> في ظل انعدام خشبة المسرح المؤهلة تقنياً، لتقديم الأعمال الدرامية التي يستطيع الفنان المسرحي من خلالها أداء رسالته الإبداعية السامية تجاه مجتمعه، أصبح التلفزيون يحتل مصدر الصدارة والريادة في هذا الاتجاه عوضاً عن المسرح، والقائم بأعماله حتى يقدر المولى عزوجل أمراً كان مفعولاً، وإلى ذلك الحين يضطلع التلفزيون عموماً بقناتيه الفضائية وتلفزيون عدن، بمهام وأدوار جسام، وبالأخص تلفزيون عدن، في تنشيط وتفعيل الدراما التلفزيونية، خدمة لجماهير مشاهديها، وانتشال وضعية الركود التي تعانيها الحركة الثقافية والفنية اليوم، وفاءً و تقديراً لذلك الموروث التراثي الذي اكتنزه تلفزيونياً خلال أكثر من أربعين عاما منذ نشأته، والمتمثل بالارتباط الحميم والوثيق له مع الأعمال الدرامية التي كانت تقدمها الفرق الأهلية في سهرة أسبوعية (مساء كل أحد)، على مسرح التلفزيون، وعلى الهواء مباشرة، وما لحق ذلك من أعمال فنية من تمثيليات ومسلسلات تلفزيونية.

وفي هذا السياق ومن وحي أن الشيء بالشيء يذكر، يأتي ذكر فرقة «المصافي الكوميدية» التي كانت إحدى الشخصيات الاعتبارية الفاعلة في صنع لمحات من تاريخ الدراما التلفزيونية الوضاءة منذ الستينات من القرن الماضي، والتي لا زالت أعمالها التلفزيونية بأبطالها المبدعين محفورة في وجدانات وذاكرة الجمهور، وهي من الفرق الأهلية المسرحية وما زالت نابضة بالحياة، وتدب فيها الروح إلى يومنا هذا، على الرغم من رحيل كوكبة متميزة من أعمدتها وعمدائها الفنانين عن دنيانا الفانية إلى الدار الآخرة أمثال «علي صالح بن صالح»، «الحاج عمر».

وكان خير دليل على استمرار حياة هذه الفرقة المخضرمة تقديمها نصا مكتوبا بعنوان «العمة نقمة» تأليف وإخراج الفنان المسرحي الأستاذ «السيد حسن صالح» لقناة تلفزيون عدن، قبل أكثر من ثمانية أشهر للإطلاع عليه، على أمل إجازته وتقديمه عبر الشاشة الفضية إلى جمهور المشاهدين عشاق فن وأعمال فرقة المصافي الكوميدية.

وهذا العمل الدرامي «العمة نقمة» الذي قال مؤلفه ومخرجه الفنان «السيد حسن صالح» إنه يتناول مشكلة من مشاكلنا الاجتماعية اليومية، وتعاني منها كثير من الأسر اليمنية في الريف والمدينة، وينتج عنها آثار سيئة وضارة بالمجتمع والفرد، ومعالجتها بموضوعية، وبقالب كوميدي ساخر تدور أصدائها حول تسلط العمة (أم الزوج أو الزوجة) على مقدرات وشؤون وخصوصيات الحياة الزوجية لأولادهم،

ثم يتساءل الفنان «السيد حسن صالح» عن عدم الرد من قيادة تلفزيون عدن، إما بالموافقة أوالرفض للعمل، علماً-كما يقول- أن الفرقة قد استكملت إجراء التدريبات (البروفات)، وجاهزة لتقديم العمل وتسجيله عند إعطائها الضوء الأخضر..

شخصياً.. أعتقد أن فترة ثمانية أشهر كافية لتقف الفرقة أمام الضوء الأحمر حتى تتمكن من الدخول إلى استديوهات قناة تلفزيون عدن.