مارس .. حب وقبلة ووردة

> أنور عبدالله باسلوم

> لم يكن الثامن مارس هدية من «السيد» الرجل إلى «الجارية» المرأة، ولكنه يوم انتفضت تلك الكائنات الرقيقة قائلة كفى أيها الطاغية «أنا هنا» .. أعطني حقوقي وإلا انتزعتها منك، منذ اليوم سأسهم معك في صناعة التاريخ، وسأسطر أحرفه سوية معك، لقد سئمت تزلفك وتوددك في ساعة صفاك وجبروتك وطغيانك في حقيقتك.

حواء .. ما أجملك في كل يوم على مدار العام! ولكنك في يومك المارسي تكونين أجمل من الجمال نفسه .. أنت الأم والأخت والزوجة والبنت والحبيبة والزميلة، لا توجد مفردة للرجل إلا وكنت ثنائية له، لقد تغنى بك الشعراء وكتبوا عنك أجمل القصائد، وكل من يحمل حسًا مرهفًا لم يصدق إلا إذا كان عنوان كلامه «حواء».

حواء .. أجثو على ركبتيّ وأقدم لك كل الحب وقبلة ووردة لأهنئك بعيدك المارسي مصحوبًا باعتذار عن كل المجتمع الرجولي الذي يحيطك، ففي بلدي مجلس برلماني وبرلمانية واحدة، ومجلس وزراء ووزيرة واحدة، وفي محافظتي مجالس محلية ولا امرأة، ومجالس تنفيذية ولا امرأة .. لماذا هذا الظلم يا هؤلاء؟ .. رفقًا بالقوارير .. رفقًا بشقائق الرجال.

حواء بلادي .. لو أعطيت لك نصف حقوقك التي أقرها لك الإسلام لبكت نساء المغربين والمشرقين وتنادين بالمطالبة بمساواتهن بك.. وإلى أن يحين ذلك اقبلي مني هذه الوردة والقبلة والحب وابتسمي، فالعالم اليوم كله يحتفي بك.+

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى