الحوار بين الفعل والانفعال

> عبدالرحمن خبارة :

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
كان الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام) في اليمن قد دعا إلى حوار مع المعارضة قبل مدة زمنية في هذا العام 2005م، واستجابت أحزاب المعارضة لذلك وعلى وجه الخصوص (المشترك) الذي يتكون من عدة أحزاب رئيسية، ومنها خاصة التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني.

يريد (المشترك) أن يجري هذا الحوار بينه وبين الحزب الحاكم ، من خلال تقديم ورقة عمل تتضمن وجهة نظر (المشترك) في الأوضاع الراهنة، وما يمكن أن يتم عليه الحوار حول الإصلاحات السياسية والدستورية والاقتصادية. وكما علمنا أن الحزب الحاكم يرى أن يتم هذا الحوار في إطار ندوة يشارك فيها كل الأحزاب، ويقصد المؤتمر كل الأحزاب بما فيها الأحزاب (الموالية) إذا صح التعبير!

وحسب المعلومات المتوفرة لدينا حتى الآن - ولا نعرف ما طرأ في الأيام القليلة الماضية - ترفض أحزاب المشترك هذه الندوة، وترى فيها (تملصاً من الحوار الجاد) وتدعو أن يتم حوار حقيقي بين الحزب الحاكم و«المشترك» وتقول إن للحزب الحاكم الحق في اللقاء مع أحزاب أخرى سواء أكانت موالية أو غيرها.

ونعتقد أن ما وصلت إليه البلاد والعباد من أزمات، سواء أكانت سياسية أو غيرها، يقتضي البحث عن مخارج واقعية شريطة أن تكون هناك بدائل تعتمد على التحليل العلمي والصائب، كما أن الضرورة تتطلب أن تكون هناك بدائل لها أولويات وآليات تقود إلى الخروج من هذا النفق المظلم، وما وصلت إليه البلاد من ركود اقتصادي، وغياب الاستثمار، وتفاقم البطالة وزيادة رقعة الفقر والإفقار!

وواضح للعيان أن الحزب الحاكم وحتى أحزاب المعارضة لم تضع نصب أعينها الدروس والعبر من الماضي خلال العقود الأربعة الماضية، وما سببته من كوارث وضحايا وتخريب مادي واسع وكبير في أفقر بلدان العالم، وعلينا أن نتذكر بعد هذه الحوادث المؤلمة والمظلمة، وسنوجزها بالسنوات: 1968 في صنعاء، 1969 في عدن، 1972 بين الشمال والجنوب، 1978 في عدن، 1979 في صنعاء ، 1982 بين الشمال والجنوب، 1986 في عدن، 1994(صنعاء - عدن)، وهناك حروب صغيرة إلى يومنا هذا، ويعود السبب الجوهري لذلك إلى غياب الحوار ورفض الآخر.

ولا نقصد من ذلك أن هناك صراعاً ومواجهة اليوم بين الحزب الحاكم والمعارضة، فالظروف اليمنية والعربية والدولية ليست مواتية لأي صدام أو حروب، بل إن العالم اليوم يسير في طريق الإصلاحات السياسية والتغييرات العاصفة من أجل أن تقود هذه الإصلاحات إلى تنمية وتقدم حقيقيين ولمواكبة الركب العالمي.

والسؤال هو متى نبدأ التخلص من شوائب ماضي الاستبداد والهيمنة، والانشداد إلى ذلك الماضي، والانغلاق؟ ويمتد سؤالنا: هل هناك نوايا حقيقية لبدء الحوار المسؤول الجاد، هذا إذا كنا نحترم رغبات الشعب وطموحاته، شريطة أن يكون حوارنا فاعلاً، وبعيداً عن الانفعال!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى