الحوثي يمارس دور جامع الإتاوات لصالح طهران

>
عنجهية لا يُقدِم عليها سوى من يؤمن بسياسة حافة الهاوية والمعادلة الصفرية، أو مافيات السياسة، عنجهية الحوثي بلغت حد تصريح قيادي بارز فيه بتدمير حقول النفط والغاز، وقصف المدن وناقلات النفط لكل من السعودية والإمارات، ومنع تصدير الطاقة إلى أوروبا في شتاء قارص على الأبواب.

الحوثي يمارس دور جامع الإتاوات لصالح طهران، يبتز بفجاجة ويحذر بلغة الدولة الإقليمية الكبرى، البلدان النفطية من ممارسة حقها السيادي في الانضمام من عدمه بأي تشكيل دولي.

البنتاجون أدرك حساسية وضع هذان البلدان السعودية والإمارات الواقعان تحت مطارق الضغط ، لذا لم يلح لإشراكهم على الرغم من تصريحات سابقة تؤكد شراكتهما، وأن عليهما المساهمة في تمويل وتغطية كلفة القوات متعددة الجنسية من الناحية المادية ، كما فُهِم من تصريح وزير الدفاع الأمريكي، بأن "شراكة بعض الدول لا تعني الانضمام المباشر".

وفي حال ثبت أن السعودية تمول هذا النشاط العسكري في البحر الأحمر، هل يمكن أن يتعاطى معها الحوثي بذات اللغة العدوانية، ويجعل من مناطقها النفطية وناقلات بترولها هدفًا عسكريًا؟

المأزق الحقيقي للرياض وبدرجة أقل ابوظبي ، أنها تتعامل بلغة السلام مع قوى شرعيتها تقوم على الحرب، والحوثي اليوم في حالة نبذ دولي وعزلة عالمية، لم تغلق الرياض حلقات النقاش حول خارطة الطريق، ولم تعلن تجميد المسودة إلى ظرف مواتٍ آخر، بل مازالت الرياض فاتحة ذراعيها لاستقبال المبعوثين الدوليين، ورسم أقواس قزح متفائلة عن تسوية قادمة، تمكنها من الانسلال خارج هذا المستنقع اليمني بتضحية قابلة للاحتمال.

ما لا تدركه السعودية أو تدركه ولا تبوح به، أن سلامًا وفق المقاييس الحوثية، لن يحصِّن داخلها الأمني، وأن تمكينه من الحكم على حساب الأطراف الأُخرى لن يحد من جموحه العدواني تجاهها، ويجعله مندمجًا سياسيًا مع أمن ودول المنطقة، وأيًا كانت التنازلات الممنوحة له، لن يتخلى في مطلق الأحوال عن دوره الوظيفي كأداة لإيران وأطماعها التوسعية في المنطقة.

الحوثي سيبقى شوكة في قلب الداخل وخاصرة الجوار ومصدر استنزاف وإقلاق، حتى وإن مُنح حكم اليمن من أقصاه إلى أقصاه، هكذا أوجدته إيران وهكذا سيبقى.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى