مشاهدات «الأيام» في مستشفى شبام....الطبيب المناوب: نعم تطرح الملاحظات ولكن لا يستجيب أحد

> «الأيام» علوي بن سميط :

> قادتني قدماي الى مستشفى شبام حضرموت العام في منتصف ليل الجمعة الماضي إثر عارض صحي مفاجئ. الطبيب المناوب طمأني بأن الحالة طيبة ونصحني بعدم التدخين أو التقليل منه وبعد أن دفعت (أجرة) الكشف وهو أمر متعارف عليه وإن كان مستشفى حكوميا، أشتريت أيضاً ما وصفه لي من دواء من صيدلية المستشفى.

مستشفى شبام واسع ومخطط بشكل حديث وبني بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية وافتتح بداية التسعينات كمركز صحي ثم رفع قبل ثلاث سنوات الى مستشفى مديرية.. يعمل في الصباح وبتخصصات مختلفة وفي المساء يناوب به طبيب وممرضان وسائق الإسعاف وموظف الصيدلية أي أربعة أشخاص.

حرق كراتين لطرد البعوض
ساعة وصولي وصلت أسرة من شبام لعلاج صغيرها وبعد ساعة وصل مريض يشكو ألما ببطنه من منطقة جعيمة وبعد علاج الطبيب لهما وتحويل مريض البطن لترقيده بقسم الرجال وتركيب (قربة) مغذية له ذهبت إلى القسم وللأسف وجدت الأسرّة متسخة والملايات المفروشة عليها بل بعض منها مازال عليه بضع قطرات دم، ثم بدأ مرافق المريض بتعبئة المكيف الصحراوي بالمياه ونظرت بدهشة إلى الطبيب المناوب والممرضين وسألتهم هل يتحمل المواطن تعبئة الكنديشن؟ فاجابوا بهز الرؤوس تأكيداً وطلبت منهم أن يدلوني على الحمامات وللأسف وجدتها مظلمة وبعضها لا يغلق من الداخل (تجاور قسم الرجال) في قسم النساء في الليلة ذاتها لم تكن سوى مرقدة واحدة منذ أيام بعد أن أجريت لها عملية يرافقها أخوها الذي أجاب عن سؤالي بأن الطبيب المناوب أو الممرضين إذااأستدعيناهم يلبون بسرعة ونشكرهم.. قيمة رسوم العملية (استخراج كيس) دفع فيها ثلاثة ألف ريال.

أثناء تجوالك المسائي في المستشفى ربما تخرج ببعض أو قليل من مرض لكثرة البعوض وإزعاجه بالغرف أو بالممرات التي شاهدت فيها كراتين تحترق ودخانها يلمأ المكان، فتأتيك الإجابة أن المواطنين القادمين في المساء يقومون بذلك اتقاءً للسعات البعوض! وفي الممرات أيضاً صندوقان خشبيان كبيران قيل لي أنهما جهازا أشعة جديدان ومنذ أشهر وهما بذات الوضع. وفي المختبر بعد أن طلبت مشاهدته بالطبع لم يكن معهم سوى المفتاح.. زاد استغرابي أن يكون بنك الدم (طبعا لم يستخدم منذ الاتيان به) عليه هالة من التراب ظننت في البداية أنها ثلاجة صغيرة ولكن عرفت من الطبيب أنه بنك دم.. عدت مرة أخرى الى غرفة معاينة الطبيب المناوب (طبعاً غرفة لايعمل بها مكيف هواء) وأيضاً غرفة نوم الطبيب كذلك.

هذه مشاهدات مجردة وصورتها فالكاميرا لا تفارقني وذهلت مما رأيت خصوصاً وأنني أعلم يقيناً أن مستشفى شبام قدم له رجال الخير من المقيمين والمغتربين أجهزة مهمة جداً للعمل الطبي ومتقدمة أيضاً فلماذا لا يتم تشغيلها مساء للحالات التي تتطلب ذلك؟ كما أن المساعدات والمعونات المقدمة للمستشفى متنوعة من فاعلي الخير والحكومة أيضاً سواء العينية أو غيرها.

نعلم جميعاً أن المستشفيات الحكومية الفحص فيها بفلوس وكذلك العمليات صغرى أم كبرى ، والدواء يشترى من الصيدلية بداخلها ويتوقف المرء حائراً أمام كل هذا ولا نستطيع إضاءة أو تبديل لمبة حمام أو تركيب مزلاج حمام صغير.

جهاز التعقيم الخاص بأدوات العمليات الجراحية كالمقص أو المشرط وما يتبعها موجود ولكنه معطل وعند القيام بالعملية يتم تعقيم الأدوات في سيئون 19 كبلد شرف شبام، الموتور الكهربائي الخاص بالمستشفى معطل وعند انقطاع التيار الكهربائي العام عليك أن تتحمل الظلام والبعوض والحرارة مساءً وصباحاً، الحرارة والازعاج طبيعي في مثل هذه الحالات بالنسبة للمرقدين!

خلال مطلع شهر أبريل قامت لجنة من أعضاء المجلس المحلي بمديرية شبام بالنزول إثر الطرح من عدد من الأعضاء في دورات سابقة حول وضعية المستشفى إلا أن اللجنة لم تكمل نزولها على الرغم من طرح عدد من الموظفين في المستشفى ملاحظات مهمة بل أن اللجنة زارت عدد امن مرفقات المستشفى كاللقاءات بالعاملين الصحيين والإداريين والاطلاع على مداخيل الرسوم المادية التي تجبى وكيفية رقعها.

قبل فترة أيضاً أضرب عدد من الأطباء والعاملين مطالبين بأستحقاقات وتوفير مستلزمات كما رفعت شكوى أيضاً حول مطالبهم ونسخت للمجلس المحلي.

بعد مشاهداتي التي عرضت نماذج منها كان لزاماً أن أتحدث وأسأل الطبيب المناوب في تلك الليلة د.عبده برك محفوظ بالطيور وطرحت عليه الأسئلة فاجاب مشكوراً.

كما أعرف جيداً أن بمستشفى شبام غرفة عمليات أجريت بها عمليات عديدة ولكنها في المساء مغلقة.. إذا جاءتكم حالة وأنتم الليلة مناوب وهذه الحالة تستوجب تدخلا جراحيا او عملية سريعة أو حالة ولادة كيف تتعاملون؟

- بالنسبة للحالات المستعصية والتي تستوجب عملية أو حالات إشتباه كإصبع زائدة تتطلب جراحة طبعاً نستدعي فني المختبر من بيته ونجري الفحوص اللازمة للتأكد من الحالة نفسها واذا تأكد مثلاً انه بالفعل زائدة نتصل بفنيي العمليات وهم من مسافات مختلفة فهم من هو ساكن بقريو أو بالحوطة او بشبام او القارة وذلك يأخذ زمنا طويلا حتى يحضروا الى المستشفى يمكن في ساعة كاملة كي يتواجدوا.

حمامات قسم الرجال ووضعها الحالي بدون نور وأذا أراد استخدامها مريض او مرافق ألا ترون ان هذا وضع غير جيد ايضاً لاحظت اتساخ الملايات (الشراشف على السرر) بالقسم كذلك المواطن يعبئ المكيف بنفسه كل هذا أليس من واجبكم على الأقل اثناء نوباتكم الاشارة له فنحن في مستشفى أليس كذلك؟

- بالنسبة لمثل هذه الاوضاع بالطبع لا تسر وغير لائقة طبياً أتفق معك أنه من غير المعقول أن تكون حمامات بدون اضاءة او المواطن يعبئ الكنديشن بجلب الماء (بالسطول) او أن الفرش متسخة ولا يتم تبديلها لأكثر من ثلاثة أيام أو كثرة البعوض كل هذا نكتبه في دفتر الملاحظات أي دفتر النوبات وموجودة كل ملاحظاتنا الا انه للأسف لم نجد استجابة.. أكثر من ثلاثين ملاحظة طرحتها خلال 4 أشهر أثناء النوبات ولكن لم نجد تغييراً أو حتى استجابة.

كطبيب كم تصل نوباتك المسائية أي نصيبك في الاسبوع أو الشهر؟

- تصل الى سبع نوبات مسائية في الشهر.

متوسط الحالات التي تصل اليكم مساء في النوبات؟

- ثلاثون حالة.

أخبرني البعض من المديرية انه لا يوجد دواء لعلاج اللشمانيا بالمستشفى هنا تحديداً مع أنني أعرف أن الدولة وفرت هذا العلاج مجانيا وأن المديرية شبام من المديريات التي أصيبت باللشمانيا إذا ما جاء أحد اليكم في هذا الوقت مساءاً أو يشتبه بان عنده لشمانيا وعرفتم وتأكدتم أنها كذلك وان الحالة ليست بثورا كيف تتعاملون معها؟

- أولاً بالنسبة لظاهرة مرض اللشمانيا الذي ظهر في الشهرين الاخيرين وانتشر بشكل كبير خصوصاً بمديرية شبام بمنطقة الحوطة وبحيرة والحاوي وجعيمة وغيرها فعلاً العلاج متوفر من قبل الدولة ولكن لا توجد أي قارورة دواء خاص باللشمانيا هنا في المستشفى لذلك نلجأ لتحويل الحالات الى الوحدة الصحية بالحوطة أو الى مستشفى سيئون.

تعمل مناوباً ولديك مساعدان أو ممرضان هل ذلك كاف برأيك؟

- عدم توفر كادر تمريضي على مدار الساعة هو أمر صعب، صحيح أنه مثلاً إذا كان عدد المرقدين كبيرا لا يمكن لممرضين ان يقوما بكافة الاعمال المفترض القيام بها داخل الاقسام.

بعد أن تحدثت مع د. بالطيور الذي أجاب أجابات مباشرة كانت الساعة الواحدة والنصف عندما وصلت أسرة من منطقة قريو لعلاج امراة طاعنة في السن. كما تحدثت مع المناوبين الممرضين الاخوين: برك عمر بن عبيد اللاه وعبيد عباد اللذين قالا: الملاحظات التي لدينا هي نفسها التي شفتها بعينك، أحياناً نعاني من انقطاع التيار الكهربائي وتصبح الامور صعبة خاصة وان الموطور معطل ومشكلة البعوض والمكيفات وهناك بعض الصعوبات التي تواجهنا من حيث بعض العلاجات خاصة للحالات الطارئة كالحروق وحالات حوادث السيارات المستشفى لا يستوعبها في مثل هذا الوقت من ترقيدها الخ.. لذا يتم تحويلها الى مستشفى سيئون»

ختاماً
تلك عينة من المشاهدات التي أكدها الطبيب المناوب ووضع كهذا يجب أن لا يتم السكوت عنه فالمرفق يرتبط بالناس وخدمي فلا أعتقد أن (لمبة) تظل فترة طويلة لا يتم استبدالها والإيرادات التي تدخل المستشفيات معروف حجمها كما أن جهاز مهم (بنك الدم) وإن لم يستخدم فمن المنطقي أن يتم حفظه بصورة علمية وألا يكون معرضاً للتراب.. كل هذا من المسؤول عنه.. عن الوضع العام بالمستشفى الذي به عدة تخصصات ولكنها نهارية وبه أجهزة منها ما هو من الحكومة ومنها ماه و من الاهالي.. رجال الخير بالمديرية.. وخرجت تلك الليلة مساء 22/4 يوم جمعة بالخلاصة التالية: هل تلتفت وزارة الصحة وفرعها بوادي حضرموت وتلامس أوضاع المستشفيات الحكومية مباشرة وبشكل مفاجئ أم تكتفي بما يرد اليها من تقارير رسمية. إنها مشاهدة على السطح فكيف إذا غصنا في الأعماق فالمشاهدات لا أؤكدها بعيني فحسب بل يزكيها طبيب مناوب وملاحظات أخرى لدى لجنة من ثلاثة أعضاء بالمجلس المحلي للمديرية فياترى ما هو العلاج؟ إنني لست طبيباً.. عفواً لست مسؤولاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى