الحكم الدولي أحمد قائد سيف في ضيافة «الأيام الرياضي» الحكم اليمني بحاجة إلى تأهيل مستمر...أتعامل مع كل المباريات بأهمية دون الالتفات لأسماء الفرق

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم :

>
حكام كرة القدم، أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليهم تسمية (قضاة الملاعب)، يعتبرون من أهم أسباب نجاح أو فشل المسابقات، وذلك من خلال الإجادة في إدارة المباريات أو العكس، حيث يمكن أن يتسبب خطأ ما من قبل أي حكم في تغيير مسار بطولة أو تغيير نتيجة مباراة .

ضيفنا لهذا الأسبوع هو أحد قضاة الملاعب المتميزين في ملاعبنا، والذي يقدم دائماً الأداء التحكيمي المطلوب عندما يتواجد في الملعب كحكم ساحة أو كحكم مساعد، وينجح في أداء مهامه بخفة ونشاط وثقة،وذلك ما أعطاه الامتياز والتواجد في كثير من المشاركات العربية والآسيوية ليسجل حضوره الناجح، وهو ما عودنا عليه بشهادة الجميع، فاستحق على ذلك أن يوضع اسمه بين أفضل الحكام على الساحة.. إنه الحكم المتميز أحمد قائد سيف .. فتعالوا لتقرأوا ما دار بيننا من حوار:
كابتن أحمد نرحب بك أولاً ضيفاً في «الأيام الرياضي».

- أهلاً بكم.

الحكم الدولي أحمد قائد سيف
الحكم الدولي أحمد قائد سيف
كابتن أحمد قائد، دعنا نخرج عن المعتاد ونسألك عن رأيك بمستوى الحكام بعد نهاية دور الذهاب كحكم؟

- من خلال متابعاتي لكثير من المباريات أستطيع أن أقول إن المستوى العام كان فوق المتوسط، وذلك من خلال المستوى العام للفرق التي تأرجح مستواها الفني، وأنت لاحظت أن المستوى المتميز لم نره إلاّ في عدد من المباريات لهذا فإن التحكيم بشكل عام كان مستواه فوق المتوسط.

وأنت كيف قيمت أداءك في المباريات التي أدرتها سواء كحكم ساحة أو كحكم مساعد؟

- أنا أقول الحمد لله على أنني وفقت في إدارة المباريات التي أسندت إليّ، وأنا كحكم أقيم نفسي من خلال عدة أمور منها: درجات التقييم التي تمنح لنا من قبل المراقبين، وهي كانت طيبة، إضافة إلى أن الحكم عندما يقود المباراة دون مشاكل بإدارته الجيدة،أيضاً ذلك يعتبر تقييماً إيجابياً، لذلك أنا قيمت نفسي من خلال ما ذكرته وهو تقييم ايجابي رغم اعترافي هنا بأن الأخطاء واردة دائماً في المباريات، ولكن أهم شيء أن تكون تلك الأخطاء عادية وغير مؤثرة.

ما الصعوبات التي تواجهونها في إدارة المباريات؟

- نحن نواجه بعض الصعوبات من خلال تعاملنا مع لاعبين لايعرفون شيئاً عن قانون الكرة الدولي بمعنى أن اللاعب يحتج على كل شيء ويريد (فاول) على كل لعبة، وهنا على الأندية يقع دور هام جداً في توعية لاعبيها، لأن ذلك سيساعدنا كثيراً من خلال قلة الاحتجاجات، وهذا الموسم أنت تعرف أن الهبوط لأربع فرق جعل الأعصاب تفلت بشكل متزايد، فالكل لا يريد أن يخسر، وسلم الترتيب واضح حيث أن النقاط متقاربة وكل ذلك يجعل المدرب يحتج واللاعب يحتج حتى الإداري والجمهور، ولكن من دون فهم، وهذه كلها أمور تصعب أحياناً وليس دائماً من أداء مهامنا.. إضافة إلى سوء أرضية بعض الملاعب كما حصل في مباراة وحدة صنعاء والتلال، التي كانت مباراة رائعة في كل شيء ولكن التراب والغبار أفسد أموراً كثيرة.

إذا حصل وأخطأت وأدركت ذلك أثناء سير المباراة هل يدور في بالك مسألة التعويض؟

- لا.. هذا الكلام أنا لا أضعه في حساباتي نهائياً، والحكم إذا أخطأ عليه أن يتحمل نتيجة ذلك، وأنا إذا حصل لي ذلك فلا يبقى في بالي ذلك واهتم بمجريات المباراة التالية، وأضع تركيزي كله في هذا الاتجاه فمسألة التعويض يجب أن لا تكون حاضرة عند أي حكم.

طيب أنت كيف يمكن أن تتفادى الأخطاء الجسيمة والمؤثرة في نتائج المباريات؟

- شوف كل الحكام يقعون في أخطاء في كل بقاع العالم، وأنت ترى حكاماً كباراً جداً يقعون في ذلك، إنما أنا أستطيع أن أقول إن الحكم بإمكانه عدم الوقوع في الأخطاء من خلال إجادته التعامل مع اللاعبين داخل الملعب، والتعرف على إمكانياتهم، وكذلك التحركات داخل الملعب يجب أن تكون مدروسة وفق مجريات اللعب، واتجاه الكرة في اختيار زاوية الرؤية السليمة، التي تتيح للحكم المتابعة الجيدة، ومع ذلك أحياناً تحصل مثل هذه الأخطاء، وأنا والحمد لله لم أقع في أي خطأ فادح أو مؤثر.

كابتن هل تقوم بمشاهدة المباريات المتلفزة للوقوف على الأخطاء والاستفادة؟

- مشاهدة المباريات وعرضها شيء مفيد جداً ويساعد الحكم على التعرف على أخطائه إلاّ أننا نفتقد ذلك الشيء، والحكام اليوم يعرفون أخطاءهم من خلال تقرير المراقب الفني، وهي ناحية غير كافية ،لأن الحكم يستطيع أن يدخل في نقاش وإظهار أنه كان على حق، كما أن التقرير قد يشير إلى أمور الجري الجانبي أو الأمامي...إلخ.. ولكن الفيديو يجعل الحكم ينظر بعينه ويستفيد، ونحن نفتقد مثل هذا الشيء الذي يعود بفائدة كبيرة في جانب تطوير الحكام لذلك أنا أتمنى أن نشاهد أخطاء الحكام على التلفزيون كما في كل العالم.

متى يراودك الخوف في المباريات؟

- أنا شخصياً أعطي كل المباريات التي أديرها أهمية واحدة، بغض النظر عن هوية الفريقين المتباريين، فالخوف لا يراودني في المباريات مادمت أعدّ نفسي بشكل جيد وسليم.

اختيار طاقم لإدارة مباراتين متتاليتين خلال يومين، ألاّ يؤثر على أداء الحكم؟

- أبداً .. لأن حكم الساحة يؤدي المباراة الثانية كمساعد حكم مما يقلل المجهود.

ولكن يقال إن الحكم يأتي يوم المباراة بغرض الاستفادة من المخصص بمعنى بدل أن يجلس أربعة أيام يختصرها بيومين فقط؟

- يا أخي ما نأخذه نحن الحكام لا يعتبر شيئاً، وهو مبلغ زهيد، وما يعطى للحكم لأربعة أيام بالكاد يكفي ليومين، وهذا الشيء يحصل من قبل الحكام حتى تتوازن الأمور بين الإقامة والتغذية والمواصلات .

كابتن .. بعيداً عن الدوري فأنت محصور دولياً في المشاركة كحكم مساعد، فماذا تقول حول ذلك؟

- أنا عندما ترشحت في عام 98م كان يتواجد على الساحة حكام كبار أصحاب خبرة واسعة ومتميزة، لذلك فكرت أن أكون حكماً مساعداً حتى أنال الفرصة في المشاركة في المحافل العربية والآسيوية وكنت على قناعة تامة في ذلك الاختيار، حيث كنت أتابع معاناة الحكام في الحصول على فرص المشاركة الخارجية والتي كانت تأتي على فترات متباعدة، ولهذا أنا سعيد باختياري لأني تحصلت على فرصة الظهور الخارجي بشكل أكبر.

كابتن أحمد.. أعود وأسالك ماذا ينقص الحكم اليمني؟

- ينقصنا الكثير جداً، فالحكم يحتاج الى اهتمام متواصل .. تصور نحن عندما نشارك خارجياً ونسمع من الحكام عن الامتيازات التي يتحصلون عليها نصاب بالصدمة، ولكننا مقتنعون بما هو حاصل من ظروف في بلادنا، ولكن لا بد من توفير الفرص التي تساعد على تطور الحكم بإعطائه فرص التواجد في دورات خارجية، والتنسيق مع دول الجوار التي تربطنا بها علاقات أن يتواجد حكامنا في الدورات التي تنظم، وأن تعطى لهم فرص إدارة مباريات دولية ودية حتى يكتسب الحكم اليمني ثقافة إدارة المباريات التي تساعده في تحسين أدائه عندما ينال فرصة التحكيم في أي مشاركة خارجية، وينقصنا الدعم المعنوي والمادي والتحفيز والكثير.

والإعلام .. هل ينصفكم؟

- الإعلام أحياناً كذا وأحياناً أخرى كذا، يعني الإعلامي لكي ينتقد الحكم يجب أن يكون على دراية بالحالة التي يحاول طرحها.. أما أحياناً فيكون هناك تهجم دون دراية ودون خلفية، ولكن تقدر تقول إن الإعلام الرياضي منصف في بعض الأوقات.

كابتن .. أين تضع نفسك بين الحكام؟

- أنا حكم عامل فاعل، وما يهمني أن أدير المباريات بضمير حي لا يفرق بين أحد، أما التقييم فاتركه لأصحابه ولكن أنا راض عن أدائي التحكيمي.

هناك حكام شباب ظهروا على الساحة .. ماذا تقول عنهم ومن هو أميزهم؟

- الساحة الآن فيها كثير من الحكام الشبان الجيدين، وقد أداروا كثيراً من المباريات في كل المحافظات وفي كل المسابقات، ويحتاجون أن يقف إلى جانبهم القائمون في لجنة الحكام، والاتحاد العام لكرة القدم خاصة، فهناك كثير من الأسماء مثل أنيس سالم وأيضاً عادل عمر الذي عليه فقط إنقاص وزنه لأنه متميز في إدارة المباريات وكثير من الحكام لا يتسع المجال لذكرهم ولكنهم يشكلون إضافة جيدة للمباريات والمسابقات، لأنهم خامات سيكون لها شأن في التحكيم.

كابتن .. قصر قامتك هل يؤثر عليك في التعامل مع اللاعبين؟

- أنا كرجل خط على مستوى الخارج لا تؤثر علي قصر قامتي لأني بعيد عن الاحتكاك باللاعبين، أما في المباريات المحلية فأنا أعرف كيف أتعامل مع ذلك من خلال خبرتي في الملاعب، فأعرف ما يحتاجه الموقف، وأتصرف وفقاً لذلك.

كلمة أخيرة؟

- أولاً الشكر الجزيل لكم على هذه الفرصة ولكل العاملين في الصحيفة ، كما أوجه كلمة إلى كل القائمين على شؤون التحكيم أن يقفوا معنا وأن يقدموا لنا الدعم بكل أنواعه لأن الحكم يؤدي مهاما غير سهلة ويتعب كثيراً من خلال التمارين والسفر وإدارة المباريات، فنرجو أن ينظر لنا بعين أخرى، على أن يُصرف لنا مرتب حتى وإن كان رمزياً حتى يستطيع الحكم أن يساعد نفسه وأن يحس بقيمته .. نتمنى ذلك وشكراً.

على هامش اللقاء
ما يعطى للحكم عند إدارة المباريات شيء زهيد أرجو إعادة النظر فيه.

التأهيل مطلب هام وملح حتى يتطور حكامنا.

التأمين على الحكام خطوة نتمنى أن تتحقق.

الحكام المتميزون لا بد أن تكون لهم الأولوية في التأهيل.

الحكم يحتاج إلى وقفة من الجميع عند أداء مهامه.

التدريب هام جداً لكي ينجح الحكم في إدارة المباريات.

عرض الأخطاء بالفيديو يساعد كثيراً في التعرف على أخطاء الحكم.

بطاقة تعريفية:
الاسم: أحمد قائد سيف

العمر: 38 عاماً

بداية التحكيم: 1987م

المباريات الدولية كحكم مساعد : 40 .

40 مباراة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى