"يا الله بالجنة ".. ماذا تملكون لتقدموه للجنوب؟
طرفة شعبية
انحصر أحدهم وازداد حصره وصار يتمنى لو قليلا من هواء أو بقايا طعام تخرج من أعلاه أو من أسفله!!! وأخذ يدعو: "يا الله بالجنة ..يا الله بالجنة
فانبرى صوت الأستاذ "فهد الشرفي" ناصحا، وأورد لهم تساؤلا منطقيا قال فيه:
"ما الذي نستطيع تقديمه لإخواننا الجنوبيين مثلا من حلول والتزامات في الحقوق والشراكة والمواطنة والثروة وغيرها، ونحن كلنا عاجزون عن تأمين أبسط حق شخصي لنا في ظل سيطرة المليشيا الحوثية، وأغلبنا يغرد من المنافي ؟
فالوحدة ليست كائنا معلقا في السماء، ليست تعميما أو فتوى تنظيمية لحزب، بل حقوق وشراكة، وهي أصلا تحولت إلى ضم وإلحاق، ومع ذلك سنجاري تلفيقهم، فهل منطقياً أن يسلموا الوحدة في صنعاء ويطلبوها في عدن؟
جاءت محطات مفصلية.. فتوى التكفير!! حملة "من جهز غازيا فقد غزا"..الوحدة أو الموت ..تداعيات ما بعد حرب 94 تحويل الوحدة إلى ضم وإلحاق أو كما قال الشيخ : عاد الفرع للأصل.
عرض الجنوبيون إصلاح مسار الوحدة، ثم عرضوا الفدرالية مرتين الأولى عرضها الجفري في صنعاء، والثانية مؤتمر القاهرة..وتزملوا جميعا:
انقلب الحوثي وأسس مجلس رئاسي، ولجان شعبية، ولجأوا للفنادق ورددوا "طرفتهم السمجة":
"بنحتل عدن لتحرير صنعاء!!!" فضاعت عدن وما وصلوا صنعاء.
قرارات الأمم المتحدة نصت على عدم شرعية الانقلاب، وشرعنة الحرب عليه، ففشل الشمال بنخبه وجيشه في إيصال شرعيته إلى صنعاء فصار الحوثي شرعيا فيها!!
هكذا ستكون المعادلة.
عودة على بدء
ما الذي تستطيعون تقديمه !!؟ .... لا شيء إلا التغريدات والتحليلات الخرافية عن اليمن الواحد، فالحوثي لن يتخلى عن كيانه السياسي ولا تستطيعون هزيمته، والنتيجة أن الوحدة تريدونها "حصان طروادة " لحوثنة الجنوب لكن وقائع الأرض جنوبا لن تعطيكم ذلك مهما حلمتم.
ورددوا:"يا الله بالجنة!".
انحصر أحدهم وازداد حصره وصار يتمنى لو قليلا من هواء أو بقايا طعام تخرج من أعلاه أو من أسفله!!! وأخذ يدعو: "يا الله بالجنة ..يا الله بالجنة
فجاءه عائد يعوده وهو في حالة يُرثى لها ويدعو فقال له: "اش عملت من عمله؟ اش قدمت من كوارث؟ ماسهلت لك من الله "الفسوة" وتبا منه الجنة!!!"
محصورون بالحوثي ما ترك لهم حتى "فسوة سياسية أو عسكرية" تجعلهم وزنا إلى جانبه ومع ذلك لم يعد حتى عدوا إعلاميا للكثير الأعم من نخبهم بل صار الجنوب وقضيته والمجلس الانتقالي العدو اللدود، فذاك ينصح الجنوبيين بأن الانفصال -حسب وصفه- سيسقط "مظلمتهم" !! وسيعودون للتمزق الجنوبي!! وذاك يتهم التحالف بالسعي للانفصال وأن الانفصال انتهاك للدستور!! ونسوا أن هذا الدستور حذفوا منه أكثر من 80 مادة، على طريقة "نزع العداد" ، وآخر يستشهد بإقليم كوردستان وفشله في الاستقلال وآخر يغرد أن الوحدة أنقذت الجنوبيين من الاشتراكي ...الخ وآخر صب جام غضبه على "العليمي" بسبب نجاح التشاور الجنوبي.. وآخر تذّكر ضوابط نقل السلطة .. وتلك تحلل وتشكك في تمثيل الجنوب وأخرى تهدد أن الشماليين"أخذوها عنوة وستؤخذ عنوة!!".
"ما الذي نستطيع تقديمه لإخواننا الجنوبيين مثلا من حلول والتزامات في الحقوق والشراكة والمواطنة والثروة وغيرها، ونحن كلنا عاجزون عن تأمين أبسط حق شخصي لنا في ظل سيطرة المليشيا الحوثية، وأغلبنا يغرد من المنافي ؟
اختصرها ووضعها لهم -على بلاطة-
جاءت محطات مفصلية.. فتوى التكفير!! حملة "من جهز غازيا فقد غزا"..الوحدة أو الموت ..تداعيات ما بعد حرب 94 تحويل الوحدة إلى ضم وإلحاق أو كما قال الشيخ : عاد الفرع للأصل.
ووافقوا وصفقوا وبرروا ودعموا!!
"مالها إلا علي!!".
"بنحتل عدن لتحرير صنعاء!!!" فضاعت عدن وما وصلوا صنعاء.
دعوا التهديد والتشكيك ودستور "نزع العداد" فوجوده "كخيال المآته" إذ ألغاه البند السابع وألغى السيادة.
السيناريو القادم هو مسار شرعنة الحوثي بمرجعيات جديدة أوعلى قول الفلاحين: "حلي جديد وسنة جديدة!!! " ، وشرعنته شمالا تفرض شرعنة الأمر الواقع جنوبا شاء من شاء وأبى من أبى.
أما الاستشهاد بـ"كردستان العراق" فهناك فارق فـ"الكرد" كانوا جزءا من الدولة العراقية، ولم يدخلوا بوحدة معها وقبلوا الاستفتاء على دستور الدولة العراقية الاتحادية، بعد اجتياح العراق، وصاروا جزءا من شرعيتها ومشروعيتها، والسماح بقيامها يعني تفتيت حدود أربع دول فيها أكراد، أما الجنوب فكانت دولة ولا توجد امتدادات قومية للجنوب في دول الجوار، فعودتها لن تؤثر عليها، وقد خدم الحوثي القضية الجنوبية حين منع الاستفتاء على دستور الخوار، الذي لو تم سيكون على طريقة الانتخابات اليمنية 99.99 % وسيشهرعن التنصيب الذي عُمِل في "خوارهم"، لذا فشرعية الاستشهاد بالنموذج الكردي مدحوظة.
ما الذي تستطيعون تقديمه !!؟ .... لا شيء إلا التغريدات والتحليلات الخرافية عن اليمن الواحد، فالحوثي لن يتخلى عن كيانه السياسي ولا تستطيعون هزيمته، والنتيجة أن الوحدة تريدونها "حصان طروادة " لحوثنة الجنوب لكن وقائع الأرض جنوبا لن تعطيكم ذلك مهما حلمتم.
ورددوا:"يا الله بالجنة!".