أخر تحديث للموقع
اليوم - الساعة 02:45 م بتوقيت مدينة عدن

مقالات الرأي

  • بأي حال عدت ياعيد؟

    اللواء سعيد الحريري




    تمر علينا ذكرى 30 نوفمبر، عيد الاستقلال المجيد، واليمن يعيش واحدة من أشد محنه التاريخية قسوةً وانقسامًا.

    ما كان يومًا رمزًا للوحدة الوطنية والتحرر من المستعمر، أصبح اليوم شاهدًا على وطن ممزق، تسيطر عليه مليشيات مناطقية وطائفية تدين بالولاء لأجندات إقليمية، لا تعترف بسيادة اليمن ولا بمصالح شعبه.

    في الماضي، اجتمعت إرادة الشعب بكل مكوناته وأطيافه لطرد المستعمر، واستطاع اليمنيون أن يثبتوا للعالم أن الحرية ليست حلمًا بعيد المنال. لكن اليوم، نجد أنفسنا في مشهد مختلف تمامًا؛ حيث تغلب المصالح الضيقة والأيدي الخارجية على المصلحة الوطنية، وأصبحت الأرض ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية، على حساب دماء اليمنيين ومستقبلهم.

    إن هذه الذكرى العظيمة يجب أن تكون فرصة لإعادة النظر في مسارنا، وأن نتذكر أن الاستقلال لم يكن يومًا مجرد طرد للمستعمر، بل هو التزام بمبادئ السيادة والكرامة وبناء دولة قوية وعادلة.

    على كل يمني حر أن يدرك أن ولاء المليشيات للخارج يعني تجريد الوطن من معناه الحقيقي، وتحويله إلى مجرد رقعة جغرافية بلا هوية ولا سيادة. الاستقلال الحقيقي يبدأ باستعادة القرار الوطني، وإنهاء التبعية للأجندات الخارجية، وبناء دولة مؤسسات تحمي حقوق الجميع دون تمييز.

    فلنتعلم من ماضينا المجيد، ولنعمل على تجاوز خلافاتنا، لأن التشرذم والانقسام لن يجلبا إلا مزيدًا من المعاناة، ولن يعيد المجد الذي ضحى لأجله أبطال 30 نوفمبر.

    الوطن أكبر من الطائفية والمناطقية، وأسمى من أن يكون رهينة في يد أي قوة خارجية.

المزيد من مقالات (اللواء سعيد الحريري)

Phone:+967-02-255170

صحيفة الأيام , الخليج الأمامي
كريتر/عدن , الجمهورية اليمنية

Email: [email protected]

ابق على اتصال