> أشرف خليفة:

ذهب خبراء يمنيون إلى أن إعلان الحوثيين الوقوف مع إيران بعد الضربة الأمريكية التي تلقتها منشآتها النووية، جاء بإيعاز من طهران، مشيرين إلى أن إيران لطالما ادخرت الحوثيين ليومٍ كهذا.

وأصدر المكتب السياسي التابع للحوثيين في اليمن، صباح اليوم الأحد، بيانًا أعلن من خلاله وقوفهم الكلي مع إيران "قيادةً وشعبًا وجيشًا" في مواجهة "العدوان الإسرائيلي الأمريكي"، في أول تعليق لذراع طهران في اليمن عقب تنفيذ الولايات المتحدة عملية عسكرية استهدفت من خلالها منشآت إيران النووية.

وكان جناح الحوثيين العسكري، قد استبق الضربة الأمريكية، مساء أمس السبت، بتهديد واشنطن باستهداف مصالحهم في البحر الأحمر، في حال قررت مساندة إسرائيل وضرب أهداف إيرانية.

تبع التهديد الحوثي، تصريح نقلته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" في نسختها الصادرة عن ميليشيا الحوثيين، على لسان ما يسمى بـرئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للميليشيا الحوثية، مهدي المشاط أشار من خلاله إلى أنه "سيوجه وزارة الخارجية، بإرسال مذكرة لإشعار الأمم المتحدة برصد تجهيزات واستعدادات بعض الدول الأعضاء لمشاركة الكيان الإسرائيلي عدوانه على إيران".

وأكد المشاط: "سنعمل على التصدي ومواجهة أي مشاركة في العدوان على إيران بكل الطرق المشروعة"، لافتًا إلى أنه: "لدينا كل الحق في قرارنا إنسانيًا ودينيًا وأخلاقيًا، وتدعمه المواثيق الدولية والإقليمية والقوانين اليمنية"، منوهًا إلى أنه "سيوجه مركز العمليات الإنساني باتخاذ اللازم وفق القانون اليمني"، مشدّدًا على أن كل من يتورط أو يشارك إسرائيل عدوانها يجب أن يدفع ثمن قراره.
  • انسحاب حوثي من اتفاق وقف النار
تصريحات المشاط، وبيانا الحوثيين السياسي والعسكري، ترجمها محللون سياسيون وعسكريون، بأنها انسحاب "حوثي" من اتفاق وقف إطلاق النار الذي أُبرم بينهم وبين الولايات المتحدة، في السادس من شهر مايو الماضي، برعاية مباشرة من سلطنة عُمان.

وأثارت التصريحات والبيانات الحوثية الأخيرة حفيظة اليمنيين، كونها تؤكد عدم تعويل ميليشيا الحوثيين على ما قد يعكسه ذلك بالسلب على اليمن واليمنيين، خصوصًا أنه وخلال العمليتين العسكريتين الأولى والثانية، اللتين نفذتهما الولايات المتحدة ضد أهداف عسكرية حوثية، أو تلك التي شنتها المقاتلات الجوية والبحرية الإسرائيلية ضد مؤسسات الدولة في مناطق الحوثيين، لم تُطلق إيران أي رصاصة تعبّر عن وقوفها بشكل مباشر وعملي مع ذراعها في اليمن جماعة الحوثيين، إذ نأت بنفسها عن خوض أي عمليات عسكرية تهدف لمساندة الميليشيا التابعة لها.

ويرى مراقبون يمنيون، أن إعلان الحوثيين الوقوف مع إيران، جاء بإيعاز من الأخيرة، ولم يكن نابعًا منهم بشكل ذاتي، إذ يُشيرون إلى أن طهران لطالما ادخرت الحوثيين ليومٍ كهذا، وآن أوان استخدام ورقة الميليشيا الحوثية لمساندتها بشكل مباشر وعلني، التي ظلت لسنوات تستثمر فيهم لمثل هذه الأيام.
  • أوامر إيرانية
ويقول رئيس مركز "نشوان الحميري" للدراسات والإعلام عادل الأحمدي، إن "هذا الإعلان يؤكد الارتباط الوثيق بين ميليشيا الحوثيين وإيران، وأنهم يتلقون تعليماتهم مباشرةً من طهران".

ويرجّح الأحمدي في حديثه لـ"إرم نيوز": "لا شك أن "الملالي" هم من طلبوا من الحوثيين ذلك في هذا التوقيت، عندما استشعروا أن ثمة ضربة أمريكية قادمة إليهم".

وحول مدى جدية التهديدات الحوثية، يُشير الأحمدي، إلى أن: "الساعات والأيام القادمة، ستثبت جدية التهديد الحوثي من عدمه، إذ لا يُستبعد أن يتراجع الحوثيون عن تهديدهم، كونهم في حال قيامهم بتنفيذ تهديدهم ووعيدهم، ما يعني أن الضربات الأمريكية، ستعود إليهم مرةً أخرى".
  • استنزاف آخر أوراق إيران
ومن جانبه، يرى الصحفي والناشط السياسي محمد الضبياني، أن "إعلان ميليشيا الحوثيين هو استنزاف آخر أوراق إيران التي تستخدمها كمصدات للدفاع عن نفسها، وتشتيت عملية الاستهداف التي تطال قدرات طهران العسكرية والاستراتيجية، والتلويح بأوراق ضغط أخرى تشهرها إيران لاستئناف تهديد ممرات الملاحة الدولية".

وألمح الضبياني، إلى أن "تحريك إيران لمرتزقتهم الحوثيين، جاء في الوقت الضائع الذي أعلن فيه ترامب استهداف مفاعلات إيران النووية وتدميرها".

ويتوقع الضبياني، أن ذلك "سيُقابل بعجز حوثي عن استئناف أي تهديد، نظرًا لمعرفتهم حقيقة الردع الأمريكي الذي كان مريرا بالنسبة لهم".
  • حارس عقار
وقال الضبياني، "لا يوجد تفاوت بين إيران والحوثيين، حيث يستخدم نظام "الملالي الحوثي كـ(حارس عقار) وذراع يرتكز دوره على تنفيذ المهام القذرة، وتحويله إلى حقل تجارب لأسلحة إيران عبر توجيه الحوثي باستهداف المدن اليمنية وتهديد الملاحة الدولية".

ونوه الضبياني، إلى أن "معطيات الضربات المتتالية التي تتلقاها إيران، تجعل ميليشيا الحوثيين تتحسس أعناقها بانتقال عملية الاستهداف والتصفية لقيادات الصف الأول، كما حدث لقيادات إيران العسكرية، وهو ما بدا جليًا في عملية الاستهداف الدقيقة لاجتماع رفيع لقيادات الحوثي العسكرية في العاصمة المحتلة صنعاء".

وأضاف الضبياني أن "الحوثي مجرد بيدق بيد طهران وأداة رخيصة لتنفيذ أجندات إيران التخريبية في المنطقة، ولا يكترثون لأي تداعيات ستلحق باليمنيين ولا بمصالحهم الحيوية".

ويأمل الضبياني، أن ينخرط الحوثيون في مغامرة كهذه، إذ يرى أن ذلك من الضرورة والمصلحة اليمنية بمكان، كون ذلك سيُعزّز التأكيد على ضرورة القضاء على ميليشيا الحوثيين، والذهاب نحو إسناد اليمنيين في استعادة دولتهم ودحر الميليشيا الحوثية، إذ لم تعد -وفق الضبياني- تهديدًا يقتصر على اليمنيين وحسب، بل "منصة إيرانية متقدمة لتهديد المنطقة".