المحطة الأخيرة....(دمعة على ابني الذي فقدته ! )

> محمد مرشد ناجي :

> .. فأي دمعة حزن ذرفتها العين على ابني أحمد عبدلله عراسي، لا ..لا .. لم تكن دمعة واحدة أمام هول الفاجعة التي نزلت علي وعلى صحبي، وانهمرت الدموع بغزارة، ولم تتوقف إلا بعد أن توارى جثمانه الطاهر.

والبلاغ ... كان من صديق نعرفه بالمزاح الثقيل على طريقة (الكذبة الأبريلية)، ولكنه في هذه المرة كان يصرخ صرخة ممزوجة بالبكاء: (يا بوعلي) الابن الغالي أحمد عبدالله عراسي مات وهو في طريقه لزيارة صديق في (الوهط). المبلغ الصديق أحمد يوسف النهاري.

ونهضت من مجلسي بعد أن خطر بذهني (عمار) النجل الأكبر للفقيد، لعل الفاجعة قد أثرت عليه بشيء ما، وبدون أن أشعر اخترقت الجمع الحاشد بالمئات أمام منزل الفقيد، واختلطت بالنسوة على السلم المؤدي إلى بيت الفقيد، وصوت يناديني وأنا أسأله أين عمار؟ وعدت لأرى (عمار) ينتحب، وحمدت الله على النتيجة.

كان القاضي أحمد عبدالله عراسي إنساناً يحمل بين حناياه وجوارحه كل معاني الإنسانية، وحب الناس وخدمتهم على كافة الصعد، ولذلك أجمعت الأمة على احترامه وحبه.

وعندما انتشر نبأ وفاته هرع الناس من كل حدب وصوب إلى منزله، وظلوا ساهرين حتى الفجر في انتظار جثمانه الطاهر كي يشاركوا في تشييع جنازته رحمه الله، وفي ثلاثة أيام (المجابرة) بلغ عدد الذين حضروا بالآلاف، مما اضطر أحدهم أن يسألني عن سر هذه الشعبية الكبيرة للفقيد لمعرفته بصلتي به، هذه الصلة التي غدت كصلة الابن بأبيه، فقلت:«الابن الفقيد ما كان إلا نسخة ناصعة من أبيه الشيخ عبدالله علي عراسي، الذي كان يحب الناس، كل الناس ويقدم الخدمة لكل من يطلبها منه، والأيادي العظيمة التي أسداها الشيخ عبدالله وأنا واحد منهم، لا يمكن الإحاطة بها لكثرتها، والكشف حتى عن القليل منها غير لائق، وأنا الوحيد العالم بأسرارها.

هذه إلمامة موجزة عن ابني الفقيد أحمد عبدالله عراسي، الذي فجعنا بوفاته لصغر سنه، وقد كان لوفاته وقع أليم في نفوس الناس كافة، وما كان بمستغرب أن يلتف الناس بكثافة لتشييعه وتكريمه، فإلى جنة الخلد يا ولدي الحبيب، إنا لله وإنا إليه راجعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى