قــيـــود امـــرأة

> «الايام» ميادة محمد عمر / فوه - حضرموت

> صرخت في وسط الليل: أرجوكم أخرجوني من هذه الغرفة المظلمة الكئيبة، ألا يكفيكم قيودي؟ أطلقوا سراحي. صاحوا في وجهها: لقد حُكم عليك. قالت بصوت حزين وهادئ أريد رؤية البحر وهو يلمع تحت خيوط الشمس الذهبية، أريد رؤية السماء الزرقاء والطيور المغردة، أريد رؤية الأشجار الخضراء والأزهار الصفراء والحمراء، أطلقوا سراحي أطلقوا حريتي التي سلبتموها مني، لا أريد منكم شيئا، فقط أريد أن أرى العالم فإنه يدور والأيام تمر والعمر يذهب وأنا جالسة هنا في الظلام وكل من حولي قيود، متى سأكون حرة؟ إذا أردتم قتلي فاقتلوني لا أريد البقاء وسط القيود، لا أريد العيش في الظلام، أحب الموت على القيود. أخذوها على عربة تجرها جياد إلى أعلى جبل وقد أغلقوا عينيها برباط وقيدوها برباط من قماش.

أخذت تهمس لنفسها ما أحوج الحي للحياة .. وربطوها على لوح كبير من الخشب ووضعوا أسفل قدميها أخشابا ليضرموا النار فيها. قالت بصوت قوي: أليس لديكم للسجين الحر أمنية؟ فضحك أحد الحراس قائلاً: وما أمنيتك؟ قالت بلهفة أريد أن أرى الدنيا مرة واحدة ومن ثم افعلوا ما شئتم. فسكتوا وأضرموا النار في الأخشاب فاشتعلت الأخشاب وازدادت وصولاً إلى رباط يديها فتمزق رباط يديها وبسرعة بيدها مزقت رباط عينيها وأصبحت حرة .. حرة من جديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى