روايتي لقدسي الجريح

> "الايام" عماد عبدالرب عوض اليافعي / كريتر - عدن

> دنوت الى مقربة منه فرأيته حزيناً فقلت له: ويحك ألا ترى أننا جميعنا مثلك حزينون. فقال لي: وما أدراك بالجرح الذي في صدري, فقلت له: إن لسان حالك يروي لي ما بك,فرد عليّ بكلمات لو وضعت ملء الأرض ذهباً ما كفته: وهي:

إن اللسان لا يجدي حديثها

فإن المرء بالفعال يعمل

فقلت له: هيا يا صديقي قل لي ما بك.

فقال لي: وهل سيغني عني كلامك أم هل ستجدي لي نفعاً.

فقلت له: لأنني لا أدري ما بك فلن أجدي لك نفعاً.

فتمتم لي لسان حاله حاكياً:

ألا ترى القبة الصخراء تبكي

وألسنة المؤمنين تحكي

وشيخ كبير يشتكي

وطفل رضيع يبكي

وامرأة أرملوها في بيتها

وإني لحزين لهذا يا صديقي

ثم قال لي بصوت يرثى له، ألا تستطيع يا صديقي إغاثتهم ومساعدتهم.

فقلت: لكن يا صديقي ألا ترى أن الأعداء تكالبوا علينا من كل صوب وفج، وأننا لا نستطيع نصر أنفسنا ؟

فقال لي بصوت يملؤه الشحوب : إننا نقدر ونستطيع .. ولكن.. فقلت له: أكمل.

فقال لي: ستبقى (ولكن) بلسان كل عربي حتى تعود لنا هيبتنا وشهامتنا التي عرفنا بها ثم روى لي:

سألت الزمان حكاية فروى لي

زمان الأوفياء قد مضى

فقلت: وهل زمانك آت؟

فقال :لقد ذهب الزمان بما أتيت

ثم تركني وحيداً وذهب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى