ليس هناك وقتًا لبقاء البعض في المنطقة الرمادية

>
بعيدا عن المقدمات وإطالة الحديث عن خطورة وتعقيدات الأوضاع المحيطة بشعب الجنوب وقضيته الوطنية، وبدون الخوض في التفاصيل وعرض الأمثلة والشواهد على كل ذلك لأن الغالبية العظمى من شعبنا تدرك هذا الأمر جيدًا، ولهذا نقول وبصدق وإخلاص وطني لكل الوطنيين والجنوبيين الأحرار من الرجال والنساء، بأن الجنوب اليوم يحتاج للمواقف العملية الملموسة من الجميع، وأن الوقت قد حان ليجسد فيه الكل قناعاتهم وإرادتهم الوطنية الحرة لحماية مشروعهم الوطني وتحقيق هدفهم العظيم والمتمثل باستعادة دولة الجنوب الوطنية الفيدرالية المستقلة.

كما أن المواقف الوطنية الحقيقية والأصيلة، لا تقبل أن يبقى البعض عالقًا في المنطقة الرمادية إلى ما لا نهاية، فقضية الجنوب اليوم ومستقبل أجياله القادمة على المحك وفي مفترق تاريخي خطير ولا تحتمل المراوغات والمناورات أو التردد، أو البقاء على منصات المشاهدة المريحة في وقت يتقرر فيه حاضر ومستقبل الجنوب.

إن صدق المواقف الوطنية يفرض على الجميع أيضا مغادرة التمترس في مربع الرغبات والمصالح الشخصية والحسابات الخاطئة؛ وبعيدا كذلك عن أي نزعة للثأر والانتقام السياسي وتصفية بعض الحسابات القديمة التي أصبحت جزءًا من تاريخ مضى وبما له وما عليه وبأي صورة كانت، فوجود مثل هذا السلوك السياسي المدمر لا يعبر إلا عن حالة غير سوية وفاضحة لكل من يتشدقون بالوطنية، وهي تسيء كثيرا لهم ولقضية انتمائهم الأصيل للجنوب ولتاريخه وهويته، ويعرقلون مسيرته الوطنية وإطالة أمد الوصول إلى يوم خلاصه الوطني ومعانقته لحريته واستعادة كرامته وسيادته على أرضه، إنها لحظة مواجهة الحقيقة وامتحان المواقف والصراحة مع الذات الوطنية للأفراد والجماعات وعلى حد سواء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى