استقالة قائد الامن العام بلبنان قبل ساعات من اتمام الانسحاب السوري

> بيروت «الأيام» عن رويترز :

> قدم اللواء الركن جميل السيد قائد الامن العام بلبنان والمؤيد لسوريا استقالته يوم امس الاثنين قبل ساعات من اتمام الانسحاب السوري من لبنان بعد 29 عاما من الهيمنة العسكرية والمخابراتية.

وقال السيد في كتاب الاستقالة "ان قادة المؤسسات الامنية يعينون عادة مع سياسة ويتغيرون مع تغييرها."

وكان قائد الامن العام قدم طلبا ليضع نفسه تحت تصرف مكتب رئيس الوزراء طوال عمل لجنة التحقيق الدولية في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. ويحمل كثير من اللبنانيين المسؤولية في اغتيال الحريري على قادة الاجهزة وسوريا. وتنفي دمشق أي تورط في الحادث.

وتحت ضغط دولي ولبناني بدأت سوريا في الثامن من اذار مارس الماضي سحب قواتها من لبنان. ومازال بضع مئات من القوات السورية في سهل البقاع الشرقي فيما يستعد الجيش اللبناني لوضع يده على مركز المخابرات السورية الرئيسي في مدينة عنجر.

وكانت المعارضة اللبنانية تكتلت حول مطالب موحدة بعد مقتل الحريري في الرابع عشر من فبراير شباط وابرز هذه المطالب اقالة قادة الاجهزة الامنية اللبنانية المؤيدة لسوريا واجراء الانتخابات في موعدها والانسحاب السوري الكامل من لبنان.

وكان مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج قد وضع أيضا نفسه الاسبوع الماضي تحت تصرف وزير الداخلية وهو ما يعني التنحي فعليا.

ويعتبر جميل السيد المقرب من دمشق أقوى شخصية أمنية في لبنان بعد الحرب الاهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990 ولعب دورا اساسيا في اعادة بناء قوى الامن اللبنانية مما ساعد على عودة الاستقرار في فترة ما بعد الحرب.

ولكن بعض السياسيين اللبنانيين ينتقدونه ويعتبرون انه استعمل مركزه لفرض النفوذ السوري على الحياة السياسية في لبنان.

وجاء في طلب الاستقاله الذي قدمه السيد "اتشرف بتقديم طلب انهاء خدمتي وقبول الاستقالة وفقا للاصول القانونية النافذة والتفضل بالعرض على مقام مجلس الوزراء لاجراء اللازم بشأنها."

وأضاف السيد في خطاب الاستقالة "كنت قد صرحت بتاريخ سابق بان قادة المؤسسات الامنية يعينون عادة مع سياسة ويتغيرون مع تغيييرها.. وكانت التطورات السياسية المتلاحقة قد ادت عمليا وحتى قبل حصول الانتخابات النيابية الى تغيير وتبدل في جزء كبير من السياسة التي اتت بي كمدير عام للامن العام."

وشكل رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي حكومة الاسبوع الماضي وقال انه سيسعى على الفور الى تنحية قادة الامن المؤيدين لسوريا تمشيا مع مطالب المعارضة اللبنانية.

ومن ناحية أخرى سحبت سوريا مئات الجنود من لبنان. وقال شهود عيان ان القوات السورية احرقت وثائق وهدمت بعض الجدران وردمت خنادق وهي تخلي اخر مواقعها العسكرية في البقاع.

واضاف الشهود ان القوات السورية انسحبت من عدة مواقع في سهل البقاع الشرقي امس الاول وان 150 شاحنة تقل جنودا ودبابات ومدفعية عبرت الحدود الى خارج لبنان.

وقال مصدر امني لبناني امس الاثنين ان الجيش اللبناني تسلم اخر حواجز المخابرات السورية في البقاع ومن المتوقع ان تكون القوى الامنية اللبنانية قد تولت السيطرة على مقر المخابرات الرئيسي في عنجر قبل نهاية اليوم.

واضاف المصدر ان معظم الجنود المتبقين سيغادرون فيما يغادر اخر جندي سوري اليوم الثلاثاء.

وقالت مصادر امنية أن رستم غزالة رئيس المخابرات السورية في لبنان وقوة سورية رمزية سيكونان اخر من يغادر بعد حفل وداع في سهل البقاع اليوم الثلاثاء قبل ساعات من صدور تقرير الامم المتحدة بشأن مدى التزام سوريا بقرار مجلس الامن الذي يطالب جميع القوات الاجنبية بالانسحاب من لبنان.

وسيغلق الطريق العسكري الخاص الذي يربط بين البلدين بعد حفل الوداع وسيتولى الجيش اللبناني السيطرة على مقر المخابرات السورية في بلدة عنجر.

ومنح الرئيس اميل لحود وسام الارز الوطني من رتبة الوشاح الاكبر وهو اهم وسام يمنحه الرئيس الى كل من نائب القائد العام للجيش والقوات المسلحة وزير الدفاع السوري العماد حسن تركماني ورئيس هيئة الاركان العامة للجيش والقوات المسلحة العماد علي حبيب للمساعدة في إعادة بناء الجيش اللبناني والمساهمة في إعادة الاستقرار بعد الحرب.

كما منح وسام الارز الوطني من رتبة ضابط اكبر الى ضباط كبار في الجيش والمخابرات السورية منهم العميد رستم غزالة.

وجاء في بيان صادر عن القصر الجمهوري ان هذه الاوسمة اتت "عشية انتهاء مهمة القوات العربية في لبنان وتقديرا للدور الذي لعبته خلال السنوات الماضية في تحقيق الامن والاستقرار في الاراضي اللبنانية وكذلك المساعدة على اعادة توحيد لبنان ومنع تقسيمه وبناء مؤسساته الامنية وتقديم المساعدات العينية لها."

وتسابق سوريا الزمن لانهاء وجودها العسكري المستمر منذ 29 عاما في لبنان تمشيا مع قرار مجلس الامن الصادر في سبتمبر أيلول الماضي. وكانت قد وعدت باكمال الانسحاب في موعد أقصاه 30 أبريل نيسان لكنها ستنجز وعدها قبل حلول ذلك الموعد بنحو أربعة أيام.

وتجاهل كوفي عنان الامين العام للامم المتحدة اعتراضات أمريكية على تأجيل تقديم التقرير المتعلق بالتزام سوريا بالانسحاب الى مجلس الامن لمدة أسبوع حتى اليوم عندما يصل فريق من الأمم المتحدة الى دمشق للتأكد من اتمام الانسحاب السوري.

وقال مسؤول في مكتب الامم المتحدة إن الفريق يأمل في أن يأخذ من المسؤولين السوريين خرائط للمواقع التي اخلوها اضافة الى بعض التقارير.

واضاف المسؤول ان الفريق سيسافر بعد ذلك للبنان حيث من المتوقع أن يتحقق من الانسحاب السوري.

وهيمنت سوريا التي دخلت قواتها لبنان في أوائل الحرب الاهلية التي استمرت بين عامي 1975 و1990 على الشؤون اللبنانية منذ انتهاء الحرب.

وكان لسوريا نحو 14 ألف جندي متمركزين في لبنان قبل أن تبدأ في سحبهم في الثامن من مارس اذار في مواجهة الضغوط الدولية والاحتجاجات اللبنانية.

وكانت سوريا قد خفضت بالفعل من حجم قواتها في لبنان من نحو 40 الف جندي منذ خمسة أعوام.

ومن المقرر ان يبدأ البرلمان اللبناني اليوم الثلاثاء مناقشة البيان الوزاري قبل منح الثقة يوم غداً الاربعاء للحكومة الجديدة المطالبة بالتحضير للانتخابات البرلمانية المقررة خلال مايو ايار المقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى