الراتب والتسوية

> شَغَلَت الحكومة الموظف بالراتب، حتى كأنه منحة أو هبة، بينما يحزم غراند هانسبيرغ حقيبته الدبلوماسية في جولات مكوكية للبحث عن السلام المفقود.

أما السلطة الأعلى في البلد تقضي أحلى وقتها في ظلال مجلس الثمانية الذي يُحظى بامتيازات مالية مغرية.

أركان الشرعية تحزن إذا اُنتقص من حقها الذي تتقاضاه.. "رواتب، نثريات، وحوافز"، ولا تحزن على الشعب الذي يجوع ويمرض، ويمسي ويصبح بلا خدمات أساسية.

هي في زمن "القسوة" و"الأنانية" تأسف على حقها ولا تأسف على حقوق المواطن الذي يتجرّع الغُصَص ليل نهار، لذا نعظهم ببيت من الشِعر قالها حاتم الطَّائي:

لعَمْرُكَ ما يُغني الثَّراءُ عن الفتى

إذا حشرجتْ يومًا وضاقَ بها الصَّدرُ

بحسب بعض الساسة والمحللين إن اختيار رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك لم يكن منفصلًا عن مسار التسوية السياسية المرتقبة، وقد جيءَ معهُ بربع مليار دولار من حساب الوديعة السعودية.

أما الرئيس العليمي فقد وضع أمام رئيس الحكومة الجديد أولويات العمل.. "الملف الاقتصادي، الأوضاع المعيشية، انتظام الرواتب، تحسين الخدمات".

ونحن الشعب سنعدُّ لهم عدّا، وكما اعتاد المواطن على الصبر، سينتظر ويراقب، ولابد من التنويه أن المواطن يحذوه الأمل بتعيين رئيس جديد للوزراء لإحساسه أن الرجل سيمزج بين إدارة الاقتصاد والدبلوماسية المعهودة في استجلاب دعم المانحين.

ولابد من التأكيد أنه بغير انتظام رواتب الموظفين، سيتعثر مسار التسوية المنشودة، كما هو الحال في تحسين المعيشة وتوفير الخدمات الأساسية.

ويعد النقاش الجاد في الحراك السياسي والدبلوماسي المتعلق بقضية الجنوب محور أساس، للوصول إلى تسوية شاملة تضمن تحقيق تطلعات شعب الجنوب في تقرير مصيره واستعادة دولته المنشودة.

وعلى مستوى الإقليم والعالم، يستفحل صراع البحر الأحمر، ويتراشق الحوثي مع أمريكا وبريطانيا بالصواريخ والمسيّرات، وتقول صنعاء عن هذا الصراع، إنه لا يمس العملية السياسية في البلد، بينما تبحث الشرعية عن دعم أمريكي لاستعادة مؤسسات الدولة وتحرير مدينة الحديدة.

وعلى ضفاف البحر تنشد أمريكا للسلطة المعترف بها دوليًّا:

ما مضى فات والمؤمّلُ غيبُ

ولكَ الساعة التي أنتَ فيهــا

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى