من أعماق الظلام: لا حلم ولا أمل في هذه البلاد
لا يحق لي أن أحلم في هذا الوطن.. ولا يحق لي أن امتطي صهوات الأمل... ولا يحق لي أن ارتاد طرقاته في أمن أو أسكن في سكينته المسلوبة وأتبختر فيها ذات اليمين وذات الشمال بحرية الآمنين..
ليس من حقي أن أداعب الأماني أو اختلس النظر من عورة المستقبل الحرام والمحظور كالخمر والزنا، أو أمارس البهجة والتفاؤل والأمنيات الكبيرة والصغيرة التي تلقناها من الدجالون الكبار، وسأبقى في هذه البلاد مقيدًا بحبال الماضي أجتر وأتجرع الصدمات والهزائم والخيبات والمآسي والانكسارات اليومية.
سألني أحدهم: هل ترى بصيصًا من أمل في نهاية النفق؟
فأجبته بأنني لا أرى النفق ذاته ولا أعلم إذا كان هناك نفق أو جسور للعبور الآمن والخلاص أم لا، فلقد أوصدت كل الأبواب في وجوهنا، وسدت كل الطرقات أمامنا، وانتصبت الحواجز ونقاط التفتيش والمتاريس بين الأنسان وذاته قبل أي شيء آخر، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الوطن والمواطن، وبين أبناء الشعب الواحد، بين الجنوبي والجنوبي، وبين الجنوبي والشمالي، وبين الشمالي والشمالي، وبين القبائل والقبائل، وبين المذاهب والمذاهب، وبين المساجد والمساجد، والعوائل والعوائل، والأحزاب والأحزاب، والقيادات والقيادات، وصرنا نتشظى ونتشرذم بأسرع مما تنبأ به المتنبئون. فعن أي نفق تسألني يا هذا الراقد على أشلاء الوطن الممزق المضطجع على منصات الأمل والانتظار والترقب؟
وكم هزأت وبغصة قاهرة من أولئك النصابين الدجالين الذين روجوا لأفكار الوحدة والدمج، ثم الفيدرالية والدولة الاتحادية بين هذه الكائنات الهلاميات السارحات في الجبال والصحاري التي مازالت تعيش في أقبية التخلف وأوكار الجهل وكهوف التاريخ وجحور الظلام ومخابئ الحشرات ومازالت تدور في محيط السلالية والقبيلة والمناطقية والعائلية ولم تغادر منها وتقدس وتعبد الكهنة والسحرة والأصنام وتؤمن بالخرافات والبدع والخزعبلات وطقوس الشعوذة بعد أن جرمها الناس وحرموها في كل مكان وترويج خرافة الاعتزاز بالهوية المضرجة بكل فصائل الدم.. وكم حمدت الله العلي العظيم على أننا لا نملك أسلحة كتلك التي تملكها إسرائيل... إسرائيل التي لم تكن إلا أكذوبة حوثية كما كانت قبلها لا تزيد عن كونها مجرد أكذوبة عربية كبرى. ولم يمن الله علينا من فتات حضارتها سوى بالسيوف والبنادق والفؤوس التي استعملناها على مر الأيام في قص الرقاب والقهر والإرهاب وكثير من الاستبداد... فتخيلوا الموقف معي لو كان لدى عتاة هؤلاء الظلاميين والإقصائيين الكبار والشموليين القساة وفلول الجاهليين الغلاظ والمتعصبين الغلاة الذين تدفقوا من كهوف الظلمات قنابل ذرية فكيف سيكون الحال وكيف سينتهي بنا المآل؟
ولأصبحت مجزرة هيروشيما وناجازاكي مجرد مزحة خفيفة ولعبة من ألعاب الأطفال مقارنة بما سنفعله نحن بأنفسنا قبل أن نفعله بالآخرين... وهل يستطيع الشطار الآن أن يتنبؤوا أين كنا أول ما سنجرب تلك الأسلحة؟ لو امتلكناها عوضًا عن إسرائيل أو أمريكا...
وكم رجوت من الأئمة ورجال الدين والخطباء والدعاة أن يدعوا لهذه القوى العظمى بكل تلك الدعوات في الصلوات وفي كل الشعارات بالبقاء ولا يدعوا عليها بالموت والزوال والتي لم يستجب الله – لحكمته - لأي واحدة منها حتى الآن. وتأكدت بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك والجدال كم هي رحيمة وعادلة وحكيمة ولطيفة في تعاملها معنا تلك القوى العالمية التي تملك أسلحة الموت والدمار ويمكنها أن تبيدنا إن شاءت عن بكرة أبينا بضغطة زر واحدة من إصبع مجند مراهق ودون أن تحرك دبابة أو جندي أو مدفع في ميدان على الرغم من تحرشنا الدائم بها ودعوتنا عليها بالموت فلا نقتل إلا بعضنا البعض؛ بل هي على العكس من ذلك إنما تنظر إلينا بعين الشفقة والحنان ولو تبادلنا معها الأدوار لفعلنا بها العجب العجاب فادعوا لها جميعًا معي بالبقاء لحمايتنا من أنفسنا ومن بعضنا ومن قبائلنا ومشايخنا وأحزابنا وحكامنا وساداتنا ولجاننا وحركاتنا الثورية والظلامية السوداء ومخابراتنا وفكرنا الدموي المجرم فلولاها وفي كل الحالات لافترسنا بعضنا البعض كما تفترس الوحوش الضواري الغزلان على أن الوحوش لا تفترس أبناء جلدتها وفصيلتها التي تنتمي إليها أبدًا كما نفعل نحن ببعضنا بل هي تحميها وتستميت في الدفاع عنها..
فبنادق مشهورة في كل مكان وخناجر مرفوعة بفتاوي أو بدون فتاوي دينية ومن غير محكمين ورواة وحكماء ومن دون الأشعري هذه المرة أو ابن العاص أو أي من المصلحين والوسطاء، فكل واحد منا أصبح فرعون زمانه يجيد فنون القتل ومهارات القتال وبطولات الشهادة وملاحم الشرف ولا يحتاج لخبرة الدهاة الثقاة في التحكيم وفض المنازعات فالسيوف دومًا مشرعة ولا تستقر في الأغماد، ودساتير ثأرية لقوى وطنية ووصايا معمدة بالدم والحديد والنار متوعدة بسفك مزيد من الدماء وزهق الأرواح والاقتصاص وسكاكين تتلألأ مرفوعة في ولائم الموت وتباشير بحروب قادمة وويلات تتدفق من كل مكان والمشهد العدمي الفاجر يوغل في التحدي والثأر والتأجيج والانتقام والأزمات والكل يظهر أشد ما لديه من الحقد والبغض وطرق الاستئصال والإلغاء ونبوءات بحروب شعواء طاحنة وعلى كل الجبهات ويستعد الجميع للجولة الأخيرة للانقضاض على الجميع حيث لن يبقى- بعون الله – أحياء وترتاح البشرية من عهرنا وفسقنا وفجورنا ومن هذا التيه والغطرسة والفجور والخيلاء.
ولعل أجمل وأطيب ما في حوارات العربان وكهنتهم وسحرتهم ومناطحاتهم بالرؤوس وترافسهم بالأقدام هو كمية الحقد والكراهية والبغضاء التي تراها بين السطور ونبرة الخطاب وثنايا الحديث كل يغني ويغرد ويلحن على ليلاه وبثيناه ولبناه فيما يحتفل العالم كل يوم بإنجاز ومشروع وفتح وسبق واختراق واختراع ودمج وزواج ومصاهرة واتحادات وفيدراليات ونحن مازلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة وتأجيج الصراعات وتصفية الحسابات.
والسؤال هل نحن فعلا مؤهلون للعب أية أدوار حضارية على المسرح المحلي قبل الإقليمي بهذه المومياوات وهذه الموروثات الجهنمية والعقليات المتخشبة!
ليس من حقي أن أداعب الأماني أو اختلس النظر من عورة المستقبل الحرام والمحظور كالخمر والزنا، أو أمارس البهجة والتفاؤل والأمنيات الكبيرة والصغيرة التي تلقناها من الدجالون الكبار، وسأبقى في هذه البلاد مقيدًا بحبال الماضي أجتر وأتجرع الصدمات والهزائم والخيبات والمآسي والانكسارات اليومية.
سألني أحدهم: هل ترى بصيصًا من أمل في نهاية النفق؟
فأجبته بأنني لا أرى النفق ذاته ولا أعلم إذا كان هناك نفق أو جسور للعبور الآمن والخلاص أم لا، فلقد أوصدت كل الأبواب في وجوهنا، وسدت كل الطرقات أمامنا، وانتصبت الحواجز ونقاط التفتيش والمتاريس بين الأنسان وذاته قبل أي شيء آخر، وبين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الوطن والمواطن، وبين أبناء الشعب الواحد، بين الجنوبي والجنوبي، وبين الجنوبي والشمالي، وبين الشمالي والشمالي، وبين القبائل والقبائل، وبين المذاهب والمذاهب، وبين المساجد والمساجد، والعوائل والعوائل، والأحزاب والأحزاب، والقيادات والقيادات، وصرنا نتشظى ونتشرذم بأسرع مما تنبأ به المتنبئون. فعن أي نفق تسألني يا هذا الراقد على أشلاء الوطن الممزق المضطجع على منصات الأمل والانتظار والترقب؟
وكم هزأت وبغصة قاهرة من أولئك النصابين الدجالين الذين روجوا لأفكار الوحدة والدمج، ثم الفيدرالية والدولة الاتحادية بين هذه الكائنات الهلاميات السارحات في الجبال والصحاري التي مازالت تعيش في أقبية التخلف وأوكار الجهل وكهوف التاريخ وجحور الظلام ومخابئ الحشرات ومازالت تدور في محيط السلالية والقبيلة والمناطقية والعائلية ولم تغادر منها وتقدس وتعبد الكهنة والسحرة والأصنام وتؤمن بالخرافات والبدع والخزعبلات وطقوس الشعوذة بعد أن جرمها الناس وحرموها في كل مكان وترويج خرافة الاعتزاز بالهوية المضرجة بكل فصائل الدم.. وكم حمدت الله العلي العظيم على أننا لا نملك أسلحة كتلك التي تملكها إسرائيل... إسرائيل التي لم تكن إلا أكذوبة حوثية كما كانت قبلها لا تزيد عن كونها مجرد أكذوبة عربية كبرى. ولم يمن الله علينا من فتات حضارتها سوى بالسيوف والبنادق والفؤوس التي استعملناها على مر الأيام في قص الرقاب والقهر والإرهاب وكثير من الاستبداد... فتخيلوا الموقف معي لو كان لدى عتاة هؤلاء الظلاميين والإقصائيين الكبار والشموليين القساة وفلول الجاهليين الغلاظ والمتعصبين الغلاة الذين تدفقوا من كهوف الظلمات قنابل ذرية فكيف سيكون الحال وكيف سينتهي بنا المآل؟
ولأصبحت مجزرة هيروشيما وناجازاكي مجرد مزحة خفيفة ولعبة من ألعاب الأطفال مقارنة بما سنفعله نحن بأنفسنا قبل أن نفعله بالآخرين... وهل يستطيع الشطار الآن أن يتنبؤوا أين كنا أول ما سنجرب تلك الأسلحة؟ لو امتلكناها عوضًا عن إسرائيل أو أمريكا...
وكم رجوت من الأئمة ورجال الدين والخطباء والدعاة أن يدعوا لهذه القوى العظمى بكل تلك الدعوات في الصلوات وفي كل الشعارات بالبقاء ولا يدعوا عليها بالموت والزوال والتي لم يستجب الله – لحكمته - لأي واحدة منها حتى الآن. وتأكدت بالدليل القاطع الذي لا يقبل الشك والجدال كم هي رحيمة وعادلة وحكيمة ولطيفة في تعاملها معنا تلك القوى العالمية التي تملك أسلحة الموت والدمار ويمكنها أن تبيدنا إن شاءت عن بكرة أبينا بضغطة زر واحدة من إصبع مجند مراهق ودون أن تحرك دبابة أو جندي أو مدفع في ميدان على الرغم من تحرشنا الدائم بها ودعوتنا عليها بالموت فلا نقتل إلا بعضنا البعض؛ بل هي على العكس من ذلك إنما تنظر إلينا بعين الشفقة والحنان ولو تبادلنا معها الأدوار لفعلنا بها العجب العجاب فادعوا لها جميعًا معي بالبقاء لحمايتنا من أنفسنا ومن بعضنا ومن قبائلنا ومشايخنا وأحزابنا وحكامنا وساداتنا ولجاننا وحركاتنا الثورية والظلامية السوداء ومخابراتنا وفكرنا الدموي المجرم فلولاها وفي كل الحالات لافترسنا بعضنا البعض كما تفترس الوحوش الضواري الغزلان على أن الوحوش لا تفترس أبناء جلدتها وفصيلتها التي تنتمي إليها أبدًا كما نفعل نحن ببعضنا بل هي تحميها وتستميت في الدفاع عنها..
فبنادق مشهورة في كل مكان وخناجر مرفوعة بفتاوي أو بدون فتاوي دينية ومن غير محكمين ورواة وحكماء ومن دون الأشعري هذه المرة أو ابن العاص أو أي من المصلحين والوسطاء، فكل واحد منا أصبح فرعون زمانه يجيد فنون القتل ومهارات القتال وبطولات الشهادة وملاحم الشرف ولا يحتاج لخبرة الدهاة الثقاة في التحكيم وفض المنازعات فالسيوف دومًا مشرعة ولا تستقر في الأغماد، ودساتير ثأرية لقوى وطنية ووصايا معمدة بالدم والحديد والنار متوعدة بسفك مزيد من الدماء وزهق الأرواح والاقتصاص وسكاكين تتلألأ مرفوعة في ولائم الموت وتباشير بحروب قادمة وويلات تتدفق من كل مكان والمشهد العدمي الفاجر يوغل في التحدي والثأر والتأجيج والانتقام والأزمات والكل يظهر أشد ما لديه من الحقد والبغض وطرق الاستئصال والإلغاء ونبوءات بحروب شعواء طاحنة وعلى كل الجبهات ويستعد الجميع للجولة الأخيرة للانقضاض على الجميع حيث لن يبقى- بعون الله – أحياء وترتاح البشرية من عهرنا وفسقنا وفجورنا ومن هذا التيه والغطرسة والفجور والخيلاء.
ولعل أجمل وأطيب ما في حوارات العربان وكهنتهم وسحرتهم ومناطحاتهم بالرؤوس وترافسهم بالأقدام هو كمية الحقد والكراهية والبغضاء التي تراها بين السطور ونبرة الخطاب وثنايا الحديث كل يغني ويغرد ويلحن على ليلاه وبثيناه ولبناه فيما يحتفل العالم كل يوم بإنجاز ومشروع وفتح وسبق واختراق واختراع ودمج وزواج ومصاهرة واتحادات وفيدراليات ونحن مازلنا ندور في نفس الحلقة المفرغة وتأجيج الصراعات وتصفية الحسابات.
والسؤال هل نحن فعلا مؤهلون للعب أية أدوار حضارية على المسرح المحلي قبل الإقليمي بهذه المومياوات وهذه الموروثات الجهنمية والعقليات المتخشبة!