في محافظة عدن ثلاثة مبدعين في دائرة الضوء

> «الأيام» نجيب محمد يابلي

>
عز علي أن يعرض ثلاثة من المبدعين أعمالهم، وشبهت حالهم كأنهم خرجوا من تحت أنقاض زلزال غاضب وهم في حالة جسمانية ومعنوية مرتفعة تشابكت أمامي مفاهيم وخطوط عريضة اختلطت ببعضها، قلت في نفسي إننا نتحدث عن الثورة الرقمية واستراتيجية مكافحة الفقر والثقافة والفنون واقتصاد السوق الذي يقوم على المبادرات الفردية.

أعرض على القارئ باعتباره رمزا للرأي العام ثلاثة نماذج من الإبداع وأتوخى تفاعله مع مبادرات الثلاثة المبدعين الذين سيرد ذكرهم والمشاريع أو الرسائل التي يحملونها.


المبدع مجد محمد علي حسين
من شباب هذه المحافظة، تخرج في جامعة هافانا بكوبا عام 1995م وتخصصه «برمجة وإدارة نظم»، عزم على اتخاذ المبادرة الفردية أساسا لمصدر رزقه، كانت زيارته للبنان موعدا مع القدر وذلك عندما شاهد الإذاعة FM حيث حصر 6 إذاعات تبث فقراتها من مبنى واحد.

المستلزمات المطلوبة متواضعة وهي عبارة عن جهاز كمبيوتر ولا يشكل العنصر البشري أكثر من 20% وتتوفر فيهم المعرفة التقنية وعشق الفن، تضافرت جهود مجد محمد علي وكوكبة من الشباب المتخصص تقنيا والمؤهل ثقافيا وأصبح «مجد» مديراً تنفيذيا لمشروع إذاعة «عدن إف.إم»، aden-fm وبثها سمعي رقمي وترددها fm ونطاقها 40 كيلومترا مربعا.

ثم جمع قدراً كبير من الأشرطة الغنائية اليمنية تمثل كل ألوان الأغنية اليمنية، وتم تحويلها بعد ذلك إلى أغان رقمية، ورسا التصور على ربط الإذاعة بمحافظة عدن حيث سيكون بإمكان المستمع متابعة فقراتها سواء داخل البيت وفي السيارة أو على شاطئ البحر وسينتقل من فقرة غنائية إلى فقرة إعلانية من مؤسسة الكهرباء أو المياه أو المرور في المحافظة، وسيطلع المستمع على المستجدات من أخبار تلك المؤسسات المرتبطة بالعلاقة اليومية بينها وبين المواطن، كما سيكون بإمكان الإذاعة بث إعلان من المحافظة بمناقصة مقابل رسوم معقولة، أما الخدمات السالفة الذكر فإنها مجانية.

قال مجد: إن مشروع aden-fm كان ولا يزال الحلم الذي يراودني في ساعات يقظتي ونومي، ولا شك أنني واجهت بعض الصعوبات ولا أزال، سهرت الليالي وعصرني القلق والأرق أثناء الإعداد للمشروع ويسر لي ذلك التفهم والتعاون من جانب زوجتي، وسأظل مدينا للدعم المعنوي الذي غمرني به الأخ عبده بورجي، السكرتير الصحفي لفخامة رئيس الجمهورية والأخ أ. د. يحيى الشعيبي محافظ عدن والأخ د. أحمد عبيد، وقد شجعوني على التمسك بمشروعي وأن أنتظر صدور القانون الخاص بذلك وحثوني على التحلي بالصبر والصبر مفتاح الفرج وها هو مجلس نوابنا أصبح قاب قوسين أو أدنى من إجازة القانون المنتظر.

ويمضي مجد قائلاً: إن فضاءنا اليمني مثل أرضنا لا مجال فيهما للفتنة، بل هما للأمن والنماء والمحبة والديمقراطية وحتما سيكون الباب موصدا أمام الاستغلال الخاطئ، كون ذلك من الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال.


المبدع عبدالحبيب سلطان
هو أيضا من شباب هذه المحافظة، وهو حاليا في السنة الثانية بقسم تكنولوجيا المعلومات IT بكلية الهندسة بجامعة عدن قال لي هذا المبدع: عرفت بلادنا خدمة الإنترنت عام 1996م وكنا نتصفحه بشكل طبيعي. حدثت الطفرة عام 2003م وتحديدا مع قدوم الاحتفالات بيوم 30 نوفمبر، فعزمت على فتح موقع باسم «عدن دوت كوم» فاكتشفت أن شركة أجنبية سبقتني باختيار الاسم وطلبت مبلغا كبيرا مقابل تنازلها لي، رسيت على اختيار اسم Aden-4 وهو يرمز هنا إلى عبارة «من أجل عدن».

موقع عبدالحبيب في الانترنت يعتبر أول موقع على مستوى محافظة عدن واتخذ طابعا ترفيهيا وسياحيا وثقافيا وعرض من خلاله البوماً شمل 300 صورة قديمة وحديثة لعدن وعرّف زوار موقعه على أخبار عدن وفعالياتها. يبلغ عدد المشاركين أكثر من (2300) مشارك، إلا أن (دردشة عدن) يعتبر أكبر تجمع يمني في الانترنت، حيث يلتقي مواطنون يمنيون من داخل اليمن وخارجها واجتذبت هذه الدردشة 100 ألف زائر شهريا.

يعمل عبدالحبيب أيضا من خلال موقع (عدن هوست) ويهدف هذا الموقع إلى استضافة وتصميم مواقع الانترنت ومن خلال ذلك الموقع جرى حجز موقع لـ aden-fm ويقدم الموقع إعلانات شتى إضافة لـ «تأجير تفتيحة موقع عدن».

كم هو جميل أن أرى شبابا من هذه المحافظة وهم يلحقون بركب الثورة الصناعية الثانية أو الثورة المعلوماتية.


المبدعة فرزانة عبدالغفور عبدالستار
فرزانة عبدالغفور عبدالستار، قطعت مشوارا طويلا على جبهتين، واكتسبت فيهما درجة الفروسية، وهي ثمرة مثابرتها وكدها وصبرها.

التحقت فرزانة بشركة طيران باسكو عام 1968م ضاربة على الآلة الكاتبة باللغتين العربية والانجليزية، وارتقت إلى كاتبة حجز، ثم ملاحظة حجز ثم مسؤولة في قسم الكمبيوتر، وقامت بأعمال مدير مكتب الحجز 1984م وأصبحت مديرة مكتب الحجز بالمعلا 1985م ثم مديرة الحجز الآلي 1986-1990م ثم مديرة منطقة عدن 1991م وتحملت بعد ذلك مهام مشرفة متابعة لجداول التخطيط التجاري 1992م فمدير الحجز الآلي 1995-2000م وعملت قبل تقاعدها مدير إدارة الجداول.

خبرت فرزانة التدريب والتأهيل من خلال 12 دورة معظمها في الخارج، حيث استضافت تلك الدورات شركات طيران كالخطوط الجوية الباكستانية والفرنسية والكويتية والأثيوبية والبريطانية.

أما على مستوى الفنون تخرجت فرزانة عبدالغفور في معهد الفنون الجميلة في 15 يونيو 1980م، حيث حصلت على دبلوم فنون تشكيلية، وشاركت في معارض داخلية وخارجية ومنها مشاركتها في احتفالات ليبيا عام 1981م وبغداد والشارقة، كما أقامت معارض خاصة خلال عملها في شركة طيران اليمدا، حيث أقامت معارض خاصة بها في كل من القاهرة ونيودلهي وأثيوبيا والعراق. استحقت فرزانة عدة شهادات تقديرية، وفوق هذا وذاك نالت فرزانة أعظم الشهادات وهي أنها كسبت قلوب الناس الذين تعاملوا معها في مواقع مسؤولياتها في خطوط طيران اليمدا، وكم اتسع صدرها لاستفسارات وانفعالات الزبائن ولم يملك الناس حينئذ إلا أن يحترموها.

لا يقف الفن أو الإبداع عند سن معينة وما حدث في بلادنا أمر يثير العجب والاستغراب، فسنة التاريخ هي السير إلى الأمام وإلى الأفضل، لكن أن تدور عجلة التاريخ إلى الخلف فهذه ظاهرة تستحق الوقوف أمامها.

تمتلك فرزانة مخزونا من اللوحات.. والعملية متواصلة، إلا أنها أسيرة الحيرة حيث لا توجد جهة تدفع بأعمال الفنانين، وإن وجدت تجدها في حال يشفق عليه الكافر قبل المؤمن.

صبراً فرزانة.. لأن دوام الحال من المحال!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى