قتل الابتسامة

> قرأ الناس قصصًا حزينة خلال 9 سنوات من الحرب عن أطفال قضوا بسبب النزاع في اليمن.

عن أطفال كانوا يلعبون أمام منازلهم يفرحون بالحياة، قبل أن تفاجئهم قذيفة هاون فتقتل منهم وتصيب، فيسكت اللعب وتغيب البسمة، ويعلو الصراخ.

قرأنا وسمعنا عن أطفال كانوا يسوقون أغنامهم إلى المرعى، قبل أن يباغتهم لغم أرضي فيقتل ويمزِّق، ويقطّع أطراف البعض، فتموت ابتسامة الراعي الصغير، الذي حلُم أن يعود بأغنامه إلى البيت وقد شبعت من عشب المرعى.

قرأ الناس وشاهدوا عن فتيات صغيرات كنّ يجلبن الماء من أماكن بعيدة فيسقط صاروخ ليحيل تلك الأجساد الصغيرة إلى جثث هامدة على قارعة الطريق.

وعن أطفال قضوا في غرفهم بعد أن اخترقت جدران منازلهم قذائف عشوائية، يتراشق بها المتحاربون.

شَهِدَ العالم أطفالًا قُتِلوا في تفجير لبيوتهم، في حرب ظالمة لا تأتي بخير، ولا تجنح لسلام.

نشرت اليونيسف تقريرًا أشارت فيه أنه قُتِلَ وأُصيب أكثر من 11 ألف و500 طفل منذ اندلاع الحرب في اليمن.

في هذا البلد يشهد الناس مصرع الابتسامة، يُقتَل الأطفال وتغادر البراءة الحياة بلا ذنب، في مشهد يقطّع نياط القلوب.

الساسة المتخاصمون يطيلون أمد الحرب، فيهيلون التراب على الأجساد الصغيرة في مقابر ما تزال تستقبل الضحايا في أنحاء متفرقة من البلد، بينما يصمت الإقليم والعالم، وأحيانًا يشجّعان الجلّاد ويحفزانه.

أطفال هذا البلد يُقتلون أويجوعون أويمرضون، أو يتسولون، أو تراهم عمالة، وإما يرسلون إلى الجبهات للقتال.

تقول اليونيسف أن 2,7 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب الحرب، وأن 49 % من الأطفال دون الخامسة يعانون من التقزُّم وسوء التغذية المُزمن.

تأخرت التسوية المزعومة فعجّلت الحرب بقتل مزيد من الابتسامة.

الأطفال الذين كان يجب أن يذهبوا إلى المدارس، تركتهم الحرب في الشوارع والجولات وسوق العمالة عرضة للانتهاكات والعنف الذي لا يتوقف حيالهم مع استمرار توقف العملية السياسية، وإحجام الديبلوماسية الدولية عن اتخاذ قرار بحل الأزمة ووقف الحرب، بل لقد صارت هذه الديبلوماسية تداهن وتدعم سلطات الأمر الواقع في صنعاء للتمكين لها وإعدادها لتكون حارس الازدهار المرتقب في المنطقة، ولا تثريب على الحوثي إنْ عطّل الملاحة الدولية، وخرّب التجارة العالمية، مادام صار محبوبًا مكانه في بؤبؤ العين رغم الصرخة، ولا عزاء للشرعية المسكينة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى