أحمد علي بلا عقوبات
قيل للإمام أحمد: إن الإقليم والعالم مع الانقلاب.. لا أدري انقلاب 48 أو 55، فقال: المهم موقف القبيلة الفلانية، لا أذكرها مع من؟
إلى أي مدى سيسهم أحمد علي في ذلك؟ هذا هو السياق الذي سيُوزن فيه آل عفاش ومؤتمرهم ليس على السواحل فقط، بل في العمق وفي صنعاء بالذات فليس مهماً الضجيج الإقليمي وضجيج الميديا بل المهم موقف "القبيلة الفلانية" فيها حسب وصف الإمام أحمد، مع أنني أميل إلى أن صنعاء لا تحرر نفسها بل تلتف حول محررها أو مغتصبها ولا أحد يملك معاييرها في توصيف المحرر والمغتصب، لكن المؤشرات تؤكد أن ذاكرتها التأسيسية وذاكرة قبائلها زيدية حتى النخاع والحاكم الزيدي تاريخيا يعرف كيف يروضها ويروّض قبائلها أكثر من أي أجندات سلطوية أخرى.
ضجيج رفع العقوبات عن أحمد علي هو نفس ضجيج الميديا حين استشعر أبوه غلطته التاريخية بتحالفه مع الحوثي وأراد الرجوع فدفع رأسه ثمنا وخذلوه كلهم مع كثرة الضجيج الإليكتروني، ولا أظن أن أحمد سيعول على نصرة من خذلوا أباه.
في اليمن للشعبية معايير تحكمها أزمات اليمن والموقف من أجنداتها وليس قاعدة "رب يوم بكيت منه، فلما صرت في غيره بكيت عليه" التي تظل شعبية سلبية لا تتحول إلى فعل تغيير، فالبعض يراهن بأن شعبية أحمد علي ستعيد تلك السلطة التي تداعت مع استلام الحوثي لصنعاء ثم الحرب التي اشتعلت قرابة عقد وأن أمريكا والغرب ستدعم ذلك بينما لأمريكا والغرب منهجهم في القراءة والتعامل مع القوى، فلما دخلوا العراق لم يجعلوه دولة مركزية كالحال أيام "البعث" بل تعاملوا في العراق مع الأكراد وهم قوة موجودة على الأرض ومع الدولة المركزية في بغداد وهي قوة موجودة على الأرض، وبينهما خط رفيع اسمي من الوحدة فرضه دستور تم التوافق والاستفتاء وهي حالة غير متوفرة في اليمن.
رفع العقوبات عن أحمد علي لم يأت في سياق هذه الحرب، بل جاءت في سياق رؤية أمريكية وغربية لما بعد أحداث البحر الأحمر وتشكيل تحالف محلي أولا ثم دولي وإقليمي لمواجهة الخطر على الملاحة الدولية بدرجة أساسية ثم تقليم أو كسر الخطر الإيراني في باب المندب وخليج عدن.
- جنوبيا