> «الأيام» غرفة الأخبار:

  • شينكر: السلام المصري - الإسرائيلي صامد رغم التوترات الأخيرة
في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز"، ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران قد تؤدي إلى تغيير النظام في طهران، في موقف يرى فيه البعض تأكيداً لهدف إسرائيلي - أميركي مشترك طالما أثير في الأوساط السياسية، ورغم ذلك دعا الدبلوماسي الأميركي السابق ديفيد شينكر إلى عدم التسرع في استخلاص النتائج، مشيراً إلى أن الحملة الحالية تهدف أساساً إلى منع إيران من امتلاك سلاح نووي.

شينكر أوضح أن النظام الإيراني يعتبر السلاح النووي وسيلة لضمان بقائه، مستشهداً بما جرى لصدام حسين ومعمر القذافي عندما لم يمتلكا أسلحة ردع. وأشار إلى أن إيران لطالما لعبت دوراً مزعزعاً للاستقرار في الشرق الأوسط من خلال دعمها للميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مؤكداً أن أي تغيير محتمل في النظام الإيراني سيكون موضع ترحيب إقليمي، لكنه ليس بالضرورة الهدف المعلن من العمليات العسكرية الإسرائيلية.
  • الشرق الأوسط يعيد تشكيل نفسه.. وإيران في موقف دفاعي
تناول شينكر أيضاً ما وصفه بـ "تغييرات جذرية" تشهدها خريطة الشرق الأوسط، مؤكداً أن وكلاء إيران في المنطقة يتعرضون لانتكاسات متتالية. وأشار إلى أن حركة "حماس" في غزة و "حزب الله" في لبنان قد تلقوا ضربات مؤلمة، مما يمنح دولاً مثل لبنان فرصة جديدة لاستعادة سيادتها.

وبخصوص ما يعرف بعملية "البيجر" الإسرائيلية في لبنان، أوضح شينكر أنها ساعدت في إضعاف تحالفات إيران الإقليمية، وأثرت في الوضع السوري من خلال تقليص النفوذ الإيراني الداعم لنظام الأسد. كما أشار إلى أن إيران باتت أقل قدرة على دعم الحشد الشعبي في العراق والحوثيين في اليمن، ما يشير إلى احتمالية بزوغ "شرق أوسط جديد" أقل خضوعاً للهيمنة الإيرانية.
  • تراجع الدور المصري ومطالب أمريكية مثيرة للجدل
على صعيد العلاقات المصرية - الأميركية، تطرق شينكر إلى تراجع دور القاهرة الإقليمي، مشيراً إلى أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كان يحظى باهتمام كبير خلال الولاية الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترمب، لكنه غاب عن المشهد خلال الولاية الثانية، وأرجع ذلك إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، وكذلك إلى صعود دور دول الخليج في قيادة التفاعلات السياسية بالمنطقة.

وفيما يتعلق بتوتر العلاقة بين البلدين، كشف شينكر أن الإدارة الأميركية قدمت ثلاثة مطالب مثيرة للجدل، أولها قبول مصر تهجير فلسطينيين من غزة، وهو ما قوبل بالرفض، وثانيها السماح المجاني بمرور السفن الأميركية في قناة السويس، وثالثها المشاركة في العمليات ضد الحوثيين، واعتبر أن هذه المطالب تعكس رؤية أميركية تجارية وسياسية في آن، لكنها تصطدم بالمصالح والسيادة المصرية.
  • رغم التوتر... اتفاقية "كامب ديفيد" لا تزال متماسكة
ورداً على الجدل بشأن متانة العلاقات المصرية - الإسرائيلية، لا سيما في ظل تجاوزات الجيش الإسرائيلي عند معبر رفح، شدد شينكر على أن اتفاقية كامب ديفيد ما زالت صامدة، واستعاد حوادث سابقة شهدت توترات شديدة، مثل اقتحام السفارة الإسرائيلية عام 2011، مؤكداً أن التعاون الأمني بين البلدين، لا سيما في سيناء ضد تنظيم "داعش"، يعكس صلابة العلاقة رغم التحديات.

وختم شينكر بالقول إن القاهرة لا تزال شريكاً مهماً للولايات المتحدة في المنطقة، رغم التباينات والضغوط، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية لم تُخفض مساعداتها لمصر، ما يعكس رغبة في الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية معها.