البو/ جلد ولد الناقة الميت، يُحشَى تبنًا أو غيره ويُقرّب من الناقة لتدر حليبها!!
صناعة "البو" قديمة كانت تُستخدم مع الحيوان، لكنها تطورت ولم تعد لخداع "ناقة" لتدر، بل لتخدع شعوبًا لتنقاد وتنجر كما يراد لها، فدخلت في صناعته مكائد ومخططات للتحكم بالناس وتوجيهها إلى الوجهة التي يريد صانع "البو" أن يتجهوا إليها.
و"البو" السياسي أو حتى الديني صار ظاهرة غير خفية، يحشونها بعناية ولا مانع أن تكون فلسطين أهم مكونات صناعته، لاستغلال مشاعر العوام المحبطة، فهو في الأخير "بو" مهما زمجر، ولابد أن يصنعوا له قيمة في وسط مجتمعه وفي الجوار، وأنه مميز مقاوم، وله شعارات طنانة رنانة، ويتركون له مساحة حرب فعلية، وأنه خصم شرس لا يُنال منه، ومساحات واسعة لتهديده، ويكون له وسم ... سند فلسطين، ولستم وحدكم، ليستدرج عواطف المحبطين الذين يبحثون ويلهثون، طمعًا بأن يجدوا في "السراب ماءً".
إن العبرة وقياس الظاهرة السياسية أو حتى الدينية، هل هي ظاهرة حقيقية تعادي الغرب ويعاديها، أم ظاهرة "مصنوعة"، كل ذلك يقاس بردة فعل الغرب وبالنتائج والإجراءات معها، فعدو أمريكا/ الغرب الحقيقي بشكل عام يدمرونه يسحقونه ويسحقون شعبه وأرضه، لا حقوق له، ولا تأخذهم به رأفة، وتصمت إنسانيتهم في محاربة شعبه وتجويعه حتى ينالوا منه، وهذه تجربتهم مع أعدائهم الحقيقيين، ليست في البلاد العربية والإسلامية فقط، بل في أمريكا اللاتينية، وفي أفريقيا تصل إلى اختطاف رؤساء دول مازالوا يقبعون في سجونها.
العبرة ليست في مقاومة الـ"البو" المصطنعة بل العبرة في رد الغرب، هذا الرد وقوته هو الذي يحدد هل الرد على عدو حقيقي أم رد على عدو مصطنع "بو"، يحققون به أهدافًا استراتيجية لهم، وبالمقابل يجعلون منه شيئًا مذكورًا.
طبعًا؛ يتركون له حيزًا ومجالًا واسعًا في الإعلام والتحليلات ومراكز الدراسات لتضخيمه، وتكون سياستهم وإجراءاتهم لخدمته مهما كانت قاسية في ظاهرها فهو "البو" المدلل.