أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 04:29 ص بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • ​الجنوبي الأصيل لا يعتبر اليمن وطنًا له

    د. حسين لقور بن عيدان




    ليس من السهل، كما يظن بعض العنصريين، أن يُجبروا الشعوب على التنازل عن هوياتهم الوطنية، فشعب الجنوب ذو الهوية العربية الجنوبية الأصيلة لا يمكن طمس هويته بسهولة بعدما اعتقد العنصريون اليمنيون أنهم نجحوا في فرض الهوية اليمنية على الجنوبيين، متجاهلين أن الشعوب التاريخية الأصيلة تحافظ دائمًا على إرثها بعيدًا عن أيدي المستعمرين.

    شهدنا كيف حاول الاتحاد السوفييتي بعد الحرب العالمية الثانية القضاء على الهويات الدينية والقومية لشعوب آسيا الوسطى وأوروبا، وفرض الهوية السوفييتية من خلال التهجير والتغيير الديموغرافي، ولكن بعد أربعين عامًا انتفضت تلك الشعوب واستعادت هوياتها، متخلصة من الهوية السوفييتية.

    تاريخيًا حاولت الإمبراطورية العثمانية فرض الثقافة واللغة التركية على الشعوب العربية، لكن هذه الشعوب حافظت على لغتها وهويتها العربية، وبالمثل سعت القوى الاستعمارية الأوروبية إلى محو الثقافات المحلية في إفريقيا وآسيا، إلا أن العديد من هذه الشعوب نجت من فقدان هوياتها واستمرت في الازدهار بعد الاستقلال.

    مما لا شك فيه أن الهوية الجنوبية قد مسها بعض تأثيرات اليمننة خصوصا في ظل سيطرة الحزب الاشتراكي اليمني لكنها بعدة طرق قاومت تلك التأثيرات وتصدى لمحاولات فرض الهوية اليمنية عليه من خلال التمسك بهويته الثقافية والتراثية وإحياء موروث التقاليد والعادات المحلية التي ساهمت في تعزيز ظهور الحراك السياسي الذي يسعى لاستعادة الهوية الجنوبية وتحقيق الاستقلال.

    إن الجهود التي ركزت على تعزيز الهوية الجنوبية من خلال وسائل الإعلام المحلية وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ساعدت في نشر الوعي بين الأجيال الجديدة، مما زاد من تلاحم المجتمع الجنوبي وشعوره بالانتماء المشترك، وعزز الوحدة الجنوبية بين مختلف الفئات.

    بشكل عام أدت هذه المحاولات إلى تقوية الهوية الجنوبية بدلاً من إضعافها، حيث أصبحت مصدر فخر وإصرار على الحفاظ على أن الجنوب العربي ليس اليمن سياسيا وثقافيا وتاريخيا.

    هذا هو قانون التاريخ الذي يتكرر في دول عديدة، وشعب الجنوب العربي ليس استثناء، فقد وصلت محاولات اليمننة إلى نهايتها في الجنوب، ولم تحقق أهدافها في محو الهوية الجنوبية وتاريخها وثقافتها، وهذا هو جوهر المشروع الوطني الجنوبي.

    الجنوبي الأصيل لا يرى اليمن وطنًا له حتى وإن حمل جوازه مثل حال الكثير من الشعوب التي فُرضت عليها هويات دخيلة بفعل قوى الاحتلال.

المزيد من مقالات (د. حسين لقور بن عيدان)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال