الرجال الصادقون الذين نحتوا ذكراهم في صفحات التاريخ لا يرحلون مع الموت، مهما تراكمت الأيام والسنون، سيبقى صدى عبدالحبيب سالم يتردد في كل ذكرى لرحيله، كصوت صحفي شجاع ونائب ملتزم بخدمة الشعب، حمل أمانة الكلمة والمسؤولية بصدق نادر.
لقد كان أحد الأقلام الصحفية والرجال الاستثنائيين الذين تركوا أثرًا عميقًا في حياتنا، وفتحوا الكثير من الأسئلة عند رحيلهم. كان صوتًا ملهمًا، كلمةً وموقفًا، شق طريق التغيير باكرًا.
وحمل على عاتقه المطالبة بإصلاح الأوضاع وتحديث إدارة الدولة، داعيًا إلى تجاوز الأساليب القديمة في ممارسة السياسة التي كلفت شعبنا الكثير، ليس فقط في الخسائر المادية، بل أيضًا في الزمن والمستقبل.
حفر عبدالحبيب سالم عميقًا بقلمه وصوته في الوعي اليمني، محذرًا من المصائر الكارثية التي قد تواجه اليمنيين على طريق شائك بدا كأنه نتيجة حتمية لتراكمات تهدد بتدمير ما أنجزه اليمنيون.
عبدالحبيب كان، فوق ذلك، كلمة احتفظت بكل بهائها وثرائها وعمقها.. لروحه الطيبة الرحمة، ولذكراه الخلود.
* عضو مجلس النواب ومحافظ تعز الأسبق