أيــام الأيــام..غداً..زيارة قطب عدن..على أقدام العيدروس سقطت راية الإلحاد

> عيدروس عبدالرحمن :

> الأرض تفرح، والأرض تطرح خيراً وبركة، إذا استوطن ظهرها رجل تقي. ومدينة عدن، المدينة النائمة على ضفاف صيرة وحقات، نزل بها وعاش فيها رجال كثيرون، وبركات إنسانية تمشي على الأقدام، لكن الإمام الحبيب أبابكر بن عبدالله العيدروس، يمثل الرأس من تلك الأجساد، والعين الساكنة في الوجوه، وكما أحب الإمام العيدروس مدينته التي سمي باسمها، بادلته أرضها وإنسانها وحواشيها، بادلوه ذلك الحب وتلك المشاعر الإنسانية التي سكنت جوف التاريخ وسطرت سيرتهم وتراجمهم الخالدة في الصفحات الأولى من ذاكرة الإنسان وجغرافية المكان.

ولأن الحبيب، الأمام العيدروس، عشق المدينة وحفر في ثنايا ظهرها والباطن علومه وأعلامه، ونذر حياته العامرة والباهرة لخدمة وعبادة الله سبحانه وتعالى، وتحسين حياة الناس، ومحاولة تقريبهم للحق، وقربهم من الله وأحبابه، لأنه كذلك، فإن مدينة عدن، وساكنيها، لم تنكر له ذلك، ولم تتخلف عنه مرة واحدة، ولم تدع يوماً من أيام ذاكرة زمانه ومكانه.. والاحتفال بقدومه إليها، إلا وكللت ذلك اليوم وتلك المناسبة بالاحتفال والاحتفاء الشعبي والوطني بذلك الحدث، الذي صار لعدن علماً من الأعلام، وبتلك الحادثة التي استوطنت ذكريات خلود وتخليد أبنائها الأفذاذ.

ظلت (عدن) وفية ومخلصة ليوم بروز وظهور شمس الشموس الحبيب أبي بكر بن عبدالله العيدروس، عندما جاء إليها حاملاً في قلبه مشاعر حب ومودة فاضت من أوردته والعروق، وفي عقله ولسانه علماً وفقهاً ظل طويلاً يبحث عن الينابيع والأوعية التي يسكن فيها عصارة قلبه وقالبه، عقله وباطنه.

وحتى في أسوأ وأحلك عقد عاشته المدينة، وهي منزوعة ومحرومة من التدثر والتزود بزاد الدين والإيمان، إبان فترة السبعينات ومطلع الثمانينات، عندما كان الدين تهمة والتدين خيانة وطنية عظمى، والعبادة خروجاً عن طاعة ماركس ولينين.. حتى في تلك الآونة، لم تتخل (عدن) عن الاحتفال والاحتفاء بابنها وعميد علمائها والأولياء، ووقف ذلك الابن الصالح، منصب عدن الحبيب مصطفى بن زين، موقفاً بطولياً صلباً عندما أعلن على الملأ: سوف أقيم زيارة جدي الإمام العيدروس في اليوم والمناسبة، وسأعمل ما يتوجب عليّ فعله، وأنتم افعلوا ما تشاؤون ولن تخيفني سلطتكم ولا قيودكم والأغلال. وجاءت الاحتفالية، ليزداد عدد وأعداد زوار الإمام العدني، حتى صارت (الزيارة) في تلك الحقبة أهم وأبرز نفحة من نفحات التبرك والتقرب للأولياء، ولم تقف مرة واحدة، أو يتعطل ذلك المسار الروحاني المبارك للحبيب الإمام العدني، وسقطت أمام كسوة العيدروس كل رايات الماركسية الحمراء، وانتكست طروحاتهم المرجفة.

حتى كان استمرار وديمومة الاحتفال بالحبيب العيدروس فوق ركام الإلحاد، أحد أبرز القواعد التي أثبتت لكثير من الناس بأن الله حق ودينه ظاهر لا محالة، وما زال الكثيرون يتذكرون موقف الحبيب مصطفى بن زين وإخوته ولفيف من بقايا علماء عدن، عندما واجهوا طوفان الماركسية الأحمر، الذي تحطم تحت قبة العيدروس.

والاحتفال هذا العام بزيارة الولي الصالح، يأتي تزامناً مع التعديلات والإضافات التي أدخلت على زيارات الإمام العيدروس وتنقيح البعض منها الذي يسيء ويعطي انطباعات وقناعات مغلوطة، ولا تخدم الطريقة الصوفية، ولا قناعة التقرب والتبتل إلى الله.. بفضل من الله سبحانه وتعالى وتكاتف وتنسيق منصب عدن والإمام الحبيب أبي بكر المشهور، بارك الله لنا في أعمارهم وحياتهم.

احتفالية هذا العام نزهة روحانية لتطهير قلوب صدئة ومشاعر تاقت للقرب من الله.. فمرحباً بيوم الإ مام العدني الحبيب أبي بكر العيدروس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى