> عدن "الأيام" خاص:
برلماني: رئيس مجلس القيادة لن يتجرأ على مواجهة مشروع استقلال الجنوب
> في خضم الجدل السياسي المتصاعد حول مستقبل الوحدة بين الجنوب والشمال، أطلق البرلماني اليمني علي العمراني اتهامات مباشرة ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد العليمي، متسائلاً عن موقفه مما أسماه "مشروع الانفصال الجنوبي"، وتحديداً في ظل زيارته الحالية إلى روسيا، التي سبق وأن استقبلت عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا موسكو صراحة لدعم استقلال الجنوب.
العمراني، في منشور على حسابه بمنصة "فيسبوك"، عبّر عن قناعته بأن العليمي لن يتجرأ على مطالبة روسيا صراحة بدعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه، رغم قناعته بخطورة المشروع الانفصالي الذي تتبناه جهات جنوبية علنًا، وعلى رأسها المجلس الانتقالي.
وقال العمراني "العليمي لم يسبق له أن طالب بذلك، لا مع الحلفاء ولا مع الدول الشقيقة التي تساند الوحدة اليمنية تلقائياً كجمهورية مصر العربية".
غير أن هذا "الصمت" الذي يراه البعض تهرباً، يمكن تفسيره من زاوية أخرى على أنه دهاء سياسي محسوب من العليمي، في ظل تركيبة مجلس القيادة الرئاسي التي تضم تيارات متناقضة، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنى مشروع حل الدولتين صراحة، ففي بيئة سياسية مشحونة وهشة، يبدو أن العليمي يتجنب أي خطاب أو موقف قد يفاقم الانقسامات داخل المجلس أو يفتح باب المواجهة المباشرة مع شركائه الجنوبيين، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك المنظومة الشرعية برمتها.
مصادر سياسية مقربة من الرئاسة تلمّح إلى أن العليمي يدرك تماماً خطورة الاستفزاز السياسي في هذه المرحلة، ويدير الملف الجنوبي بمنطق "احتواء الانقسام" لا تأجيجه، حتى وإن بدا في بعض الأحيان متماهيًا مع مطالب الطرف الجنوبي أو صامتاً تجاهها. فالإصرار على خطاب الوحدة في محافل دولية قد يُفسّر كموقف معادٍ لشريك رئيسي في مجلس القيادة، وهو المجلس الانتقالي، مما قد يجر البلاد نحو مزيد من التوتر، بل ويهدد وجود ما تبقي من الشرعية اليمنية التي تتخذ من عاصمة الجنوب عدن عاصمة مؤقته لها.
اتهامات جنوبية
في المقابل، لا تخفي أطراف جنوبية استياءها من هذا "الهدوء الدبلوماسي" للعليمي، وتذهب أبعد من ذلك باتهامه بأنه يشكل الخطر الأكبر على مشروع استعادة الدولة الجنوبية، بسبب ما تصفه بـ"نجاحه في احتواء قيادات المجلس الانتقالي وترويضهم سياسيًا"، إذ يرى ناشطون جنوبيون أن زيارات العليمي الخارجية، التي كثيراً ما يرافقه فيها عيدروس الزبيدي نفسه، لم تؤدِّ إلى نتائج تصب في صالح مشروع الجنوب، بل تم استخدامها كغطاء سياسي لتجميد المطالب الانفصالية.
ويشير منتقدو العليمي من داخل التيار الجنوبي إلى أن تراجع أو غياب الخطاب الجنوبي المتشدد عن قيادات الجنوب في بعض المحافل الدولية يعود إلى تأثير العليمي المباشر، الذي نجح ـ حسب وصفهم ـ في "تذويب الأجندات الجنوبية داخل الإطار الرئاسي"، ما يعد تجاوزا فجا لتطلعات شعب الجنوبي، الذي ما يزال يطالب باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
حسابات التحالف
العليمي يدرك أيضًا أن ملف الوحدة والانفصال يرتبط بتوازنات إقليمية معقدة داخل التحالف العربي الداعم للشرعية، حيث تختلف وجهات النظر حول مستقبل الجنوب ودوره.
وتشير تحليلات إلى أن العليمي يوازن بدقة بين الضغوط الداخلية للمجلس الرئاسي، وبين حسابات التحالف، وبين الضرورات الوطنية، ساعياً إلى تجنب اتخاذ موقف حاد قد يُنظر إليه كانحياز لطرف على حساب آخر، في وقت يتطلب التماسك والمرونة أكثر من أي وقت مضى.
ختامًا.. سواء أكان موقف العليمي دهاء سياسياً هادئاً أو تهرباً فعلياً من التصدي لمشروع الانفصال، فإن ما لا يمكن إنكاره هو أن المشهد اليمني بات مفتوحاً على سيناريوهات شديدة التعقيد. فبينما يرى البعض في العليمي "حارساً لوحدة اليمن بصمت"، يعتبره آخرون "أداة احتواء لمشروع الجنوب"، في معادلة لا يبدو أن حلها بات قريبًا.
> في خضم الجدل السياسي المتصاعد حول مستقبل الوحدة بين الجنوب والشمال، أطلق البرلماني اليمني علي العمراني اتهامات مباشرة ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي، د. رشاد العليمي، متسائلاً عن موقفه مما أسماه "مشروع الانفصال الجنوبي"، وتحديداً في ظل زيارته الحالية إلى روسيا، التي سبق وأن استقبلت عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي دعا موسكو صراحة لدعم استقلال الجنوب.
العمراني، في منشور على حسابه بمنصة "فيسبوك"، عبّر عن قناعته بأن العليمي لن يتجرأ على مطالبة روسيا صراحة بدعم وحدة اليمن وسلامة أراضيه، رغم قناعته بخطورة المشروع الانفصالي الذي تتبناه جهات جنوبية علنًا، وعلى رأسها المجلس الانتقالي.
وقال العمراني "العليمي لم يسبق له أن طالب بذلك، لا مع الحلفاء ولا مع الدول الشقيقة التي تساند الوحدة اليمنية تلقائياً كجمهورية مصر العربية".
غير أن هذا "الصمت" الذي يراه البعض تهرباً، يمكن تفسيره من زاوية أخرى على أنه دهاء سياسي محسوب من العليمي، في ظل تركيبة مجلس القيادة الرئاسي التي تضم تيارات متناقضة، أبرزها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتبنى مشروع حل الدولتين صراحة، ففي بيئة سياسية مشحونة وهشة، يبدو أن العليمي يتجنب أي خطاب أو موقف قد يفاقم الانقسامات داخل المجلس أو يفتح باب المواجهة المباشرة مع شركائه الجنوبيين، وهو ما قد يؤدي إلى تفكك المنظومة الشرعية برمتها.
مصادر سياسية مقربة من الرئاسة تلمّح إلى أن العليمي يدرك تماماً خطورة الاستفزاز السياسي في هذه المرحلة، ويدير الملف الجنوبي بمنطق "احتواء الانقسام" لا تأجيجه، حتى وإن بدا في بعض الأحيان متماهيًا مع مطالب الطرف الجنوبي أو صامتاً تجاهها. فالإصرار على خطاب الوحدة في محافل دولية قد يُفسّر كموقف معادٍ لشريك رئيسي في مجلس القيادة، وهو المجلس الانتقالي، مما قد يجر البلاد نحو مزيد من التوتر، بل ويهدد وجود ما تبقي من الشرعية اليمنية التي تتخذ من عاصمة الجنوب عدن عاصمة مؤقته لها.
اتهامات جنوبية
في المقابل، لا تخفي أطراف جنوبية استياءها من هذا "الهدوء الدبلوماسي" للعليمي، وتذهب أبعد من ذلك باتهامه بأنه يشكل الخطر الأكبر على مشروع استعادة الدولة الجنوبية، بسبب ما تصفه بـ"نجاحه في احتواء قيادات المجلس الانتقالي وترويضهم سياسيًا"، إذ يرى ناشطون جنوبيون أن زيارات العليمي الخارجية، التي كثيراً ما يرافقه فيها عيدروس الزبيدي نفسه، لم تؤدِّ إلى نتائج تصب في صالح مشروع الجنوب، بل تم استخدامها كغطاء سياسي لتجميد المطالب الانفصالية.
ويشير منتقدو العليمي من داخل التيار الجنوبي إلى أن تراجع أو غياب الخطاب الجنوبي المتشدد عن قيادات الجنوب في بعض المحافل الدولية يعود إلى تأثير العليمي المباشر، الذي نجح ـ حسب وصفهم ـ في "تذويب الأجندات الجنوبية داخل الإطار الرئاسي"، ما يعد تجاوزا فجا لتطلعات شعب الجنوبي، الذي ما يزال يطالب باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
حسابات التحالف
العليمي يدرك أيضًا أن ملف الوحدة والانفصال يرتبط بتوازنات إقليمية معقدة داخل التحالف العربي الداعم للشرعية، حيث تختلف وجهات النظر حول مستقبل الجنوب ودوره.
وتشير تحليلات إلى أن العليمي يوازن بدقة بين الضغوط الداخلية للمجلس الرئاسي، وبين حسابات التحالف، وبين الضرورات الوطنية، ساعياً إلى تجنب اتخاذ موقف حاد قد يُنظر إليه كانحياز لطرف على حساب آخر، في وقت يتطلب التماسك والمرونة أكثر من أي وقت مضى.
ختامًا.. سواء أكان موقف العليمي دهاء سياسياً هادئاً أو تهرباً فعلياً من التصدي لمشروع الانفصال، فإن ما لا يمكن إنكاره هو أن المشهد اليمني بات مفتوحاً على سيناريوهات شديدة التعقيد. فبينما يرى البعض في العليمي "حارساً لوحدة اليمن بصمت"، يعتبره آخرون "أداة احتواء لمشروع الجنوب"، في معادلة لا يبدو أن حلها بات قريبًا.