> "الأيام" العرب:

شكل خروج الآلاف من اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين ولاسيما في العاصمة صنعاء ومحافظة إب للاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، التي أطاحت بالمملكة المتوكلية (آخر نسخة لحكم الإمامة في اليمن) إرباكا كبيرا للجماعة الموالية لإيران، وهو ما ترجمته حملة الاعتقالات الواسعة التي شنتها عناصرها ولا تزال بحق المحتفلين والتي تجاوزت الألف شخص حتى الآن، بحسب مصادر حقوقية.

ولا تخفي جماعة الحوثي عداءها للجمهورية، وقد بدأت منذ سيطرتها على معظم محافظات الشمال في العام 2014 في العمل على تفكيك أركانها، وتهيئة الأجواء لعودة حكم الإمامة، عبر اتخاذ سلسلة من الإجراءات لعل من بينها تغيير مناهج التعليم، وتمكين الهاشميين من مفاصل الإدارة.

ورغم أن الجماعة الموالية لإيران تتحاشى إصدار موقف رسمي حيال ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، لكنها تعمل على نزع مكانتها الرمزية لدى اليمنيين، وهو ما يظهر في محاولة تجاهل الاحتفال بها، مع أن الجماعة تحرص بشكل كبير على الاحتفال بمناسباتها الطائفية والعرقية، كعيد الغدير، أو في الاحتفال بذكرى السيطرة على العاصمة صنعاء والذي أقامت له في الحادي والعشرين من سبتمبر الجاري عرضا عسكريا مهيبا.

ويقول نشطاء إن الجماعة تفاجأت بحجم إقبال اليمنيين على الاحتفال بثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وقد حاولت ترهيب المشاركين عبر إطلاق الرصاص على الحشود أو نزع أعلام اليمن، وأيضا عبر شن أنصارها حملات تشويه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لهذه الثورة، والمشاركين فيها.

ويلفت النشطاء إلى أن الجماعة عجزت عن تصفية حساباتها مع الجمهورية، فكان أن وجهت حقدها الدفين باتجاه المحتفلين بها.

ويروج أنصار الجماعة عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لا تعدو كونها أكذوبة، حيث لم يشهد بعدها اليمن أي استقرار، وأن النظام الجمهوري لم يستفد منه اليمنيون بل أقلية ثرية منهم.

وحرص أنصار الجماعة على رصد وإظهار ما يرونه إساءات حصلت خلال الاحتفالات كمشاركة العنصر النسائي، حيث يعتبرون أن الاختلاط مخالف للدين والأعراف.

واعتبر بعضهم أنه كان الأجدر صرف الأموال على المتضررين من الحرب بدل إغداقها على هذه الذكرى، وهو موقف لا يخلو من ازدواجية لجهة أن الحوثيين لا يمررون مناسبة تتعلق بهم دون إقامة احتفالات حاشدة.


ويقول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إنه على الرغم من حملات تشويه ثورة 26 سبتمبر، لكن المد الشعبي الذي خرج إلى شوارع صنعاء وباقي المحافظات شكل خير رد على تمسك اليمنيين بجمهوريتهم، مشيرين إلى أن ثورة سبتمبر أضحت عقيدة وطنية ومرجعية نضالية، لا يمكن تجاوزها أو القفز عليها.

ويلفت النشطاء إلى أن الذين خرجوا للاحتفال هم من الأجيال الجديدة التي لم تعايش تلك الحقبة، لكنهم تشربوا رمزيتها، منذ نعومة الأظفار وبالتالي فإن كل محاولات الحوثيين للنيل من تلك الرمزية تبقى فاشلة، وأن حملات الاعتقالات التي تنفذ هذه الأيام لن تزيد إلا من صلابة المتشبثين بالجمهورية.