عدن والجنوب يعانون ويئنون لا من ويلات الحرب التي انتصروا فيها بكل رجولة وشجاعة؛ ولكن من الخذلان ممن كنا نتمنى أن يكونوا معنا فإذا بهم يريدون أن يمتطوا على نصرنا ويحتجزوننا رهائن ليساوموا بنا على العودة إلى صنعاء أو يحكموننا بدلًا عن ذلك (بدل فاقد).

الأرض أرضنا والشعب شعبنا والموارد مواردنا والقوات المسلحة قواتنا ولكن: ممنوعون من تصدير النفط.

ممنوعون من تشغيل ميناء عدن البحري.

ممنوعون من السيطرة على إيرادات الاتصالات.

ممنوعون من تشغيل مصفاة عدن النفطية.

مطلوب منا أن نقدم خدمات للشعب!

شعبنا محق كل الحق في التذمر والغضب ولكن هناك من يحاول أن يحرف بوصلة التذمر والغضب ويوجهها نحو المجلس الانتقالي الجنوبي ونحو كل قادة الجنوب بالمطلق في محاولة لتصوير الصراع بأنه نزاع على السلطة ومن يحكم، بينما الصراع الحقيقي فهو على رأس الجنوب أرضًا وثروة أما الشعب فمن وجهة نظرهم مجرد أبناء جبال وأبو حضرم وهنود وصومال.

لقد قدمنا الغالي والنفيس من أجل حرية واستقلال وسيادة الجنوب وكسرنا كل الأقفال التي كانت مفروضة علينا من الداخل فاستنجدوا بالخارج وأحكموا الأقفال علينا منه.

نحن لدينا رؤانا للعمل مع الخارج ونراهن على الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين والأردن ومصر لكي يقفوا معنا.

إن مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لها باع طويل في تقديم الحلول لمشاكل عالمية ولها قبول عند العالم بأسره ولا أعتقد أنه يعجزهم أن يجدوا الحل لشعب جار لم يكن في يوم من الأيام إلا وفي معهم.

إن كل مشاكلنا هي اقتصادية بحتة ومالم يسمح لنا ونساعد بتصدير النفط وتشغيل الميناء وتحصيل إيرادات الاتصالات وتشغيل مصافي عدن وتنشيط قطاع النقل، الأسماك، والزراعة، فمن أين سنأتي بالموارد؟

إن مواردنا في الوقت الحالي هي الجبايات فقط (الزكاة. الجمارك. الضرائب) ويريدوننا أن نتقاتل حولها حتى آخر نفس جنوبي، حتى يأتوا هم ليستأثروا بالثروات والموارد.

لن يحدث هذا بإذن الله. نحن نجيد الصبر ونجيد الدفاع عن أنفسنا إن نفذ الصبر.

إن شيطنة القادة الجنوبيين والكادر الجنوبي والسلوك الجنوبي والأخلاق الجنوبية عمل ممنهج ومع الأسف ينجرف إليه بعض الجنوبيين ولا يلاموا بالطبع (فالجوع كافر).

نحن نعرف ما نريد ولأننا نعرف ما نريد ومتشبثين به فشعبنا يعاني ولكن لن تطول المعاناة بإذن الله. سيقتنع الجميع في الأخير إن حل الدولتين هو الأسهل والأقرب والأقل تكلفة والمستدام، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

أبشرك يا سالم الحال سالم

بفضل ربي والنوايا السليمة

العمر فسحة والليالي غنايم

والعافية يا سالم أكبر غنيمة

والنصر حلم الكل والكل حالم

واليأس في كل المواقف هزيمة

أهل المكارم يزرعون المكارم

وأهل الشتايم يحصدون الشتيمة

والعدل ما يأتي على يد ظالم

وكل ظالم وله نهاية وخيمة

ولا غنى دايم ولا فقر دايم

والعز عنوان الحياة الكريمة.