أمسية ثقافية علمية بمنتدى «الأيام» حول أمراض العيون وعلاجها بأحدث التقنيات الطبية

> عدن «الأيام» خاص:

> استضاف منتدى «الأيام» عصر الأربعاء 2/3/2005م الاخ د. علي علوي حسين استشاري أمراض وجراحة العيون مدير مستشفى العيون التخصصي بتعز، حيث ألقى أمام رواد المنتدى محاضرة علمية قيمة حول أمراض العيون الشائعة، وطرق معالجتها وفقاً لأحدث العلوم والتقنيات في مجال طب وجراحة العيون وتصحيح النظر، وفيما يلي ما جاء في المحاضرة:
أبدأ حديثي أولاً بتقديم الشكر العميق لأسرة تحرير جريدة «الأيام»، تلك الجريدة الأكثر شهرة ومحبة في قلوب الناس حالياً لتاريخها العريق وحاضرها المميز، وبإذن الله تخطو مشعة إلى الأمام، وأتمنى أن أكون أحد المرافقين لمواكبة مسارها. استجابة للتغيرات والتطورات التي تجرى بعدن بقيادة د. يحيي الشعيبي، ألهمني وألزمني المجيء إلى عدن، ومجيئي ليس بالعادي، ولكن لمرضاي، لذلك أريد أن أقدم لهم شيئاً يتميزون به في الجمهورية كلها، فأنا على ثقة بمساعدتهم جميعاً، ونستطيع فعلاً أن نخطو خطوات كبيرة، وعسى أن يكون هذا ملهماً الى جانب الفنيين وغيرهم، بحيث يخطون نفس الخطوات، رغم أن المؤشرات فيها هذه الأيام ليست بالشكل الجيد والمطلوب، لكن الشيء الممتاز في قلوب الناس، وهذا يجب أن ننميه ونطوره، وألاّنفقد الأمل إطلاقاً، كما نريد أن نطور عبر عيونهم، فكلما فتحنا عيون الناس كانت كل الأمور واضحة، وأصبحوا عارفين ما يريدونه وبالإمكان تحسن الأمورفي المستقبل . الحقيقة مجال العيون مجال طويل جداً وخصب، ولا يمكن إطلاقاً اختصاره في جلسة واحدة أو في ساعة، لكن يمكن أن اختار لكم موضوعاً معيناً وهاماً أتحدث فيه، بعد ذلك أعطيكم المجال لطرح أسئلتكم في نفس مجال حديثي ،لأستطيع أن أجيب على الأسئلة والاستفسارات .. عتقد أنكم موافقون على ذلك.الحقيقة هي جملة من الأفكار ومسار لسنوات طويلة، يتحدد في كيف نستطيع خدمة مواطنينا مثلما يُخدم الناس في بلدان أخرى. بصراحة بدل أن يوزع الفرد الأدوار على الآخرين، أو يقول لا توجد ظروف، عليه أن يبدأ بنفسه، أي ما سيعمله بحيث يطور نفسه ويسير إلى الأمام، حتى تكون لديه رؤية وهدف واضح لكي يبدأ البناء عليه. ما يحصل الآن هو نتاج الـ 21-25 سنة الماضية، وليس الأمر مجرد رصد بنكي لاستجلاب جهاز فلاني، هو بصراحة عمل تراكمي لسنوات طويلة. الحقيقة عندما فتحت المستشفى بتعز كان ذلك استجابة أو نتيجة لظروف معينة كنت أجابهها، كانت تنمي رؤيتي للواقع الحاصل آنذاك. كانت بدايتي الأولى بالمستشفى العسكري، فقد كنت في ذلك الوقت متعاقداً بعقد مدني، واعتقدت أنه من خلال عملي في المستشفى العسكري أستطيع أن أنقل ما درسته وأطبقه على الآخرين، لكن عندماعملت لم أجد إمكانيات، فأصبحت مصاباً بإحباط كبير، لذلك نجد أن أمام الشخص إما أن يتأقلم مع الواقع، أو يحاول أن يغيره، فقررت أن أسلك الطريق الصعب على أن أعمل وأطورمن نفسي، فبدأت بذلك بالمستشفى العسكري، والتطويرالذي حصل في المستشفى العسكري واجه الكثير من الصعوبات .. كنت مدركاً أني حتى لو أتيت بالتجهيزات الموجودة سيتطلب الأمر ميزانية وإدارة لها صلاحيات واضحة، ووجدت كل ذلك غير ممكن، كنت آنذاك رئيس قسم، وبعد ذلك أصبحت مديراً للمستشفى.. كان عليّ أن أوفر ظروفاً أفضل للناس، فوجدت هذا غير كاف، فاقتنعت أنه بقى لي أن أعمل في القطاع الخاص في عام 1990م تاركاً العمل الحكومي بشكل كامل . قمت بإجراء أول عملية لزرع العدسات داخل اليمن، كان ذلك في عام 1990م، في ذلك الوقت كان الأمر لي أكثر من حلم، وقابلت آنذاك بعض الزملاء وأخبروني بأني متهور. وبعد سنوات بدأ الناس يلمسون النتائج، وبدأ الآخرون يتشجعون للسير بنفس المسار، وكان أحد تلك الأهداف كيف ترفع الناس إلى مستوى معين؟ بحيث يرتفع مستوى المعايير والطموحات للناس، وكيف ترفع مستوى الخدمات داخل اليمن ولو في مجالك؟ أما من حيث نوعية المرضى، فعندما يأتيك مريض من مسافات بعيدة، فوجدت أن زراعة العدسة لا تنفعه لأن مشكلته ثانية، ماذا ستعمل له إذا كنت ليست لديك إمكانيات؟ لذلك نرى ذلك المريض يتخبط من مكان إلى آخر وأنت تحاول مساعدته بقدر الإمكان، وطالما هم أتوا إليك وكنت الملجأ الأخيرلهم يبقى لا بد أن تعمل لهم شيئاً. طبعاً بدأت أتاقلم مع متطلبات المرضى، وأحاول بقدر الإمكان أن أعمل تجهيزات بحيث أستطيع أن أعطي بعضاً منهم حلولاً معينة، ولذلك بدأ التطوير بشكل أفقي وسطحي، فوجدت أن العمل في العيادة لايمكن أن يفي بالغرض لأنه التزام ولأنك تريد صرحاً قانونياً يغطي العمل الذي ستقدمه للناس، والشيء الآخر يتطلب استقدام أطباء من الخارج، فأنت من موقع عيادة ما لا يمكن أن يكون لديك صرح كاف وممتاز ومميز تستطيع ان تستقدم من خلاله أطباء قادرين على تقديم خدمات قد تكون غائبة أو غير موجودة، وهذا سيعطينا فرصة للتعرف والمتابعة والتدريب سواء هنا أو في الخارج. هذا الذي جعلنا نفتتح المستشفى ونواصل مسيرة العمل، وعند افتتاحه جعلناه بمواصفات قابلة للنمو والتطور، وظل يراودنا حلم التطور وهو أحد أهدافنا، إذ أنه لا يوجد إنسان يعرف كل شيء. مسيرتنا استمرت وسارت والحمد لله، وكثير من الأشياء التي طمحنا اليها تحققت، وكان هدفنا أن نساهم في تغيير فكرة المرضى من فقدان ثقتهم بالطبيب اليمني، وكثير منهم صاروا يتقبلون الطب، وهي مسألة في الأخير اختيارية تعود للشخص نفسه. بدأ بعد ذلك التفكير في الرجوع إلى عدن منذ بداية الوحدة، وكنت من أول الناس الذين أتوا إليها، فعدن في قلبي ولا يمكن أبداً أن يوازيها شيء، وعدن تعطينا نوعا من الشعور بالاستقرار والراحة والأمان .. عدن صارت المورد الذي استقي منه تجديد نشاطي. راودتني لعدة سنوات فكرة التطوير تجاه الليزك، لأن كثير جداً من الناس في اليمن لا يقل عن 000.800 يستخدمون النظارات ويضعون العدسات اللاصقة لأسباب مختلفة سواء لقرب أو طول النظر أو تقوس القرنية، وهذه الشريحة لغاية الآن ليس لها حل، وكما نعرف أن العلم يتطور في كل مكان، فظهر جهاز يعرف بجهاز الليزك بدأ استخدامه في سنة 1987م في الخارج، وبدأت تنمو وتظهر عدة موديلات منه، وذلك استجابة لنتائج أعمالهم.. جاء هذا الجهاز (الليزك) لتصحيح النظر، وهو من أحدث التقنيات الخاصة بطب جراحة العيون ويؤمن أدق النتائج. قابلت د. يحيى الشعيبي كونه صديقاً، ومن خلال معرفتي بهذا الرجل ، وما عمله خلال فترة وجيزة وتفانيه بصدق جدد لي الأمل ودفعني لأخطو بنفس خطاه، وأقول لا يمكن الاستناد على الكلام، لكن بقدر الإمكان ما سنقدمه. كان من الممكن التفكير بعمل وبطريقة مبسطة دون أن يكلفني أعباء مالية، لكن كل إنسان يريد أن يعمل شيئاً مميزاً، وعدن تستاهل ذلك كونها حرمت من سابق، لهذا آن الوقت لأن تحصل على شيء تستحقه. لذا فكرت بإنشاء مركز طبي في عدن، والذي سنعمله الآن هو أن نجعله فعلاً مركزاً متطوراً بجميع تجهيزاته .. وبصراحة جلبنا آخر ما وصل إليه الآخرون، لذلك أنا طموح بأن يكون العمل في طب العيون قائماًِ على فحص المريض وعلاجه وإجراء العملية له ليوم واحد فقط والمغادرة، دون الحاجة إلى البقاء والمبيت في المركز، لأن معظم المراكز في العالم متطورة من خلال انتهاجهم أساليب وطرقاً حديثة متبعة. أنا عندما أقول ناظور أو منظار، هذا شيء كبير جداً، لو أخذنا - مثلاً - أطراف القرنية «الكترك» العادية بالطرق الاعتيادية بفتحتها 10-12 مليمتر، بينما الفتحة الجديدة وهذه الفتحة في أطراف قرنية العين بمقدار 3 مليلمتر تسمح للمريض بمغادرة المستشفِى؛ لأنه لن يواجه أي مشكلة، ولا توجد أي مخاوف من هذه العملية، وطبعاً هذا يتم لأن الصحة العامة للمريض تسمح بذلك. بالنسبة للعمليات بواسطة جهاز الليزك فتتم في دقائق معدودة وبدون ألم وبقطرتين فقط للتخدير يعني لن يحتاج المريض إلى حقن، وكل التجهيزات التي تعمل في هذا الجانب تستدعي اختيارا جيدا للمرضى، لأن المنظومة التي يتم التعامل بها متكاملة وآلية كبيرة التعقيد، ولا يمكن ولا يستطيع أي طبيب أن يعمل بنفس ما تقدم له الأجهزة التي يتم إدخال المعلومات فيها، وبدورها تقوم بتوجيه جهاز الليزر بالخطوات المطلوب أن يقوم بها. وميزة جهاز الليزر أنه في مساحة 3 مليمتر، سيعمل في أكثر من60 ألف موقع مختلف، ولك أن تتصور وتقارن بين قدرة الإنسان في معرفة معلومات وأشياء مثل هذه، وبين ما يقدمه الجهاز الذي يتعرف على أدق التفاصيل في قرنية العين. باعتقادي أن توضيح مثل هذه الأمور يساعد على رفع وعي الناس وتمكينهم من الإلمام والمعرفة بمختلف المعلومات ليتسنى لهم اختيار وتحديد نظام العلاج الذي يحتاجون إليه. ما يقوم به جهاز الليزيك هو استخدام أشعة الليزر في الطبقات العميقة لقرنية العين وبالذات في منطقة الرؤية وسط القرنية، حيث يتم في مساحة 600 ميكرون(6،0 من المليمتر)، وأنت تعمل في 150 ميكرون، فتصور كيف سيتم قطع هذه المساحة من خلال هذا الجهاز الذي يثبّت على العين، وبعد البرمجة سيتولى هو قطع هذه المنطقة العميقة جداً والتي تتميز بعدم وجود أعصاب للإحساس فيها، لذلك المريض لن يشعر إطلاقاً بأي ألم .. وهذه الطريقة الحديثة هدفها أنها سوف تمكن الناس الذين يستخدمون النظارات والعدسات اللاصقة من إيقاف الاعتماد على هذه الوسائل، شريطة اختيار الطبيب المناسب لإجراء مثل هذه العمليات، بحيث تكون قرنية العين لديه بعمق وسمك معقول يساعد على إجراء العملية، وأن يكون الشخص فوق سن 18 عاماً. أما الأطفال الصغار ولأنهم لا يزالون في مرحلة النمو، لا تجري لهم مثل هذه العمليات إلا بعد بلوغ هذا العمر. كثير من الناس الذين عندهم قصر أو طول نظر أو استكماتيزا، الآن تطور الجهاز بحيث يلبي معظم احتياجاتهم. عدن تتميز بأنها مجتمع مدني وحضاري، وكثير من الناس يتطلب وضعهم أن يرتدوا نظارات، لكن هناك مناطق أخرى في اليمن لازالت فيها ارتداء النظارات للبنات عيباً وغير مستحب للأطفال، لهذا لا يستعملونها، وهذا يؤدي إلى حرمانهم من النظر، ورؤية مستقبلهم يتعثر. هذا الجهاز سيعطي إمكانيات جديدة لهؤلاء المرضى، وسيصبحون مثل الناس القادرين على السفر إلى الخارج للعلاج، لهذا أحببنا أن نجلب هذا الجهاز لتخفيف تكاليف وعناء السفر لهؤلاء المرضى .. ولهذا المركز ميزة أنه لا يستقبل المرضى من عدن فحسب، ولكن من عموم مناطق الجمهورية . هذا بالنسبة لجهاز الليزك أما بقية الأجهزة فقد بدأت تعمل مثل عجلة (الفاك) لإزالة العدسات المعتمة أو المياه البيضاء بأجهزة تسمى بالليزر ولكنها بالموجات الصوتية من خلال فتحات صغيرة جداً مع استعمال عدسات لينة. وما يتميز به المركز أن معظم أطبائنا اليمنيين يعملون في مجال طب العيون العام، بينما في الخارج عكس ذلك نجد أن كل واحد متخصص في جزء معين ومحدد، لذلك يكون العمل متميزاً. هدفنا في عدن أن نبدأ لأول مرة من خلال نظام العيادات التخصصية، وهي عيادات عيون عامة للشبكية، القرنية والليزك. وسنحاول أن ندخل منظومة جديدة بحيث أننا نشجع الزملاء على أن يبحثوا عن تخصص معين، وليس عن طبيب واحد لكل شيء، فكلما بدأت التخصصات بدأ المرضى يرتبطون بنوعية المرض، فتتحسن نوعية العمل تبعاً لذلك، ويبدأ أيضاً المريض يتعدد على أطباء آخرين. أريد أن أنوه إلى أن العلم متواصل والتخصصات دائماً في حركة ديناميكية، لذا فالمركز المزمع إقامته مطلع إبريل المقبل من هذا العام سيكون رافداً مكملاً للمستشفى الموجود في تعز، أي أنه سيعمل بصورة تكاملية، وأيضاً ارتبط مركزنا بعدد من الاتفاقيات بمراكز عديدة كمراكز طب العيون العربية والعالمية، منها مركز المغربي بجدة ومركز العياد بالقاهرة ومعهد فيدروف في موسكو ومستشفى روزفلت في سلوفاكيا، وهناك مراكز أخرى في أوروبا وأمريكا والهند يجرى التواصل معها. وطالما أن هناك صرحاً موجوداً يبقى أن أي شخص لديه كفاءات وخبرات يستطيع أن يعطي للمركز خبراته بشكل أفضل نرحب به دائماً، وارتباطنا بمريضنا ليس لديه حد معين بنوعية الخدمة التي سيتحصل عليها .. سيحصل على التقنيات الموجودة وفي نفس الوقت عن طريق الأطباء الزائرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى