فتاة تائهةفي ساحل أبين

> أحمد محسن أحمد

> كنت ماراً بسيارتي في الطريق الذي يربط خورمكسر بالعريش وبالممدارة والشيخ عثمان، أو كما يحلو للبعض تسميته (طريق المطار)، شاهدت فتاة تتنقل من سيارة لأخرى.. سيارات كانت تقف بمحاذاة الشريط الساحلي لكورنيش المناضل الراحل قحطان محمد الشعبي، رحمه الله. سألت.. ماذا تفعل تلك الفتاة؟! فقالوا لي: إنهن مجموعة فتيات يترددن على سيارات المتردين على ذلك الساحل، طبعاً، وجدت أن المسألة في حدود اللياقة، لأن الوقت كان ظهراً والتردد لا يعطي شيئاً من سوء الظن وسوء النية، لذا كررت سؤالي ماذا يفعلن في هذا المكان؟ فقالوا لي: بعضهن يعرضن بخورا، عطورا وأشياء أخرى، يعني (يلقطن رزقهن) في حدود اللياقة والشرع، فقلت: هذا يتم في ساحل أبين. تذكرت ساعتها الشعراء وغيرهم من الفنانين الذين تغزلوا وقالوا ما قاله مالك في... وربما أكثر من ذلك في ساحل أبين، أجمل ما قيل: «يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد» (ياه) بنى العشاق في ساحل أبين وفي عصره الذهبي معبدا، ولكن لم يكن يوماً ساحل أبين منطقة (تلقيط رزق) ولا هو منطقة تسول وطلب ما تجود به الجيوب (المتسلطة) والعقول التائهة في غياهب اللا وعي، كان ساحل أبين قبلة العشاق وساحة حب.. ساحة الحب المفقود هذه الأيام، وفي عيد الحب وليس عيد التسوّل. لفت انتباهي أن بعض الإجراءات التي تتم في ساحل أبين قد أغلقت المنافذ المؤدية إلى شط البحر بحجة أن هناك بعض السيارات والمركبات تسيء السلوك، لكن ما ذنب الأسر التي تريد أن تكون أقرب إلى شط البحر للترويح عن النفس، ونقول: إذا كان إغلاق المنافذ هدفه تصحيح وضع شائب، فلماذا لا نصحح الشوائب الحقيقة التي نراها بالعين المجردة؟ ألا يمكن للأخ العزيز د. يحيى الشعيبي الذي نتمنى له من كل قلوبنا النجاح والتوفيق والاستمرار في نهجه الصحيح والسليم لتسيير أمور عدن، ألا يمكن لمحافظنا - طيب القلب - أن يعيد النظر في أمور هذا الكورنيش الذي يحمل اسم شخص عزيز على قلوبنا.. الراحل قحطان الشعبي - رحمه الله - ليكون مكانا جميلا لذكرى أجمل، والحفاظ على ساحل أبين كمعبد.. معبد للعشاق لا ساحة تسول وتلقيط أرزاق قد يكون بدايتها بهذه الصورة فتتحول (مِهْرَه) وشغل من تحت لتحت، والله وحده أعلم بما في النفوس.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى