> لم يتسلم موظفو الحكومة حتى يومنا هذا راتب شهر ديسمبر من العام المنفرط 2023م على الرغم من ضآلة هذا الراتب مقارنة بمستوى وظروف الحياة المعيشية اليومية التي يعيشها الموظف والمواطن اليوم في المناطق الجنوبية المحررة في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار والذي لم تستطع هذه الحكومة الفاسدة والفاشلة كبح جموحه. وتتحجج ممثلة بوزارة المالية والبنك المركزي بحجج واهية وغير منطقية.. منها عدم وجود سيولة وغيرها من الحجج الواهية في عدم صرفها لرواتب الموظفين في حينه.. فيما نجدها تقوم بصرف رواتب الوزراء والوكلاء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وأعضاء البعثات الدبلوماسية وغيرهم من المسؤولين ممن يستلمون رواتبهم بالعملة الصعبة في الوقت المحدد وبكل سلاسة وأريحية ودون وجود أي صعوبات أو عراقيل أو حجج واهية.. على الرغم من أننا لو عملنا مقارنة بسيطة بين رواتب هؤلاء المسؤولين الذين يستلمونها بالعملة الصعبة ورواتب الموظفين الذين يتقاضونها بالعملة المحلية لوجدنا أن الفارق بين رواتب هاتين الفئتين كبير وشاسع جدًّا من حيث الحجم والوظيفة التي يؤديها كل منهما..

إن هذه الحكومة تتعامل مع الموظف بعقلية التاجر المحتال، فهي لا تقوم بصرف راتبه في نفس الشهر المستحق وإنما تؤخره إلى الشهر الذي يليه وهكذا تستمر العملية دواليك إلى أن يكتشف الموظف في الأخير أن هذه الحكومة قد قضمت عليه راتب شهر مستحق له.

إن المواطن الموظف في هذا البلد المشبع بالفساد لم يعد تربطه بهذه الحكومة التي تخلت عن كثير من واجباتها ومسؤوليتها تجاهه سوى هذا الراتب الضئيل الذي يستلمه منها نهاية كل شهر مقابل ما يبذله من عمل وجهد، والذي يعتبر بما تبقى له من حقوق لديها بمثابة شعرة معاوية .. فلا تقطيعها يا حكومة الغفلة وتجعلي الموظفين يفقدون صوابهم فإنما للصبر حدود فالموظف والمواطن في المناطق الجنوبية قد فاق صبره كل الحدود والمستويات فلا تجعلي من الراتب مثل القشة التي قسمت ظهر البعير.