نعجة حسن

> قفز الدولار مجددًا وسقط الريال، وحدها الحكومة ثابتة لا تتغير، لها غنى مطغيًا، ولنا فقر منسيًا، وفي الحديث "شرُّ الرِّعاء الحُطَمَة" وهو الذي يتعسّفُ في ولايته على مَنْ ولّاه اللهُ شأنه.

تعجز الحكومة أن تمنحنا فرحة ولو مرة واحدة، نسيَت أنها حَلَفت بـ" أُقسمُ بالله العظيم".

نشهد أن حسن باريش أفْرَح بنعجته من شعبنا بحكومته!

يشكو الناس من سعر الدقيق، ويصرخ الأطفال من فَقْد الحليب، بينما 6 خِراف توائم يشربون من نعجة حسن حتى الثمالة!

يشرب الحِملان الستة من اللَبَن حتى يسكروا، بينما يُحرم الأطفال في بلدنا من اللبن فيصرخوا حدّ السُّكْر!

كانت الهُدنة والدولار مرفوع، حضر جنرالات التحالف والدولار مرفوع، وصل الاتحاد الأوروبي والدولار مرفوع، البحر الأحمر آمِنٌ والدولار مرفوع، لم يبقَ شيء إلّا وتم تجريبه، واستأنسنا بوصوله، ليتواضع الدولار لكنه كَابَرَ بصلعته، ولوّى عنّا عنقه، وأعطانا ظهره.

كيف به الآن والبحر الأحمر يشتعل، وباب المندب يندب حظّه، والشرعية قفلت راجعة لفنادق الرياض، والقرار البلدي محبوس، وشرّ البليّة ما يضحك.

إنّ نعجة تسقي أولادها الستة من ضرعين صغيرين حدّ الشَّبَع لهي نعجة مباركة، بينما يتضوّر موظفو الدولة في هذا البلد جوعًا وضروع إيرادات البلد تدرُّ بالمليارات من الجمارك والضرائب وغيرهما.

أيشبع خِراف حسن باريش في قرية"كتشي اغيلي" ويجوع الموظف في العاصمة عدن بينما كانت المدينة سوق العرب التي يَفِد إليها التجار من كل الأقطار.

لقد ازدحمت على هذا الشعب الكروب، وناوشته المصائب والخطوب، وصار الحصول على الخير من هذه الشرعية المُنهكة أمرًا عسيرًا، وقد قال بعض العامّة:"الذي لم يُكتَبْ لك.. عسيرٌ عليك".

هذه حكومة غير مباركة بدليل أنها تدع الموظف يتلوّى من الجوع، يجلس القرفصاء أشهرًا ينتظر الراتب الهزيل.

ندرك أن الحياة لُقمة وشَرْبَة، وما بقيَ فهو فضل، لكن كم أُهين من أُناس بسبب هذه اللقمة، وإنّك لتستحي أخي الكريم حين ترى موظفًا يقف أمام المصلين في بيت من بيوت الله يستغيث طلبًا بحق كيلوين دقيق أو أرز، وآخر بحق قيمة علاج.

كان شعب الجنوب أغنى شعب، يأكل ويشرب من الطيّب الفاخر، ويركب أحسن المراكب، تعليمه بالمجّان، وعلاجه بالمجّان، وخدمتا الماء والكهرباء تمضيان بلا توقُّف، ولا يعرف أشخاص يتسولون في المساجد، ولا في الطرقات وعند الجولات، ولا أطفال شوارع يمسحوا لك زجاج سيارتك عنوة بلا طلب، ثم يمدُّ يده من نافذة السيارة يبتغي أجرته.

أما قصة حسن باريش (78) عامًا فهو مزارع من ولاية جناق غربي تركيا في قرية كتشي اغيلي كما أوردت ذلك وكالة أنباء الأناضول، وضعت له إحدى نعاجه 6 توائم من الخِراف جميعهم في صحة جيدة.

يقول حسن:"أحسُّ بسعادة بالغة لأن نعجتي وضعت 6 حِملان في وضع صحي جيد". ويستطرد: "أمضيتُ ستين عامًا في تربية الماشية وأنا أحسُّ بسعادة بالغة"، بينما هذا الشعب أمضى أكثر من ستين عامًا منذ قيام الثورة ولا ذاق طعم السعادة، في بلدٍ يسمونه مجازًا بـ "السعيد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى