الأربعاء, 14 فبراير 2024
859
في القضايا التي تعنيهم لا يتغيبون مطلقًا؛ بل هم حاضرون ومتواجدون باستمرار وباهتمام، ويبدعون ويتألقون ويشرعون لأنفسهم رواتب ونثريات مهولة بالملايين.
وفي القضية التي تخص المواطن يعتقلون ملاليم راتب باهت.. يلهث إليه بشكل يومي.. ينشد شراء قوت يومه بشق الأنفس.
ذات يوم ومع اشتداد الكرب قيل أن الظلم بعث خطابًا وشكوى في استحياء قال فيها:
(من فخامة كتيبة الظلم الأصغر إلى فخامة كتيبة الظلم الأكبر وإلى الظالمين الجدد...
أناشدكم بعدم إشاعة الأذى بيننا ومهاجمتنا وتعطيل مصالحنا، فمنذ بدء الخليقة عرفنا مفاهيم الظلم وتمردنا على مفاهيم القصاص ونجحنا نجاحًا ساحقًا في هزيمة العدالة والإنصاف وتلاحمنا في تأسيس قوانين الظلم، لقد تعودنا أن نجد أمامنا أناسًا وبشرًا أحياءً نقوم بظلمهم فاستطعنا البقاء والاستمرار...
أما أنتم اليوم تقتلون كل الناس وتأخذوهم للمقابر فكيف لنا أن نعيش ونستمر في المظالم في أرض تخلوا من الناس والحياة؟
إنكم تهلكوننا وأيضًا تعرضون أنفسكم للهلاك، فبرحيل كل الناس ستطالكم المظالم فلم يبقَ أحد إلا أنتم القلة القليلة وأكيد سيظلم بعضكم بعضًا فلا تجدون أحدًا تظلموه فلقد مات الجميع..
إني أدعوكم إلى ظلم وبقاء للجميع وأنتم تدعوننا إلى ظلم وهلاك الجميع.. أنتم اليوم تمنعون الناس من الحصول على وجبة واحدة في اليوم... اعلموا أن التمادي في الظلم إبادة..
باسم عدالة الظلم الأصغر نناشدكم التوقف عن برامجكم هذه ودعونا جميعًا نعيش في ظلم وظلام....)
في بلد هالك...
حين تكون آخر الحلول هي استغاثة لتدخل الظلم الأصغر ليرشدنا إلى الاستفاقة والصواب...
كل العزاء للإنسانية..
تبًّا لكم..