في الجنوب لا مفاضلة في الاحتلال
منذ إشهار المجلس الانتقالي الجنوبي علق التمكين وفساد الشرعية فشلهم عسكرياً وخدمياً عليه، فأصبح شرطهم أن صنعاء لن تسقط إلا بتسليم عدن لهم، فلا يتذكر سياسيوهم ولا إعلامهم الحوثي إلا بربطه بالانتقالي، فهزائمهم المهينة سببها الانتقالي ومحاربتهم للشعب في خدماته سببها الانتقالي، وانهيار العملة وغلاء الأسعار والجوع لا يوجدون إلا في عدن، لأن الانتقالي فيها، أما بقية المحافظات ففي خير تأكل المن والسلوى.. إلخ، وأقبح تبريراتهم أن سبب هزائمهم إشاعات نشطاء الانتقالي التي تتخادم مع الحوثي مع أن بكل المعايير العسكرية وفلسفات الحرب فلا هزيمة عسكرية سببها الوحيد الإعلام، لكن رغم ذلك تظل ماكنتهم تنتج سيلاً من إشاعاتهم تتلقفها أبواقهم وتتقيأ توزيعها في الميديا الإليكترونية ليس ضد الحوثي، بل ضد الانتقالي لتخدير وتضليل وعي الناس، ومحاولة تنميط الانتقالي في الذاكرة الشعبية عدواً أكثر خطراً على البلاد والعباد من الحوثي وهو التخادم الخفي بين المشروعين.
لن يمتدح أي جنوبي الحوثي فهو عدو، ولن يمتدح مشروعه من قاومه حتى بضعة أيام، ولن يمتدحه من فقد أباً أو أخاً أو ابناً أو رفيقاً أو صديقاً أو قريباً، ستمتدحه أدواته وهي قلة من المنتفعين، أو يغطي أخباره بعض من رواد التواصل يغيضون بها مشروع التمكين فهو عدوهم كالحوثي، فيكشفون خيباته رداً على "زبيج" نشطائهم في التواصل الذي لا يغطّي تقدّماً وانتصارات، بل يبرر دفاعاً وانكسارات، ويفرض "فيتو" بتمجيدها وإن تناولها خارج سياق نمطية "الزبيج" موالاة للحوثي.
حوثي اليمن يحمل مشروع احتلال سياسي ووطني وطائفي، وخطورته طائفياً هي الأخطر، وعدا أنه سيفرض احتلالاً للجنوب فمشروعه على المدى الطويل سيسلخ الجنوب عن هويته أو يمسخها على قطيعة من موروثها الذي تميزت به، أما إخونج اليمن فيحملون مشروع احتلال سياسي ووطني مثله، وفي المقارنة فإن مشروع الحوثي أكثر استفزازاً وتوحيداً للجنوبيين ضد الاحتلال، بينما التمكين الإخواني أكثر خبثاً وتقية يخلخل الحاضنة الجنوبية ويجعلها تقاتل بعضها لصالح الاحتلال.
يختلف المشروعان على مغانم السلطة ويتفقان في السيطرة على الجنوب واحتلاله، وكلاهما يريدان طمس الجنوب قضيةً وهويةً ووطناً ويخططان لأن يكون الجنوبي أقلية في أرضه، ولذا ليس بالضرورة أن الجنوبي المعادي لمشروع الحوثي مؤيد لمشروع الإخوان، فلا مفاضلة في الأعداء المحتلين.
صراع إخوان اليمن في عدن لإسقاطها لمشروع الاحتلال الإخونجي اليمني، لا يقل عداء عن صراع الحوثي لإسقاط شبوة لمشروع الاحتلال الحوثي، ففي النهايات سيتفق مشروعا الاحتلال ضد الجنوب والجنوبيين، وسيتقاسمان مزايا السلطة ويصبح حال المتوهمين بهم من الجنوبيين "كحال الحمار يحمل أسفاراً لا يفقهها".
لن يمتدح أي جنوبي الحوثي فهو عدو، ولن يمتدح مشروعه من قاومه حتى بضعة أيام، ولن يمتدحه من فقد أباً أو أخاً أو ابناً أو رفيقاً أو صديقاً أو قريباً، ستمتدحه أدواته وهي قلة من المنتفعين، أو يغطي أخباره بعض من رواد التواصل يغيضون بها مشروع التمكين فهو عدوهم كالحوثي، فيكشفون خيباته رداً على "زبيج" نشطائهم في التواصل الذي لا يغطّي تقدّماً وانتصارات، بل يبرر دفاعاً وانكسارات، ويفرض "فيتو" بتمجيدها وإن تناولها خارج سياق نمطية "الزبيج" موالاة للحوثي.
حوثي اليمن يحمل مشروع احتلال سياسي ووطني وطائفي، وخطورته طائفياً هي الأخطر، وعدا أنه سيفرض احتلالاً للجنوب فمشروعه على المدى الطويل سيسلخ الجنوب عن هويته أو يمسخها على قطيعة من موروثها الذي تميزت به، أما إخونج اليمن فيحملون مشروع احتلال سياسي ووطني مثله، وفي المقارنة فإن مشروع الحوثي أكثر استفزازاً وتوحيداً للجنوبيين ضد الاحتلال، بينما التمكين الإخواني أكثر خبثاً وتقية يخلخل الحاضنة الجنوبية ويجعلها تقاتل بعضها لصالح الاحتلال.
يختلف المشروعان على مغانم السلطة ويتفقان في السيطرة على الجنوب واحتلاله، وكلاهما يريدان طمس الجنوب قضيةً وهويةً ووطناً ويخططان لأن يكون الجنوبي أقلية في أرضه، ولذا ليس بالضرورة أن الجنوبي المعادي لمشروع الحوثي مؤيد لمشروع الإخوان، فلا مفاضلة في الأعداء المحتلين.
صراع إخوان اليمن في عدن لإسقاطها لمشروع الاحتلال الإخونجي اليمني، لا يقل عداء عن صراع الحوثي لإسقاط شبوة لمشروع الاحتلال الحوثي، ففي النهايات سيتفق مشروعا الاحتلال ضد الجنوب والجنوبيين، وسيتقاسمان مزايا السلطة ويصبح حال المتوهمين بهم من الجنوبيين "كحال الحمار يحمل أسفاراً لا يفقهها".