الكنيسة الكاثوليكية تبحث سبل الاحتفاظ بولاء الشبان بعد وفاة البابا

> الفاتيكان «الأيام» عن رويترز :

>
فجر تدفق مشاعر آلاف الشبان الذين إثر فيهم البابا يوحنا بولس الثاني في حياته ومماته التساؤلات في أوساط الكنيسة الكاثوليكية بشان كيفية الاحتفاظ بخط اتصال دائم مع هؤلاء المسيحيين بعدما رحل البابا.

إن أحدى مفارقات عهد يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان طوال الاعوام الست والعشرين الماضية هي الطريقة التي أمكن بها لرجل معتل الصحة أن يثير حماس الملايين كي يشاركوا في مناسبات مثل اليوم العالمي للشباب وشاركوا في جنازته بل ويذهبون الى الكنيسة بانتظام ولو حتى بأعداد قليلة خاصة في اوروبا.

والتحدي الان أمام قادة الكنيسة الكاثوليكية هو كيفية الحفاظ على ولاء الشبان الذين قد يهجرون الكنيسة الى ممارسات روحية اخرى أو العمل الخيري.. أو اللامبالاة.

وتساءل مورفي اوكونور كردينال لندن "كيف تؤثر في اناس هم في غاية التأثر. على الكنيسة الكاثوليكية أن تعثر على طرق جديدة يمكن التأثير بها في الناس."

والتعليقات من الشبان الذين تدفقوا من شتى أنحاء اوروبا لوداع البابا يوحنا بولس الثاني يوم الجمعة الماضي إنما تظهر كيف أنهم ربطوا
بين الكنيسة والبابا الراحل.

قالت ماريا بيك (21 عاما) من بافيا في ايطاليا ردا على سؤال بشان البابا الجديد الذي تريده "اننا بحاجة الى نسخة جديدة منه. سنحتاج الى وقت طويل لقبول اين من سيكون البابا الجديد. اذا ما كنا سنتمكن فعلا من تقبل" أحد اخر.

وقالت كاترينا شيلدز (18 عاما) انها كانت تأتي الى روما لرؤية البابا سنويا كل صيف طوال السنوات العشر الماضية لكنها لم تكن تذهب الى
الكنيسة كل اسبوع في مقر اقامتها في دبلن.

وتابعت "لقد فهمنا. إنه البابا الوحيد الذي عرفته وأردته. لا أحد سيتمكن من أن يحل مكانه."

وقال كثيرون بوضوح إنهم لم يتبعوا تعاليمه. قال مانويلا جوالدي الشاب الايطالي من البندقية "لا نتفق مع كل ما قاله مثل )لا تستخدموا
الواقي الذكري. انه لم يكن مثاليا الا أننا في الاغلب نتفق معه."

وأحد أول الاسئلة المطروحة الان تتعلق بما اذا كان اليوم العالمي للشباب الذي يقام سنويا سيستمر بمثل هذه الشعبية دون عنصر الجذب
الرئيسي.

واستبعد الكردينال جواكيم مينسر الذي سوف تستضيف كنيسته في كولونيا بالمانيا احتفالات اليوم العالمي للشباب في اغسطس اب المقبل المخاوف المثارة في هذا الشأن.

وقال إن البابا الجديد قد يشارك ربما بنشاط أكبر في أنشطة ترفيهية بأكثر مما أمكن للبابا الراحل أن يفعل في ظل تداعي صحته.

وقال لراديو صوت المانيا "البابا الجديد سيقوم بأول رحلة خارجية له الى كولونيا. سنضع له برامج أقوى مما كنا سنعده ليوحنا بولس الثاني. البابا الجديد سيحتاج على الارجح الى تعريف نفسه للشبان."

وقبل أن ينأى الكرادلة بأنفسهم عن الاعلام في مطلع الاسبوع فقد بحثوا أسباب كل هذه المحبة من الشبان للبابا.

وقال كردينال بروكسل جودفرايد دانييلز فيما يشير الى ان البابا الراحل هو الشخصية العامة الوحيدة التي لم تقدم على أي تنازلات "يوحنا بولس الثاني كان الاب. لقد عشنا في جيل بلا اباء."

وأضاف "لم يقبل الجميع كل ما قاله. لكن ثمة نوعا من الثقة المتبادلة وهذا مهم جدا فيما يتعلق بالبابا الجديد."

ويبدو بعض الكرادلة الاوروبيين حريصين على صنع أفضل ما يمكن من الوضع السيء القائم. وعشرة في المئة فقط من الكاثوليك يحضرون الصلوات في العديد من الدول الاوروبية وهم في الاغلب من كبار السن.

قال ميرفي اوكونور (72 عاما) "عندما كنت صغيرا كان الناس )صنفان( ممارسون )للشعائر( أو مرتدون."

ويتم التعبير عن الايمان الان بصور شتى كما قال. وتابع "ان عدم توجههم للكنيسة لا يعني أنهم غير مسيحيين أو أنهم ليسوا كاثوليك أو أنهم غير ورعين."

ويرى دانييلز أن كثيرين من الشبان الذين ينتظرون ساعات في طابور طويل لتوديع جثمان البابا الراحل لا يتكبدون مشقة حضور الصلوات في
كنائسهم المحلية.

وقال "يثبت ذلك أنه كي يكون المرء كاثوليكيا أو مسيحيا فان الأمر لم يعد يعني مباشرة ممارسة الشعائر الاسبوعية بانتظام."

وقال دانييلز محاولا ايضاح هذه المسألة أكثر "ليس كل مشجعي أحد أندية كرة القدم يتوجهون للملعب اسبوعيا لحضور مبارياته. الا أنهم مع
ناديهم."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى