صحيفة صينية تدعو المملكة المتحدة لإعادة قطع أثرية مسروقة

> أليشا رحمن ساركار

> حثت صحيفة حكومية صينية بارزة في افتتاحية لها المتحف البريطاني على إعادة ما تملكه من قطع أثرية "مسروقة"، وذلك عشية زيارة نادرة لوزير خارجية المملكة المتحدة.

وجاء البيان في طبعة الإثنين الماضي من صحيفة "جلوبال تايمز" قبل يومين فقط من وصول جيمس كليفرلي إلى بكين الأربعاء في أول زيارة يقوم بها وزير خارجية بريطاني إلى الصين منذ خمس سنوات.

طائر كركي برونزي من عهد سلالة تشين (221-206 قبل الميلاد) (المتحف البريطاني)
طائر كركي برونزي من عهد سلالة تشين (221-206 قبل الميلاد) (المتحف البريطاني)

ودعت افتتاحية الصحيفة المتحف البريطاني إلى إعادة جميع الآثار الثقافية الصينية "التي جرى الحصول عليها من خلال قنوات غير رسمية للصين مجانًا". وأشارت إلى رفض بريطانيا "على مر السنين" إعادة القطع الأثرية لبلدان أخرى، واتهمت المتحف "بتبني موقف ممانع ومسوف وسطحي".

ويضم المتحف البريطاني أكبر مجموعة من الآثار الصينية في الغرب قوامها في الأقل 23 ألف قطعة تتراوح بين اللوحات التي يعود تاريخها إلى عهد أسرة تانج (618-907) والأواني البرونزية التي يعود تاريخها إلى فجر الحضارة الصينية.

وقالت الصحيفة إن حوالى 2000 من بين تلك القطع معروضة، واستشهدت بأمثلة مهمة بشكل خاص التي تشمل "تحذيرات المدربة لسيدات البلاط" من قو كايزهي، التي يصفها المتحف بأنها "تحفة" و"علامة فارقة في تاريخ الرسم الصيني" الذي يرجع تاريخ إلى ما بين 400 و700 ميلادي.

وتشمل القطع الأخرى المذكورة في الافتتاحية تماثيل لوهان ثلاثية الألوان لياو وقطع برونزية من سلالات شانج وتشو ومخطوطات سوترا البوذية الحجرية من سلالات وي وجين.

وقالت الصحيفة: "من الصعب تتبع كيف وصلت تلك القطع إلى المتحف البريطاني، لكن معظم المجموعات الصينية تعرضت بالتأكيد للنهب أو السرقة من بريطانيا عندما أشعلت الأزمة الصينية واستغلتها في وقت لاحق، أو حتى سرقت من الصين مباشرة".

سواء كانت مسألة القطع الأثرية مطروحة للمناقشة أم لا خلال اجتماع وزير الخارجية مع نظيره الصيني، فإن قانونًا بريطانيًا سن عام 1963 يحظر على المتحف إعادة القطع.

وردًا على سؤال حول هذا القانون، قالت صحيفة "جلوبال تايمز" إنه "يشبه قيام المملكة المتحدة بتثبيت حاجز على بابها ثم إخبار صاحب الآثار بأنها لا تستطيع إعادة القطع الأثرية، لأنها لا تستطيع الخروج من الباب".

قطعة أثرية حجرية من عهد سلالة مينغ تعود للقرن الـ16 معروضة خلال مؤتمر صحافي في المتحف البريطاني (غيتي)
قطعة أثرية حجرية من عهد سلالة مينغ تعود للقرن الـ16 معروضة خلال مؤتمر صحافي في المتحف البريطاني (غيتي)

ووصفت الصحيفة القانون بـ"المنافق والسخيف"، الذي استخدم ذريعة لرفض الوفاء بالمسؤولية الدولية. وأضافت: "من وجهة نظرنا، فإن الأصول المشكوك فيها لملايين القطع الأثرية في المتحف البريطاني تثير مزيدًا من المخاوف بشأن ما يشكل" أكبر "سرقة".

يقيم المتحف حاليًا معرضًا صيفيًا بعنوان "قرن الصين الخفي" China’s Hidden Century، يسلط الضوء على فترة من عهد أسرة تشينج.

وفي حديثه عن زيارة السيد كليفرلي، قال المتحدث باسم الحكومة الصينية وانج وينبين إن الجانبين سيجريان "اتصالات معمقة حول العلاقات الصينية - البريطانية والقضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك".

"نأمل أن يعمل الجانب البريطاني معنا لدعم روح الاحترام المتبادل وتعميق التبادلات وتعزيز التفاهم المتبادل وتعزيز التنمية المستقرة للعلاقات الصينية - البريطانية".

تدهورت العلاقة بين البلدين إلى أدنى مستوى لها منذ عقود بعد الخلافات حول اعتداء بكين على الحريات المدنية في هونج كونج، وانتهاكات الحقوق المزعومة في منطقة شينجيانج ودعم الصين المستمر لروسيا منذ غزو موسكو لأوكرانيا.

وقال وزير الخارجية البريطاني في يونيو إنه سيثير قضايا مثل شينجيانج وهونج كونج مع الحكومة الصينية ويطلب من بكين رفع العقوبات عن خمسة برلمانيين بريطانيين كانوا صريحين في هذا الشأن.

كان من المقرر بداية أن يسافر السيد كليفرلي إلى بكين في يوليو ولكن رحلته أرجئت، فيما استبدل نظيره آنذاك تشين جانج لاحقًا كوزير للخارجية الصينية بالدبلوماسي المخضرم وانج يي.

The Independent

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى