> الرياض "الأيام":

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الخميس إن بعض الاتفاقات الثنائية التي تأمل المملكة في إبرامها مع الولايات المتحدة "ليست هي تلك المرتبطة" بالتطبيع بين السعودية وإسرائيل فيما تستضيف الرياض مؤتمرا دوليا لدعم حل الدولتين في تأكيدها على ضرورة انشاء دولة فلسطينية قبل أية خطوة لتطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.

وتسعى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لعقد اتفاقية سلام بين المملكة والدولة العبرية لكن تقارير أشارت الى ان هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر عرقلت هذه الجهود
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أكد العديد من المرات أن بلاده لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل قبل "قيام دولة فلسطينية".

ولم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضم إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبعت بموجبها جارتا المملكة الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين.

ويمكن أن يغير المضي في التطبيع بين الرياض وتل أبيب قواعد اللعبة في المنطقة. لكن الرياض تصر على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن، غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يعارض علناً إقامة دولة فلسطينية.

وقالت تقارير أن واشنطن يمكن أن تعقد اتفاقية دفاع مشترك مع المملكة مقابل التطبيع في حين كشفت صحيفة نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أميركيين قولهم في يونيو الماضي إن الولايات المتحدة والسعودية على وشك إبرام هذه الاتفاقية.

وكان السيناتور الجمهوري الأميركي ليندسي غراهام قال الأسبوع الماضي إنه تحدث مع نتنياهو ويعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية قبل نهاية العام دون تأكيد من الرياض التي تضغط من أجل وقف الحرب في غزة وانهاء معاناة الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

والخميس جددت السعودية دعوتها لجميع الدول المحبة للسلام إلى الانضمام للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، مطالبة المجتمع الدولي الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بـ "إرغام إسرائيل على وقف عدوانها ضد الشعب الفلسطيني ".وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن أعمال الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين "تواصلت اليوم في العاصمة الرياض بمشاركة وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية المتعددة والمشرف العام على وكالة الوزارة للشؤون الدبلوماسية العامة الدكتور عبدالرحمن الرسي، وكبار المسؤولين من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية".

وأكد الرسي في كلمة "أهمية الاجتماع الأول للتحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي ينعقد في ظل ما يشهده الشعب الفلسطيني الشقيق من معاناة جراء استمرار العدوان الإسرائيلي، وما تحدثه آلة الحرب الإسرائيلية من تدمير يطال المكان والإنسان، وجرأة دولة الاحتلال على انتهاك القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وعجز المجتمع الدولي عن إيقاف وردع العدوان الإسرائيلي بما في ذلك عدم اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته التاريخية ووقوفه أمام الحق الأخلاقي والقانوني للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبدء عملية جادة لإحلال السلام الشامل، والحيلولة دون توسع رقعة الصراع في المنطقة".

وأشار "إلى أهمية انخراط الدول المشاركة في الاجتماع برعاية المسار السياسي متعدد الأطراف بهدف تحقيق السلام القائم على حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الاسرائيلي" قائلا "إن استمرار القوة القائمة بالاحتلال في ارتكاب الجرائم ضد الشعب الفلسطيني، لن يؤدي سوى إلى اتساع رقعة الصراع، والمزيد من تعريض أمن واستقرار الإقليم والعالم للخطر".

وأعرب عن "إدانة الرياض بأشد العبارات قرار الكنيست الإسرائيلي حظر أنشطة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا)، وعدته انتهاكا للقانون الدولي، ويشكل سابقة خطيرة تتعارض والتزام الدول الأعضاء بميثاق الأمم المتحدة، وتقوض النظام الدولي متعدد الأطراف، وهي أحدث الإجراءات التي تقوم بها إسرائيل، الدولة القائمة بالاحتلال، لنسف مقومات صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، ومحاولة بائسة للتهجير القسري للفلسطينيين".

وجدد تأكيد "المملكة رفضها القاطع لاستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلية في استهدافها السياسي والعسكري الممنهج لأجهزة الأمم المتحدة ومنظماتها الإغاثية، وتعريضها المستمر حياة العاملين فيها للخطر"، مشددا على دعم المملكة للأونروا في مهمتها الإنسانية لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين.

ونوه "بالإقبال على الانضمام لهذا التحالف؛ الذي يأتي اجتماعه الأول في الرياض كمؤشر لإعادة المصداقية للعمل متعدد الأطراف، ودليلا على الرغبة الصادقة في إحلال السلام وإيقاف الحرب الغاشمة على غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة".