> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة:

​يعيش أهالي مديريتي زنجبار وخنفر في دلتا أبين في ظلام دامس لليوم الثاني على التوالي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم بسبب نفاد الوقود وتوقف محطات التوليد عن الخدمة، مما أثر سلبًا على حياة السكان.

تشهد المنطقة ظروفًا معيشية صعبة ومعقدة نتيجة الأوضاع المزرية وارتفاع الأسعار وتدني قيمة العملة المحلية. هذه العوامل مجتمعة تزيد من معاناة المواطنين مع انقطاع التيار الكهربائي، مما يضطرهم إلى العيش في الظلام الدامس.

أصبح ملف الكهرباء في المحافظات الجنوبية المحررة أداة تستخدمها الحكومات المتعاقبة لمعاقبة المواطنين من خلال حرمانهم من الكهرباء نتيجة عدم توفر الوقود لمحطات التوليد. هذا الوضع يؤدي إلى معاناة مستمرة للمواطنين، الذين يشعرون بأن الحكومة تستخدم أزمة الكهرباء لإذلالهم.

تستمر معاناة سكان أبين مع تردي خدمات الكهرباء، حيث تعمل المحطات بنظام التقنين، وعجزت حكومة بن مبارك ووزارة الكهرباء والطاقة والسلطة المحلية في أبين عن توفير الخدمات الكهربائية. وقد تعطل المحول التحويلي بقدرة 20 ميجاوات في محطة الكهرباء بجعار، مما زاد من معاناة المواطنين.

توجد أيضًا مشاريع كهربائية متوقفة مثل مشروع 30 ميجاوات الجديد في مدينة زنجبار، الذي تعثرت الأعمال فيه رغم إنجاز المرحلة الإنشائية، مما يطرح تساؤلات حول عجز الحكومة عن استكمال هذا المشروع الحيوي.
وفي تصريحات لمواطنين لـ"الأيام"، أعربوا عن معاناتهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي، مشيرين إلى عدم وجود حلول من وزارة الكهرباء أو السلطة المحلية، التي لم يكن لها دور سوى التسابق على الجبايات.

وأشار المواطنون إلى أن الكهرباء ضرورة حيوية للسكان، لكن الحكومات المتعاقبة، بما في ذلك حكومة بن مبارك، استمرت في اتباع سياسات لي الذراع والتركيع، دون أن تلمس أي تقدم في تحسين الخدمة.

كما أعربوا عن خيبة أملهم تجاه الوعود الكاذبة بتحسين خدمة الكهرباء، حيث تزداد الأوضاع سوءًا يومًا بعد يوم. وأكدوا أن الجبايات التي تتلقاها السلطة المحلية والأجهزة الأمنية والعسكرية تصل إلى أكثر من 800 مليون ريال شهريًا، وكان بإمكان السلطة المحلية تخصيص 200 مليون ريال شهريًا لشراء الديزل لمحطات الكهرباء، مما قد يساعد في التخفيف من الأزمة. لكن الفساد وتقاسم هذه الجبايات تبقى المشكلة الأساسية.