> زنجبار «الأيام» خاص:

في مبادرة تُعدّ الأولى من نوعها على مستوى محافظة أبين، استطاع المواطن صالح علي الجعدني أن يحقق إنجازًا بيئيًا وإنسانيًا مميزًا، بعد أن نجح في تربية الغزلان الجبلية في منطقة نائية بالمحافظة، ليصبح أول من يخوض هذه التجربة ويصل بها إلى نتائج مشجعة، مقدمًا بذلك نموذجًا ملهمًا في حب الطبيعة والحرص على التنوع البيولوجي.

ويأتي هذا الإنجاز في محافظة أبين، وهي إحدى المحافظات الجنوبية، المعروفة بتنوع تضاريسها وبيئتها الطبيعية الغنية، حيث تمتد أراضيها بين السواحل والجبال والسهول، ما يجعلها بيئة مناسبة لتكاثر وتنوع الحياة البرية، ومنها الغزلان الجبلية التي كانت في الماضي جزءًا من الحياة الفطرية الغنية في المنطقة، قبل أن تتعرض للتهديد نتيجة الصيد الجائر وفقدان الموائل الطبيعية.


يقول الجعدني إن فكرة تربية الغزلان راودته منذ سنوات، نتيجة تعلقه بالحياة البرية وحرصه على إعادة إحياء هذا النوع من الحيوانات الجميلة في موطنها الأصلي، خصوصًا بعد أن لاحظ ندرة مشاهدتها في السنوات الأخيرة، وقد تمكن بجهود ذاتية من إنشاء ما يشبه المحمية الصغيرة في محيط منزله الجبلي، ووفّر للغزلان الظروف الطبيعية الملائمة، من مأوى وغذاء ومياه، دون المساس بسلوكها الفطري.

ويؤكد الجعدني أن الغزلان ستتكاثر إن وجدت الرعاية المناسبة، الأمر الذي يعكس إمكانية التعايش المتوازن بين الإنسان والطبيعة، إذا ما توفرت الإرادة والوعي البيئي.

وتعد تربية الغزلان الجبلية واحدة من الوسائل غير التقليدية للحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، كما أنها تمثّل خطوة مهمة نحو نشر ثقافة الرفق بالحيوان وتشجيع المجتمعات المحلية على لعب دور مباشر في حماية البيئة، وفي بلد مثل اليمن الذي يمتلك تنوعًا بيئيًا فريدًا لكنه مهدد بسبب الصراعات وتدهور البنية البيئية، تُعد مثل هذه المبادرات الشعبية لبنات أساسية في جهود الاستدامة البيئية.

وتناشد الجهات المهتمة بالبيئة في أبين السلطات المحلية والمنظمات البيئية بدعم مثل هذه المشاريع الفردية، وتحويلها إلى مشاريع محمية منظمة، يمكن أن تشكل أساسًا لبرامج أوسع في السياحة البيئية والتعليم البيئي، إلى جانب مساهمتها في الحفاظ على التنوع الحيوي في أبين.