يا هوى "الأيام"...

> تطلُّ..إذْ هي أبهى من زهر الربيع، تنقلك إلى الأرض الفسيحة، وليس أحلى من لذّة الراحل في رحلته حين يطّوّف بين المناهل والمنازل، ويستريح في أفياء الحيطان وظلال الغيطان. كنّا نبحث عن مسارح القلم، فتهادت الأمكنة كالرياض المُترعة من جهة "الأيام".

وفي ذكرى التأسيس يحلو "الشّجَن"، فَمُضي 65عامًا، توحي أن نهرًا جرى وما توقّف، وما جفّ نبعهُ ولا كَفّ، ذاك هو عطاء "الأيام"، ومن كان هذا عطاؤه يمكث في الأرض، فينبت ويُزهر ويطيب جناه.

اجتذبت الصحيفة جمهورًا عريضًا من القرّاء، حتى صارت قرينة صباحات المدينة والريف، وإنما تفخر الجريدة الأنيقة، كونها تصدر من وسط المدينة الكونية "عدن".

لقد سعت الصحيفة منذ المؤسس الراحل محمد علي باشراحيل رحمة الله عليه، لنقل المواطن من بؤس الحال إلى مشارف الأمل، بخط صحفي احترافي ومهنية عالية، وهي التي قالت للحاكم في كل المراحل "الأيام دول".

كما وبعثت الروح التحررية لمقاومة الظلم والاستبداد، فأخبرت الإنسان ألا يرضى بالذُّل في رَبْع المهانة بل هتفت في حضرته:

قوِّض خيامك عن رَبْعٍ أُهنْتَ بهِ

وجانِبْ الذُّلَّ إنّ الذُّلَّ يُجتنبُ

ما كان للجنوب أن يعقد لواءه لو لم تكن "الأيام" تنتمي إلى دياره، وإنما قفز تلك القفزة المذهلة بحرفها الساطع البهي..

أتمِم يا تمٍّام وسِر وأبناء أخيك الراحل هشام في درب المؤسس الأول، فإنما يُشتهى الصباح ويلتذُّ الشارب بقهوته حين يبتاع "الأيام" من كشك الصحافة، وتبدأ رحلة المطالعة في مسارح القلم، ليلتذ بمحاسن تلك المشاهد، وحلاوة تلك الأخبار والصور، واقتناص أجمل الفوائد التي تبدو أنفَس من ذخائر العقيان، ويطيب جنى قطوف من بساتين المعرفة حول العالم. فلتعـِشْ "الأيام" صوت الحُب والسلام لونًا وذوقًا ورائحة.

وإنما هزّت كلمات "الأيام" وجدان القارئ لأن قلمها يكتب بحُرقة ولوعة، والنفس مولعةٌ بمعرفة الجديد، والاطلاع على المُستطرَف، وجديد الأخبار من الشرق والغرب فإنْ سبقت "الأيام" زميلاتها في بلاط صاحبة الجلالة، فإنما هو الجِد والسَّهَر والمثابرة:

يا مَنْ يحاول بالأماني رَتبتي

كمْ بين مُسْتَغْلٍ وآخرَ راقي

أأبيتُ سهران الدُّجى وتبيتهُ

نوماً وتبغي بعد ذاكَ لِحاقي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى