المبعوث الأمريكي: خارطة الطريق أفضل فرصة سانحة لليمن

> دبي «الأيام» الشرق:

>
​قال المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينج، إن إعادة وضع الحوثيين على "قوائم الإرهاب" من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، التي تتم مناقشتها بسبب هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.

وتأتي تصريحات ليندركينج لقناة "الشرق" السعودية، يوم أمس، بعد تحذيرات أطلقتها أكثر من 12 دولة، بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وحلفاء رئيسيون، قالوا فيها إن "الحوثيين سيواجهون عواقب وخيمة إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية بالمنطقة".

وأضاف ليندركينج أن "التحذير هو رسالة واضحة للجميع"، منبهًا أن ما يجب التركيز عليه هو أن "وضع السلام في اليمن هش"، وشدد على أن "هذه الهجمات على السفن تهدد فرصة السلام".

واعتبر المبعوث الأميركي أن "إعادة وضع الحوثيين على قائمة الإرهاب من بين الخيارات المطروحة على الطاولة، والتي يتم مناقشتها"، لكنه قال إنه "إذا تمكنا من خفض التصعيد، لن يتم دراسة مثل هذه الخيارات، ويمكننا أن نعود إلى أولوية دفع جهود السلام في اليمن".

وتابع: "هناك الكثير من الخيارات التي يتم مناقشتها للتعامل مع ما يشعر الناس هنا أنه سلوكيات خطرة ومجازفة من الحوثيين"، مشيرًا إلى أن "هذه الخيارات يمكن تجنبها، ولكن في نهاية المطاف، الخيار سيكون في يد الحوثيين أنفسهم بناءً على المسار الذي سيختارونه، لأنه على الرغم من مزاعمهم بأنهم يحاولون مساعدة غزة، إلا أن هذا يؤدي إلى وقف السفن التي تحمل المساعدات إلى غزة، وتبعد السفن عن البحر الأحمر، وهذا يمثل تهديدًا للاقتصاد الدولي".

ورد المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن على سؤال بشأن إمكانية أن يكون "الخيار العسكري" عاملًا في اتساع نطاق التوتر في المنطقة، بقوله: "كلنا نريد تجنب أي مواجهة عسكرية"، معتبرًا أن هذا "كان مبدأً جوهريًا للولايات المتحدة منذ السابع من أكتوبر".

واعتبر أن الهجمات على السفن خلال الشهرين الماضيين، واحتجاز السفن وأطقمها، ومحاولة اختطاف سفن أخرى "مؤشر على اتساع الصراع، ونهدف إلى تهدئته وتجنب التصعيد، حتى نتمكن من إعادة إحلال السلام في اليمن في ظل هذه الفرصة السانحة لحفظ جهود السلام هناك".

وبشأن احتمالية تواجد واشنطن على أبواب مواجهة مفتوحة مع إيران، التي هددت بأنها لن تسمح بوجود عسكري غربي في المنطقة، قال ليندركينج إن بلاده "تبذل جميع المحاولات لتجنب أي مواجهة مباشرة مع إيران أو أي دولة أخرى في المنطقة"، مشددًا على أن "الولايات المتحدة وسفنها لا يجب أن تتعرض لأي هجمات، أو استهداف موظفيها أو جنودها أو قواتها".

وأضاف: "عازمون على إنهاء هذه الهجمات على السفن التي تهدد الاقتصاد العالمي، لأن هذه ليست الطريقة الصحيحة للتعامل مع التحديات والإشكاليات في غزة والتي نقر بأنها ضخمة، ويجب التعامل معها".

وكانت إيران قد حذرت الولايات المتحدة في ديسمبر الماضي من تحركها العسكري في المنطقة، وقال وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني آنذاك إن واشنطن "ستواجه مشاكل"، مضيفًا أنه "لا يمكن لأحد التحرك في منطقة لدى إيران اليد العليا فيها".

والاثنين الماضي، دخلت المدمّرة الإيرانية "البرز" البحر الأحمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي، في ظل ارتفاع منسوب التوتر المرتبط بالممر المائي المهم دوليًّا.
ووفق غرفة الشحن الدولية، يمر 12 % من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر الذي يوفّر طريقًا مختصرًا عبر قناة السويس.

وقال ليندركينج في مقابلته مع "الشرق"، إن "الحل السياسي في اليمن يمكن العمل عليه، ويمكنه أن يكون واضحًا إذا تم تنفيذ خارطة الطريق التي تم الإعلان عنها في ديسمبر الماضي"، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن "الهجمات على السفن تشتيت كبير جدًّا، ويقلل من قيمة هذه الجهود، وتتسبب في فقدان الشعب اليمني لدعم المجتمع الدولي شيئًا فشيئًا".

وأضاف ليندركينج أن "اليمن سيحتاج إلى الدعم الدولي لأي جهود سلام مستقبلية لتطبيق وتنفيذ خارطة الطريق، والدعم الاقتصادي الدولي"، داعيًا إلى "الحفاظ على خفض التوترات" و"عدم عودة اليمن من جديد إلى الحرب"، كما اعتبر أن الهجمات على خطوط النقل في البحر الأحمر "لا يساعد" على دعم هذه الخارطة.

وبشأن ما وصلت إليه جهود التوصل إلى وقف نهائي لإطلاق النار في اليمن، وإطلاق حوار "يمني - يمني" تحت قيادة الأمم المتحدة أو برعاية ودفع أميركي، اعتبر ليندركينج أن "خارطة الطريق توفر أفضل فرصة سانحة لليمن منذ بدء الصراع منذ عدة سنوات"، مضيفًا أن "إمكانية عمل الأطراف بشكل جماعي والجلوس على طاولة التفاوض موجودة ومحتملة، لكنها تصبح أقل احتمالية، ولا يمكن العودة إليها كلما زاد التصعيد في البحر الأحمر".

وقال إن "الكل مستفيد في شبه الجزيرة العربية من السلام في اليمن"، مشددًا على أن "هذه الأوضاع الحالية مهددة لجهود السلام، ولذلك نحتاج من الجميع أن يركز على خفض التصعيد في البحر الأحمر، وإعادة التركيز تجاه السلام في اليمن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى