القرار 2025

> لم يأتِ القرار 2025 من هيئة الأُمم، ولم يَصْدُر عن مجلس الأمن، بل هو قرار محلي خالص، متحرر من التبعية للدول، طليق لا يخضع للهيئات الأُممية، ولا السياسات الدولية. قرارٌ نَتَجَ عنه نداء الغرفة، وصيحة الغرفة، وصرخة الغُرفة، لكن سمعنا أيضًا رسالة من لبنان تقول:

وإذا ما أظلَّ رأْسكَ هـــمٌّ

قصِّر البحث فيه كَيْلا يطولا

إيليا أبو ماضي

قالت جريدة "العرب اللندنية":"استفحلت الأزمات الاقتصادية والاجتماعية بشكل غير مسبوق، وصلت حدّ تحذير الغرفة التجارية والصناعية من مجاعة وشيكة، وناشدت السعودية والإمارات بالمساعدة في وقف التدهور السريع لقيمة العملة اليمنية".

صباح الخير يا صاحب الخمائل والجداول، إننا لم نرَ غير شوك الحكومة، نحنُ الشعب لم نعمَ عن رؤية الورد والعُشب، لأننا ما رأيناه أصلًا، فتربة الشرعية قاحلة، لطالما كانت شوكًا أوجعنا وخزِه، يا عاشق البلابل.

صحيح يا سيد إيليا أن لنا في الكون متنزّهٌ لرؤية الجمال، لكن حكومتنا تُريد أن تعطِّل فينا مَلَكَة الذوق وحاسّة الجمال."هِرمنا" أيُّها التونسي الثائر، أيُّها الراحل بوجع السنين.

أيُّ مصير مؤلم ينتظر هذه الحكومة؟ كيف استساغت لنا كل هذا الحصار، ذبحتنا بالدولار من الوريد إلى الوريد.

هذا الشعب أصبح فقيرًا، بيوت المسلمين في مناطق سيطرة الشرعية بدأت تئنُّ من مرارة الجوع، ستندمون يا أصحاب الكروش الكبيرة والأوداج المنتفخة.

لقد أعطيناكم مهلة لإصلاح الحال، لكن لم تفعلوا، طالت فترة الإمهال، لكن بقيتم أيضًا كأصنام عاجزين عن الفعل.

وقلنا لكم ذات صباح من على صدر صحيفة الشعب هذه" انتهت المهلة"، عساكم تستيقظون، لكن لوّيتم أعناقكم، وكنتم كل مرة تحزمون حقائبكم في أسفار عبثية، وتتركون الشعب يتجرّع الغُصَص.

أيُّها الغادون الرائحون فوق أوجاعنا، احزموا حقائبكم الآن إلى غير رجعة. وإلّا انتظروا سيل ديار بني عَبْس، أولئك القوم الذين ناموا في الليل في رَغَدٍ وأمنٍ وأمان، فدهمهم سيلٌ جارف لا يلوي على شيء فاقتلع بيوتهم من أصلها وصارت منازلهم وأموالهم أثَرًا بعد عَيْن.

يا راقدَ الليلِ مسرورًا بأوَّلهِ

إنَّ الحوادثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أسْحَارا

إليكم عنّا، أنتم من قرّر رفع الدولار الواحد إلى 1600 ريال، والريال السعودي إلى 425 ريال يمني، أنتم أصحاب القرار 2025 المدمِّر، أنتم من جعل الغرفة التجارية تصرخ وتستغيث بالأشقاء في السعودية والإمارات، لوقف التدهور المخيف للعملة المحلية.

بينما أنتم وعائلاتكم في رَغَدٍ من العيش، تسيحون في العواصم، بعد أن ماتت ضمائركم، وجفّ في عروقكم دم المروءة والشهامة، ارحلوا جميعًا قبل أن يحيلكم طوفان الشعب الى قاعٍ صفصفًا، أما علمتم أن الجوع كافر، وقد أعذَرَ من أنذر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى