فخار يكسر بعضه

> (فخار يكسر بعضه) مثل شامي يطلقه أحدهم على خصومه حين يقتتلون، ربما يقابله عند أهل العربية اليمنية المثل الشائع (الحجر من القاع والدم من رأس الجنوبي).

تذكرت هذا المثل حين نقل لنا الإعلام خبر وصول د. رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى (محمية معاشيق) ملتحقًا بمواطنه د. معين عبدالملك رئيس الوزراء في العالم الافتراضي، ويسري على الاثنين المثل المصري العامي (اتلم المتعوس على خائب الرجاء) إذ أن كليهما (وجوده مثل عدمه) وأبلغ دليل على ذلك أن عدن تعيش بلا كهرباء ولم يحرك أي منهما ساكنًا.

ينتظر الاثنان أن تقع مصادمات بين محتجين بسبب المعاناة متشعبة الأوجه، وبين رجال الأمن الجنوبي، وهكذا سيتندران على هذا الوضع، ولسان حالهما يقول (فخار يكسر بعضه).

وربما يجري ذلك في ديوان دولة رئيس الوزراء، الذي سبق وأن أصدر تعميمًا بمنع الدخول إلى (محفله) لغير النازحين وقد يحظى بالحضور بعض حملة المباخر من الجنوبيين أو من أولئك الذين يبحثون عن مكاسب أو ثراء شخصي بثمن غالٍ اسمه الوطن.

واقع الحال أن تغذية نهج (فخار يكسر بعضه) له جذور في بعض المجتمعات والثقافات، وقد تجلت هذه الممارسة من قبل الأشقاء في اليمن على الجنوبيين، حين قالوا للرئيس على ناصر محمد: إن (الطغمة) اشترطوا خروج زعامات (الزمرة) من اليمن لإتمام (صفقة) الوحدة، ثم تبين لاحقًا زيف هذا الادعاء.

ثم تجلى هذا النهج في صورة أكبر حين تم إفشال التواصل بين الطغمة والزمرة قبيل حرب 1994م، بل إنه جرى استخدام بعض المجاهدين في أفغانستان من الجنوبيين للحرب ضد الجنوب، وجرت محاولة إعادة استخدامهم ضد الحراك الجنوبي كما كشف ذلك الشيخ طارق الفضلي في لقاء تلفزيوني.

واقع الحال أن نهج (فخار يكسر بعضه) استمرت تغذيته في محطات ومنعطفات كثيرة من قبل أطراف مختلفة، وما ذكرناه من أمثلة هو غيض من فيض.

ما نعيشه اليوم من تضييق في حياتنا، لا يعدو كونه مرحلة تحضير أخرى لدورة تكسير فخّار جديدة، إما بسبب المعاناة وإما بسبب خلق بؤر تباين بين الجنوبيين، تجد ضالتها في خلل نعاني منه ناتج عن ثقافة الصراع التي عصفت بالجنوبيين منذ ما قبل 1967م، ومن يغذون ذلك عاشوا ويعيشون بين ظهرانينا، نحن نتناحر وهم يوهمون كل طرف بأنه على حق، لكننا في نظرهم لسنا إلا (فخّار يكسر بعضه).

فمتى نفيق ونجعل الوطن فوق الأشخاص والأحزاب والعصبيات، حتى نتحرر من لعنة إرث أجيال تلعن من سبقتها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى