الوباء الخطير .. الميكروب الطبيب

> «الايام» علي عوض ديلع - أبين / زنجبار

> وباء وبلاء ومرض وجوع وجهل وتسيب وتكتم وكلام للاستهلاك وضحك على الذقون وذر الرماد على العيون في الوقت التي هذه الآفة المكيروبية الخبيثة تستشري بسرعة فائقة وتنخر دون شفقة في جسم مجتمعنا، وها هو أمام أعيننا يحتضر ويلفظ آخر أنفاسه، والميكروبات القاتلة تنتقل بكل حرية دون استئصال لها ودون خجل منها أو خوف أو تستر أو وازع ديني ينهشون ويلتهمون ، هذه الميكروبات النشطة تمتلك أملاكاً عظيمة من العقارات والأرصدة البنكية، والمذهل الغريب في هذه الميكروبات إنها ميكروبات فريدة من نوعها إذ هي سريعة التأثر بما تنقله الميكروبات الأخرى من فيروسات ولا تقدر على تحمل أعراضها كفيروس احتقان الأنف (الزكام) فإذا أصيب به فيلزم سرعة سفرها للعلاج في الخارج بينما مئات المرضى بسبب الميكروبات الأخرى يموتون كمداً وحرقة وحرماناً من الأدوية والعلاجات الباهضة الثمن أما في منازلها أو الشوارع أو تحت الأشجار.

هذه الميكروبات التي تحولت إلى قطط سمينة كل ما يهمها هو أن تضمن لها ولعشيرتها استمرارية الحياة وتحقيق ما تشتهيه أنفسهم وضمان المستقبل الناجح والتعليم العالي والمنصب الكبير، أما المنسوبة إلى الميكروبات الأدنى فهي سرعان ما يداهمها الموت وهي في طورها الأول، ومن كتبت لها الحياة منها فهي حمل ثقيل على كاهل أولياء أمورها (الإملاق) فينفقون عليه تكلفة فوق وسعهم وهو (طفل) ثم (تلميذ) ثم (طالب) فإذا تخرج متفوقا وتقدم لطلب الوظيفة فما جزاؤه إلا أن يعذب عذابا شديداً أو يسجن فيحكم عليه بحكمين روتينيين جزاء لما اقترفه من فقر وعوز الحكم الأول الإقامة الجبرية (الحبس) في قائمة الانتظار السحرية لسنوات طويلة وإن كان مستعجلا ويريد الحصول على الوظيفة في الحال فلا يحبس بل عليه دفع غرامة مالية قدرها (300000) لصالح (صندوق إنعاش الميكروبات).

هذا الوباء قد تم تشخصيه وأصبح معروفا والميكروبات الناقلة له مصلها متوفر للقضاء عليها ولكن الطبيب لا يزال مرقد في غرفة العناية المركزة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى