة وللأسف أن لا نخرج عن إجماع القطيع السائبة، ومن العجب أن الحكمة في عرف الحاكم تؤتى معكوسة ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.

ونحن إذا ضاقت بنا الدنيا قالوا ويل للمصلين، وإذا خرجنا عن نطاق الصمت قيل لنا ألا تجادل ولا تقرقر حتى لا تخدش حياء الديمقراطية السمحة.

وإن من الحكمة لبيان أن من يتشدق بالوحدة هو نفسه حاميها حراميها، فكيف للعقل أن يصدق أننا نخاطب ملائكة وحدويين تمسكوا بأطراف ثوبها حتى مزقوه وبانت العورة؟

حتى القتلة تشاوروا فيما بينهم على تمزيق الوطن واختلط الحابل بالنابل، وعمت الفوضى أديرة الرهبان وأودية العشاق، وضربت على القلوب المسكنة، وكتبت على الجدران بسواد الفحم والحقد الأسود وطباشير محو الإنسانية أن اخرجوا منها بسلام آمنين. وحسبنا الله ونعم الوكيل...

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى